أعلن الرئيس اللبناني ميشال عون أنه يعتزم الدعوة إلى إجراء حوار وطني لاستكمال تطبيق اتفاق الطائف.
ففي خطاب متلفز ألقاه يوم 8 أيار/مايو، قال عون إنه ينوي وضع استراتيجية دفاعية وطنية تحفظ "سيادة لبنان وسلامة أراضيه".
وكان البحث في هذه الاستراتيجية قد توقف مع انتهاء ولاية رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان عام 2014.
حيث عقد سليمان حوارا ضم أكبر القيادات السياسية اللبنانية ونجح عام 2012 في الخروج بإعلان بعبدا الذي نص علي تحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية.
إلا أن انخراط حزب الله عسكريا في الصراع السوري أطاح بهذا الإعلان، حيث أن مصير أية استراتيجية دفاعية للبنان مرتبط بشكل وثيق بسلاح الحزب ودوره في لبنان وخارجه.
إعداد استراتيجية دفاعية
ويرى الخبير العسكري العميد المتقاعد خليل حلو أن "الاستراتيجية الدفاعية يجب أن تعد من قبل مجلس الوزراء ويحيلها إلى المجلس الأعلى للدفاع" الذي يرأسه عون.
وأشار حلو في حديث للمشارق إلى أن "الوضع الإقليمي لم يعد كالسابق، فهناك محاولة تشكيل ضد دور إيران في المنطقة.والسؤال أين سيكون لبنان؟".
وتابع "حلو" أنه بخلاف ما يشاع عن إمكانية "انسحاب ناعم" لحزب الله من سوريا في ظل تعاظم الضغوط الدولية والإقليمية،فإن "قرار انسحاب حزب الله من سوريا لدى طهران".
من جهته، قال الباحث في القضايا الأمنية العميد المتقاعد ناجي ملاعب إنه بعد النجاحات العسكرية التي حققها الجيش اللبناني في محاربة المتطرفين، خرجت وعود من عون ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بإنجاز استراتيجية دفاعية للبلاد.
وأضاف أن اليوم "بعد الانتخابات التشريعية والانتظام السياسي وراء حكومة جديدة، فإن الأمر يتطلب إعداد الاستراتيجية الموعودة".
وتابع أن الجيش والأجهزة الأمنية بفضل المساعدات الدولية مستعدون على نحو جيد لحماية الحدود اللبنانية شرقا وشمالا، كما أنهم يواصلون التعاون مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) جنوبا.
نقاش انسحاب حزب الله
أما الكاتب السياسي جورج شاهين، فاعتبر أن ثمة معطيات جديدة في المنطقة ستفرض نفسها على شكل الاستراتيجية الدفاعية التي يعتزم اللبنانيون بحثها.
وقال إن "هناك من يعتبر أن الضغوطات التي تمارس على إيران والعقوبات التي طالت شخصيات قيادية من حزب الله وكيانات عسكرية واقتصادية ومالية فيه قد فتحت الباب أمام نقاش حول وجود حزب الله في سوريا وإمكان انسحابه من هناك".
ولفت إلى أن موضوع عودة حزب الله من سوريا يطالب به اللبنانيون من دعاة تطبيق مبدأ إبعاد لبنان عن الصراعات الإقليمية مثلما تنادي به سياسة النأي بالنفس التي اعتمدتها الحكومة.
وأضاف أن "موضوع عودة الحزب من سوريا بات محل نقاش في الدوائر الرسمية العليا بعد ما أفرزته الانتخابات النيابية الأخيرة".