مقتل قيادي من الحوثيين يزيد من ضعف الميليشيا

أكد سياسيون ومراقبون لموقع المشارق أن مقتل القيادي صالح الصماد يعد ضربة موجعة لجماعة الحوثي (أنصار الله) المدعومة من إيران ويكشف التصدع الآيل إلى اتساع في صفوف المليشيا.

وكان زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي قد أعلن في خطاب عبر قناة المسيرة التابعة لجماعته مساء الاثنين 23 نيسان/أبريل مقتل صالح الصماد يوم الخميس.

وقتل الصماد الذي كان يشغل منصب رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين في ضربة من ثلاث غارات جوية استهدفت مكان تواجده في مدينة ميناء الحديدة.

وقتل ستة من مرافقيه في الغارة ذاتها.

ويعد المجلس السياسي الأعلى أعلى سلطة سياسية ضمت طرفا انقلاب 2014 وهما الحوثيون وحزب المؤتمر الشعبي التابع للرئيس اليمني السابق صالح.

وكانت دول التحالف العربي وضعت الصماد على قائمة المطلوبين كالشخصية الثانية بعد زعيم الجماعة وهو أعلى قيادي يقتل منذ بدء النزاع المستمر في اليمن.

وحدد التحالف العربي مكافأة عشرين مليون دولار لمن يدل بمعلومات تساعد على استهدافه، ووضع اسمه على القائمة السعودية التي عرضت مكافآت بقيمة 440 مليون دولار لاستهداف 40 قياديا حوثيا.

وتوعد عبد الملك الحوثي في كلمته المتلفزة بالرد على دول التحالف قائلا إن قتل الصماد "لن يمر دون محاسبة".

وكان المجلس السياسي قد أعلن عن اختيار مهدي المشاط، مدير مكتب عبد الملك الحوثي وصهره، رئيسا للمجلس السياسي الأعلى بديلا عن الصماد.

’ضربة موجعة للحوثيين‘

وعلق عبد الملك اليوسفي الناشط السياسي لملشارق على مقتل الصماد وقال "إنها ضربة موجعة للحوثيين".

واعتبر أن "نجاح التحالف بهذه العملية يدل على عملية استخباراتية نوعية لدول التحالف في استهداف الصماد وأن هذه العملية دليل اختراق أمنى لدول التحالف في صفوف الحوثيين".

وأشار إلى أن الحوثيين لم يكشفوا عن مقتل الصماد وتعيين بديل له لخمسة أيام، مما يدل على حالة الارتباك في صفوفهم، بحسب ما قال.

من جانبه، ذكر الباحث عبد السلام محمد، رئيس مركز ابعاد للدراسات الاستراتيجية أن استهداف الصماد "غير مفاجئ".

ورأى في حديث للمشارق أن ثمة "عدة أسباب" لقتل القيادي السياسي.

وقال "الأول هو أن التحالف قرر استهداف قادة الحوثيين منذ صعدوا بالصواريخ تجاه الرياض، وأعلن جوائز مالية لمن يقدم معلومات عنهم".

واضاف "والثاني دخول طارق صالح في مواجهة الحوثيين".

طارق صالح يقود الاعتداء

وطارق محمد عبد الله صالح هو ابن اخت الرئيس اليمني السابق ورئيس المؤتمر الشعبي العام علي عبد الله صالح الذي قتله الحوثيون في 4 كانون الأول/ديسمبر بعد أن كان أعلن فض التحالف بين حزبه والمليشيا المدعومة من إيران.

وشنت القوات الموالية لصالح يوم الخميس مدعومة من قوات التحالف العربي ضد حلفائهم السابقين أي الحوثيين.

وأكدت مصادر عسكرية أن الاعتداء تم بقيادة طارق صالح، في المنطقة بين مدينة ميناء المخا ومحافظة تعز، حيث أشارت مصادر طبية عن وقوع ضحايا من الجانبين.

ولفت محمد إلى أن إعلان الرئيس السابق علي صالح فض التحالف مع الحوثيين "أدى الى تصدع جبهة الانقلاب"، موضحا أن طارق صالح يسعى للانتقام لمقتل الرئيس السابق.

وأضاف محمد أن انشقاقات أخرى بدأت تظهر بين أبناء قبيلة الهاشميين الذين يقاتلون إلى جانب الحوثيين، "وهو ما انعكس على وحدة الحركة الحوثية وبدأت تتصدع جبهتها الداخلية".

وأكد محمد أن تحرك قوات التحالف العربي أتى ردا على "توجه إيراني في بقاء الوضع في اليمن على وضعه الفوضوي ويتم تصفية كل من يشارك بفاعلية في التفاهمات او ينخرط في عملية السلام".

واختتم محمد حديثه بالقول "إن مقتل الصماد جاء ليحقق أهداف التحالف وحلفائه الداخليين، وكنتيجة لتصدع الجبهة الداخلية للانقلاب".