أعلن رئيس أركان الجيش المصري يوم الاثنين، 26 شباط/فبراير، أن العملية العسكرية الواسعة النطاق التي يشنها الجيش المصري ضد الجماعات الإرهابية في أجزاء من دلتا النيل والصحراء الغربية وشمالي ووسط سيناء، دخلت أسبوعها الثالث ووصلت إلى مرحلتها الثانية.
وجاءت عملية سيناء التي انطلقت في 9 شباط/فبراير، في أعقاب هجوم إرهابي استهدف في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي مسجداً في شمال سيناء .
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أوعز إلى رئيس أركان الجيش الجنرال محمد فريد، باعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة في خلال ثلاثة أشهر.
إلا أن فريد طلب من الرئيس تمديد العملية إلى أكثر من ثلاثة أشهر على أن تنتهي في شباط/فبراير المقبل، حسبما ذكر موقع الأهرام أونلاين يوم الاثنين.
وأوضح فريد في المؤتمر الصحافي الذي عقد يوم الاثنين، أن المرحلة الثانية من العملية ستشمل شن غارات جوية مركزة وقصف مدفعي على أوكار المتطرفين، إضافة إلى توسيع العمليات القتالية للقوات البحرية والخاصة وتشديد الحصار على شمال ووسط سيناء من جهة الضفة الغربية للصحراء حتى قناة السويس.
وأضاف أن القوات المصرية ستنفذ أيضا تمشيطا أمنيا للمدن بعد محاصرة وتطويق جميع الإرهابيين المشتبه فيهم.
منع الهجمات الانتقامية
وقتل منذ بدء العملية سبعة جنود مصريين و71 متطرفا، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية يوم الخميس، 22 شباط/فبراير.
وقال المتحدث باسم الجيش المصري، العقيد تامر الرفاعي، إنه "نتيجة للعمليات القتالية البطولية التي قامت بها قواتنا المسلحة ... استشهد سبعة أبطال من القوات المسلحة".
وأضاف أن "71 متطرفاً قتلوا وتم اعتقال خمسة آخرين"، مضيفا انه تم توقيف 1,852 من المشتبه بهم.
وتابع أن القوات المصرية دمرت أيضا 1282 موقعا يستخدمه المتطرفون لتخزين إمداداتهم الإدارية والطبية والأسلحة والمواد المستخدمة فى صناعة العبوات الناسفة.
وأردف أنه تم اكتشاف موقعين كانت الجماعات الإرهابية تستخدمهما لإنتاج مواد إعلامية وموقعين آخرين تستخدمهما للإرسال اللاسلكي.
وعثرت القوات المصرية أيضا على نحو 393 عبوة ناسفة مصنوعة من متفجرات من نوع سي-4 و تي.أن.تي، كانوا سيستعملونها في هجمات على سيناء وغيرها من المحافظات في مصر.
ووفقا للمتحدث العسكري، أحد أهداف عملية سيناء 2018، هو تأمين جميع المحافظات لمنع الجماعات الإرهابية من تنفيذ هجمات انتقامية.
وقال الرفاعي إنه لتحقيق هذه الغاية، تقوم القوات المشتركة المؤلفة من الجيش والشرطة وحرس الحدود بتمشيط الطرقات والدروب في الصحراء الغربية من منطقة الدلتا وغرب وادي النيل، "سعياً وراء عناصر إرهابية وإجرامية".
وتعمل أيضاً على تأمين الممر الملاحي لقناة السويس، كما شددت الإجراءات الأمنية عند المعابر وعلى متن العبارات المتوجهة إلى شبه جزيرة سيناء.
دعم محلي لعملية سيناء 2018
من جانبه قال النائب عن شمال سيناء، حسام الرفاعي، إن العمليات العسكرية في سيناء "نجحت حتى الآن في تحقيق أهدافها".
وكشف عن وجود "خطة شاملة لضمان عودة الحياة في شمال سيناء إلى طبيعتها".
وتحدث عن استتباب الأمن في مدينة العريش، مضيفاً أن عمليات الجيش تجري حالياً خارج التجمعات السكنية.
وأكد أن استجابة السكان المحليين لعملية سيناء 2018 كانت إيجابية، مشيراً إلى أن "قوات الجيش والشرطة تصرفت بطريقة راقية ومهنية داخل المناطق السكنية وأثناء عمليات التفتيش".
ولفت إلى أن "الأولوية المطلقة للسكان هي دعم كل الجهود التي تبذلها [الحكومة المصرية] للقضاء على الإرهاب في هذه المنطقة".
وذكر أن التنسيق يتم على أعلى مستوى بين قوات الجيش والشرطة وشيوخ القبائل لدعم جهود مكافحة الارهاب، مشيراً إلى أن القبائل تساعد أحيانا فى اعتقال عناصر إرهابية خطيرة.
وأكد الرفاعي أن القوات الأمنية حققت في الأسبوعين الماضيين "نتائج جيدة جداً"، تشمل تدمير عدد كبير من أوكار العناصر الإرهابية وقطع طرق الإمدادات والدعم اللوجستي عنهم.
’الحياة لم تتوقف‘
من جهته، قال عضو مجلس النواب عن سيناء، حجازي سعد، إن القبائل تزود القوات المسلحة بمعلومات حول العناصر الإرهابية، ويساندوها كأدلة للطرق خلال العمليات في المناطق الجبلية.
وأوضح للمشارق أن التنسيق يتم من خلال اجتماعات تنسيقية متواصلة بين شيوخ القبائل وقيادات الجيش والأجهزة الأمنية.
وأكد سعد أن العمليات العسكرية لم تؤد إلى توقف الحياة في سيناء، ولكن تم تعليق العملية التعليمية خوفاً على سلامة الطلاب.
ولفت إلى "دعم سيناء بالسلع الاستراتيجية والمواد الغذائية، علماً أن بعض المحلات عادت للعمل مرة أخرى بشكل طبيعي".
وأضاف أنه تم أيضاً تزويد جميع محطات الوقود بما تحتاجه.
وتابع أن "الحياة لم تتوقف، ويعمل الجيش على حماية السكان وتأمين احتياجاتهم كافة".
تنمية سيناء
وذكر سعد أن "تنمية سيناء ستبدأ فور انتهاء العملية العسكرية الشاملة.
وأوضح أن المنطقة ستشهد انطلاق مشاريع قومية كبرى لخدمة السكان، تشمل تأهيل البنية التحتية وضخ الكثير من الاستثمارات للاستفادة من ثروات سيناء التي لم تستغل حتى الآن.
بدوره، أكد المحلل السياسي إبراهيم الشهابي أنه "بعد أسبوعين على انطلاق عملية سيناء 2018، بات واضحاً أن الدولة المصرية تفرض سيطرتها وسيادتها على كل النقاط الأمنية في مصر المباشرة وغير المباشرة".
وأضاف للمشارق أن القوات المصرية نجحت في تفكيك القدرات اللوجستية للجماعات الإرهابية.
وقال إن عملية سيناء 2018 شملت توجيه "ضربات دقيقة أعادت [الجماعات] الإرهابية 10 سنوات إلى الوراء بعد أن استغلت الفوضى التي سادت في خلال السنوات الماضية لإنشاء مناطق ارتكاز لها".