يعمد الحوثيون (أنصار الله) منذ فترة إلى تشويه مباني صنعاء القديمة المصنفة على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) من خلال طلي شعاراتهم على جدرانها ومنازلها التاريخية، بحسب ما يروي أهالي المدينة لموقع المشارق.
وكانت وزارة الثقافة اليمنية قد حذرت منذ اندلاع النزاع في اليمن من تعمد المليشيا المدعومة من إيران تشويه الآثار والمعالم التاريخية بشكل ممنهج.
وقالت وزارة الثقافة في بيان بتاريخ 28 آذار/مارس "إن التراث الثقافي الأصيل والنادر لليمن يحظى بقيمة فنية وتاريخية عظيمة، ويمثل أهمية إنسانية وحضارية بالنسبة لليمن وللبشرية جمعاء".
وأضافت الوزارة "أن العديد من الآثار و المعالم التاريخية الفريدة ترزح تحت وطأة اعتداءات مباشرة ومتكررة تقوم بها هذه الجماعة"، مشيرة إلى أن مدينة صنعاء القديمة ترد على لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو ويجب حمايتها.
وأضافت الوزارة أن جماعة الحوثيين، استخدمت جدران أسوار وبيوت المدينة القديمة لنسخ شعاراتها الطائفية "بأصباغ وألوان مصنوعة من مواد كيمائية ضارة، تؤدي إلى إتلاف الألوان الأصلية لبيوت وأسوار المدينة".
وأشارت وزارة الثقافة إلى أن جماعة الحوثي ليس لديها أي اعتبار للملامح الفنية والجمالية لصنعاء القديمة شانها شأن سائر الجماعات المتطرفة، التي دمرت المعالم الاثرية والفنية في العراق وأفغانستان.
وناشدت وزارة الثقافة منظمة اليونسكو في ضمان وحماية تراث صنعاء القديمة والتراث الإنساني والفني في اليمن بشكل عام.
’كارثة على صنعاء‘
من جانبه، دان زايد جابر وكيل وزارة الثقافة حملة التشويه المتعمدة التي تمارسها مليشيات الحوثي بحق صنعاء القديمة والمعالم التاريخية في مدن أثرية أخرى.
وأضاف جابر ضمن حديثه للمشارق "أن عبث الحوثيين بالألوان الاصلية لبيوت صنعاء القديمة واسوارها وتشويهها بشعاراتهم الطائفية يستهدف تشويه المناظر والملامح الجمالية لصنعاء القديمة".
واعتبر "أن ما يجري كارثي بحق صنعاء".
من جانبه قال المحامي والناشط الحقوقي عبد الرحمن برمان في حديث للمشارق أن ما يجري دليل واضح على عدم اهتمام هذه الجماعة للتاريخ اليمني.
ورأى أن "تبعيتها [الحوثيين] خارجية وولائها لإيران، وهناك حقد من إيران على الحضارة العربية والحضارة اليمنية خاصة فتعمد عبر تابعيها لتشويه حضارتنا".
وأضاف أن جماعة "الحوثي تتخذ من القلاع التاريخية ثكنات عسكرية وأيضا اتخذت من المساجد التاريخية استراحة للمقيل وأيضا ثكنات عسكرية في محاولة لتدمير البنية التاريخية".
وأشار إلى أن محافظة الجوف تحولت إلى مخازن أسلحة أو منطلقا لعمليات عسكرية، مما يجعلها مستهدفة من طيران التحالف العربي.
التاريخ اليمني، وفق ما تابع برمان، تاريخ غني وقد جاء بالشورى وكان فيه النظام الإداري والقوانين قبل أن يعرفه العالم اجمع.
وأكد "تحاول هذه الجماعة هدم هذا التاريخ واحلال مكانه الفوضى".
مدينة مطلية باللون الأخضر
من جانبه، قال الناشط الإعلامي والحقوقي موسى النمراني للمشارق إن جماعة الحوثي تتعامل مع صنعاء كما لو كانت أرضا مفتوحة بحد السيف.
وأضاف النمراني أنه "ومن خلال تغيير طابع المدينة والألوان السائدة فيها، يهدفون إلى خلق جيل جديد مدجن ينشأ على مدينة مطلية بالألوان الخضراء كما لو أن هذه هي هوية المدينة منذ مئات السنين".
"ومن ناحية أخرى، تستهدف كسر نفسيات السكان وتعويدهم على رؤية اللون الأخضر ذي الدلالة الطائفية"، بحسب ما أشار.
وشرح أن استخدام اللون الأخضر في أنحاء المدينة يهدف للدلالة على هيمنة الحوثيين.
واستدرك النمراني بقوله "فالمواطن الذي تغطي رأسه الخرق الخضراء طوال السنة من فوق رأسه، ومن تحته لون الرصيف أخضر، وبوابة المسجد خضراء والمنارة والقبة، والشعار الطائفي في أركان الشوارع تكون أمامه خيارات نفسية ضيقة".
No
الرد1 تعليق