كثفت القوات المصرية عملياتها في الصحراء الغربية لملاحقة عناصر متطرفة بعد هجوم دام يوم الجمعة، 20 تشرين الأول/أكتوبر، استهدف كتيبة لعناصر الشرطة بالقرب من وادي حيتان، وفق قال مسؤولون لموقع المشارق.
وكان متطرفون مسلحون قد شنوا هجوماً على حملة أمنية وهي في طريقها لمداهمة بؤرة ارهابية في الواحات البحرية الواقعة في الصحراء الغربية للجيزة، وفق ما أعلنت وزارة الداخلية المصرية في بيان يوم السبت.
وقتل 16 شرطياً في تبادل اطلاق النار الذي وقع في منطقة الكيلو 135 على الطريق السريع للواحات، فيما أصيب 13 عنصراً آخر، بحسب بيان الوزارة.
وقد تمكنت وزارة الداخلية من إجلاء العناصر المصابة من مكان الهجوم، بينما لا يزال الضابط محمد الحايس مفقودًا حتى الآن.
وبالتزامن مع إجلاء الضحايا تمكنت قوات الدعم من الجيش والشرطة من قتل 15 من العناصر المسلحة التي شنت الهجوم وذلك خلال عمليات البحث والتمشيط في المنطقة.
مسلحون مجهولو الهوية
وفي حين لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الاعتداء، ينقسم الخبراء حول ما اذا كانت جماعة المرابطون التابعة لتنظيم القاعدة هي المسؤولة عن الهجوم أو تنظيم جند الخلافة التابع لتنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش).
ورأى العقيد المتقاعد في الجيش خالد عكاشة، وهو عضو المجلس القومي لمكافحة الإرهاب، في حديثه للمشارق أن جماعة المرابطون تقف وراء الاعتداء.
وأضاف أن "جماعة المرابطون يقودها الضابط المصري المفصول هشام علي عشماوي، وتتمتع بمهارات وتدريبات عالية اكتسبتها من ساحة القتال في الأراضي الليبية".
وقد كشفت التحقيقات أن الجماعة نفذت عملية مسلحة استهدفت نقطة للجيش قي واحة الفرافرة القريبة من الحدود مع ليبيا في 19 تموز/يوليو 2014، أدى إلى مقتل 22 جندياً مصرياً على الأقل.
وكانت محكمة مصرية قد حكمت في 11 تشرين الأول/أكتوبر بالاعدام على 13 متهماً وعلى 11 غيابيا لتورطهم في هجوم 2014.
وتابع عكاشة "أن قوات الداخلية التي تم استهدافها [الجمعة] خرجت إلى وجهتها في الصحراء ومنطقة جبلية دون تأمين كافٍ أو غطاء جوي في منطقة صحراوية، ولم تتوقع أن تُستهدف في الطريق".
ورجح عكاشة أن "يكون عشماوي قد أنشأ نقاط للمراقبة على الطريق هي من أبلغته بمرور هذه الحملة لتنصب عناصره كمينًا لها وتهاجمها".
في غضون ذلك، توقع الكاتب الصحافي محمود نصر المتخصص في شؤون الحركات الإرهابية، في حديث للمشارق أن يكون تنظيم جند الخلافة التابع لتنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) هو من يقف خلف الاعتداء.
وأرجع نصر ذلك إلى أن "التنظيم يمتلك أسلحة ثقيلة مثل التي استخدمت في هذه العملية من نوعية بيكا ودوشكا".
وأضاف أن "التنظيم قد يكون تعاون مع عناصر أتت إليه من مدينة سرت الليبية بعد هروبها من الحصار المفروض عليها هناك". وأشار إلى أن "هذه العناصر تمتلك قدرات تدريبة عالية قادرة على تنفيذ عمليات في مواجهة قوات الشرطة".
دعم القوات المصرية
وشدد عكاشة على أن حادثة الجمعة "لن تؤثر على قدرات الشرطة المصرية أو ثقة المصريين بها".
وأشار إلى أن "القوات تجري الآن مسحًا لمنطقة وادي الحيتان بالكامل وطورت من عملياتها لملاحقة باقي العناصر التي نفذت العملية والعقور على ضابطها المفقود".
وأكد أن "الشرطة نجحت خلال 3 أعوام في تفكيك 1064 خلية ارهابية تمتلك أكثر من فكر عقائدي كانت تنتوي تنفيذ عمليات إرهابية ضد المصريين".
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية أن تشييع العناصر التي سقطت أقيم في عدد من المحافظات حيث لفت النعوش بالعلم المصري.
وتتالت المواقف المنددة بالاعتداء ورسائل العزاء لذوي الضحايا والشعب المصري من منظمات دولية ودول أجنبية.
وكان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي قد أصدرا بيانت منددة بالاعتداء كما نددت الجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي به، بحسب ما نقل موقع اهرام اونلاين.
واستنكر عدد من الدول العربية والأجنبية الهجوم وأبرقت بتعازيها للشعب المصري داعية لمحاكمة منفذي الاعتداء.