فازت ست نساء من أصل 86 مرشحة على الانتخابات الأخيرة التي جرت في لبنان، بمقعد نيابي بينهن الاعلامية بولا يعقوبيان.
وفازت يعقوبيان التي ترشحت كمستقلة بمقعد ممثلة لائحة كلنا وطني للمجتمع المدني.
وكانت الانتخابات التي جرت في 6 أيار/مايو شهدت ترشيح كافة الأحزاب مرشحات نساء ما عدا حزب الله، وهو تغييب وصفته يعقوبيان بأنه "المهين والمحزن" خلال مقابلة أجرتها مع موقع المشارق حول نتائج الانتخابات ودورها الجديد.
المشارق: ما هي قرأتك للإنتخابات النيابية التي جرت مؤخرا وفزت بها؟
بولا يعقوبيان: لقد كانت هذه الإنتخابات من الأصعب بتاريخ لبنان، لكونها جرت وفق قانون انتخابي جديد. وبرغم [بعض المصاعب]، خضنا كمجتمع مدني تجربة جيدة جدا بلوائح "كلنا وطني".
نعتبر ما حققناه إنجازا كبيرا، علما أننا نرى ضرورة تغيير هذا القانون الذي تعلمنا منه الكثير ، لاسيما لجهة كيفية التصرف بالإنتخابات القادمة.
المشارق: ما أهمية وصول نساء من خارج الوراثة السياسية؟
يعقوبيان: إعتدنا على تمثيل نسائي بالبرلمان إما بالوراثة أو بالبوسطة، وهذه حصلت أيضا بالدورة الحالية.
يمكنني القول إننا في " كلنا وطني" كنا المجموعة الوحيدة التي رشحت هذا العدد من النساء. خضنا الإنتخابات بتسع لوائح و66 مرشحا ومرشحة بكل لبنان، علما أن 30 بالمائة من مرشحينا هم من النساء.
أثبتنا كم أن صحة التمثيل الجندري مهمة بالنسبة لـ "كلنا وطني"، وبأن ذلك أهم من صحة أي تمثيل آخر فيما الأحزاب التقليدية تجاهلت هذا الأمر ، وتعاملت معه على أنه غير مهم.
المشارق: كيف تنظرين لقرار حزب الله الذي لم يرشح نساء للإنتخابات؟
يعقوبيان: ما حصل ميهن. لا أفهم كيف ولما منع النساء من الترشح وممارسة حقهن هذا. لا يمكنني تخيل أي مجموعة أو أي حزب سياسي يمنع نصف مجتمعه من الترشح.
المشارق: هل تعتقدين أن لبنان حقق عدالة تمثيل نسائي بمجلسه الحالي؟
يعقوبيان: لا نزال من أسوأ الدول بالتمثيل النسائي، والدليل وصول ست نساء فقط من أصل 128 نائبا.
المشارق: لكنك واحدة منهن؟
يعقوبيان: صحيح، لكني حققت نجاحي ليس لكوني إمرأة، بل لإني صحافية معروفة منذ 25 عاما.
وراكمت خلال مسيرتي المهنية الكثير من النجاحات، فحصدت بالإنتخابات ما سبق وزرعته، علما أنه لو كنت رجلا لكنت حصلت على عدد أكبر من الأصوات.
المشارق: هل تعتقدين أن هناك حاجة لإعتماد الكوتا النسائية لتأمين وصول نساء للبرلمان؟
يعقوبيان: أكدت هذه الإنتخابات حاجة لبنان للكوتا النسائية كي تتمثل المرأة فعليا بمجلس النواب.
فالكوتا ضرورة لتصحيح خطأ تاريخي ارتكب بحقها، ولا تزال ذيوله وذهنيته سائدين لليوم.
لن تصل المرأة من دون كوتا ليعتاد مجتمعنا الذكوري على إنتخاب إمرأة لتصبح جزءا من مشهد سياسي طبيعي، ليصار بعدها إلى إلغاء الكوتا.
أؤيد الكوتا الجندرية لدورة أو دورتين، لحاجة المرأة لدعم.
المشارق: ما أبرز التحديات التي من الممكن أن تواجهينها بالمجلس؟
يعقوبيان: مما لا شك فيه أن التحديات كثيرة، لكني سأنجح بمواجهتها لإني أعرف ما سأعمل عليه كثيرا.
سأقف مع قضايا الحق وإلى جانب الناس وصحتهم وحقوقهم. سأواجه كل التحديات وسأحقق إنجازات لوجود فريق كبير جدا إلى جانبي، وهو مؤلف من لائحتي و"تحالف كلنا وطني". الجميع مستعد ومتحمس للعمل كفريق.
المشارق: ما أبرز العناوين التي ستعملين عليها؟
يعقوبيان: فيما ستكون شؤون المرأة أولويتي، سأعمل سياسيا على تحقيق اللحمة بين اللبنانيين وليس التفرقة بينهم، لأن الشحن الطائفي لن يؤدي لبناء بلد.
وسيتركز عملي كما ضغطي على ملف البيئة والتلوث. وسأسعى لأن أكون بلجنتي الإعلام وحقوق الإنسان.