نددت مرشحات شيعيات للإنتخابات النيابية اللبنانية بتوجهات زعيم حزب الله حسن نصر الله الذي أعلن في تصريح له مطلع هذا العام، "نحن في حزب الله ليس لدينا نساء لوظيفة النائب".
ولم يرشح الحزب المدعوم من إيران، أي سيدة للانتخابات النيابية، حيث أوضح نصر الله في كلمته المتلفزة بتاريخ 4 كانون الثاني/يناير أن النساء غير مرحب بهن في العمل السياسي.
وقالت مرشحات شيعيات لموقع المشارق إن تصريحات نصر الله تعارض حق المرأة بالمشاركة في الحياة العامة وأنهن مستعدات للمضي قدما بحملاتهن السياسية على الرغم من ذلك.
ومن أصل 111 سيدة ترشحن للانتخابات التي ستجري في 6 أيار/مايو، تواصل 86 مرشحة السباق الانتخابي من ما مجموعه 597 مرشحا.
ومن بين تلك النساء تسع سيدات شيعيات.
ففي دائرة بيروت الثانية، ترشحت سلوى الخليل الأمين على لائحة "بيروت الوطن"، ونعمت هشام بدر الدين بلائحة "صوت الناس" ولينا محمد علي حمدان بلائحة "المعارضة البيروتية".
وترشحت ألفت حمزة السبع عن المقعد الشيعي ببعبدا على لائحة "سوا لبعبدا"، وغادة أسعد عساف للمقعد الشيعي عن بعلبك - الهرمل بلائحة "المستقلة".
أما في الجنوب، بصور وقرى صيدا ترشحت كل من لينا حسن الحسيني على لائحة "معا نحو التغيير"، وعناية عز الدين على لائحة "الوفاء والمقاومة".
وترشحت كل من عبير غالب رمضان بمرجعيون- حاصبيا- على لائحة " فينا نغير"، وريما علي حميد عن مقعد بنت جبيل بلائحة "كلنا وطني" للمجتمع المدني.
’يحق لي ما يحق لغيري‘
وتعليقا على ما قاله نصرالله، قالت المرشحة في دائرة بيروت الثانية، والمستشارة السياسية السابقة بوزارة السياحة، سلوى الأمين للمشارق "كلامه لا يعنيني".
وأضافت الأمين: "إننا كنساء مسلمات، وتحديدا النساء الشيعيات موجودات بالمواقع الإدارية الرسمية" كما بالمواقع الأكاديمية والثقافية والسياسية.
وتساءلت: "لماذا تمنع المرأة الحزبية من الترشح للإنتخابات النيابية فيما هي بموقع القرار؟ وكيف يسمح لها بحمل بطاقة [عضوية] حزبية ولا يسمح لها بالترشح؟"
وتابعت "إنه السؤال الذي يرتسم بذهني دوما كمواطنة شيعية يحق لي ما يحق لغيري، لا أن يملي علي أخرون ما المسموح لي وما الممنوع".
وأضافت الأمين "أقول إنه لا يحق حرمان المرأة الشيعية من ممارسة حقوقها الوطنية والسياسية كما تمارس حقوقها الإجتماعية، من منطلق أن الدستور اللبناني ساواها بالحقوق والواجبات [مع الرجل]".
وأكدت "جميعنا وبالقانون متساوون بالحقوق، وبالتالي، ما من أحد يحدد للمرأة الشيعية حقها بالترشح".
’انتصار للمرأة الشيعية‘
أما المرشحة أستاذة الحقوق بجامعتي الحكمة والأميركية - اللبنانية ألفت السبع، فقالت: "إستفزني وأزعجني كلام نصرالله كثيرا".
وأضافت لموقع المشارق "أننا كنساء شيعيات متفوقات، ولدينا الكفاءة للترشح [للانتخابات] وممارسة حقنا الديموقراطي".
وتابعت: "ليس سهلا علي كابنة برج البراجنة [في ضاحية بيروت] الترشح، وهذا تحد بالنسبة لي كامرأة مستقلة، وبمجتمع ذكوري وتقليدي، لم يعط المرأة كوتا".
وخلصت السبع للقول: "إن ترشحنا خطوة مهمة جدا، وإنتصار بحد ذاته للمرأة الشيعية، ورد على من ينتقص من حقها".
ورأت الباحثة والأكاديمية الشيعية المعارضة منى فياض أن "النساء الشيعيات ترشحن للإنتخابات النيابية لما يتمتعن بكفاءة عالية، ولقناعتهن وإيمانهن بدورهن البناء بالمجتمع".
ما أعلنه نصرالله، تابعت فياض "لا أعتبره فقط إجحافا بحق المرأة الشيعية، إنما يناقض الإسلام الحقيقي والإيجابي الذي يعطي المرأة حقوقها كاملة".
وسألت فياض "بأي صفة يمنع نصر الله المرأة من الترشح؟"
وختمت: "للأسف، هناك فئة من الشيعة رهائن عنده وعند حزبه، لأن مصالحهم تقضي ذلك، لكنهم سيتحررون منه يوما".