قدّم العراقيون خلال شهر رمضان يد العون إلى العائلات المقيمة في مخيمات النزوح، عبر تزويدهم بالطعام وبأشكال أخرى من الدعم كمكيفات الهواء.
وتصل المساعدات الغذائية والإغاثية يومياً إلى حي الجامعة غرب بغداد، كجزء من المبادرات التطوعية التي أطلقها السكان المحليون.
وقال رمزي العزاوي المسؤول عن المخيم لديارنا، إن المخيم يستضيف 100 عائلة جلّهم من نازحي مدينة الموصل ومناطق البعاج وزمار ومحافظة الأنبار.
وأشار إلى أن نصف العائلات تقريباً وصل إلى المخيم بداية هذا العام بعد رحلات طويلة وشاقة تنقلوا خلالها من منطقة لأخرى حتى استقر بهم الحال في بغداد.
وأضاف العزاوي أنه منذ افتتاح المخيم في نيسان/أبريل 2015، يتلقى سكانه "دعماً كبيراً" من أهالي بغداد وسائر المحافظات.
معظم المساعدات يوفرها مواطنون أفراد
وأوضح أن "أغلب المساعدات التي تصل لمخيمنا هي من الأهالي"، لافتاً إلى أن "الناس يجودون بأغلى ما يملكون، وعندما يسمعون عن وصول نازحين جدد يهبّون فوراً لنجدتهم".
وتابع أنه "خلال المناسبات العامة والدينية، يتضاعف حجم المعونات بما يجسّد التماسك الوطني بأبهى صوره".
وأكد العزاوي أن مطبخ المخيم يقدّم يومياً وجبات ساخنة للنازحين، "ويقيم حالياً بمناسبة شهر رمضان مآدب إفطار جماعية".
وقال إن "الأهالي يزودوننا كل يوم بالمواد الغذائية، ونقوم بطهي الطعام للأسر النازحة".
وأردف أن "سكان المحافظات الجنوبية لم يقصروا في خدمة أخوانهم النازحين من محافظات شمالي وغربي البلاد".
وتصديقاً على ذلك، ذكر العزاوي أنه مع حلول فصل الصيف ناشد عبر محطات التلفزيون المحلية تزويد سكان المخيم بأجهزة لتبريد الهواء لمساعدتهم على تحمّل الحّر وتخفيف عبء الصيام عنهم.
وأضاف: "وما هي إلا أيام قليلة حتى اتصل بي رجل من مدينة النجف وزوّد المخيم بأربعين جهاز لتبريد الهواء".
وتلقّى المخيم من متبرعين آخرين كميات من الوقود لتشغيل مولدات الكهرباء وتأمين الطاقة بشكل مستمر طيلة شهر رمضان.
الدعم يتخطى الانتماء الطائفي
من جانبه كشف حميد حماد، 50 عاماً، وهو من نازحي الأنبار ويقيم منذ نحو عامين مع عائلته في مخيم حي الجامعة، أن السكان يقدمون المعونات للعائلات النازحة على مدار السنة.
"لكنّ الدعم يزداد في رمضان كون هذا الشهر هو شهر الكرم والخير والتراحم بين كل المواطنين، بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والمذهبية والإثنية المتعددة"، وفقاّ لما ذكر لديارنا.
وتحدث حماد عن رحلة النزوح الصعبة التي عاشها وعائلته قبل وصولهم إلى المخيم، مضيفاً أنه "منذ قدومنا وأيادي الخير تمتدّ لنا من كل حدب وصوب".
واعتبر أن "هذا الالتفاف خفّف كثيراً من معاناتنا".
وقال: "نحن سُنّة، وأكثر التبرعات العينية والغذائية تصلنا من أهلنا في المناطق الشيعية كمدينة الصدر ومحافظتي النجف وكربلاء"، مؤكداً أن "هذه المبادرات تدلّ على وحدتنا وحب بعضنا لبعض".
الدعم يشمل العائلات غير المسلمة
وفي السياق نفسه، قال القس مارتن هرمز داود مدير مخيم مريم العذراء في منطقة زيونة، إن الدعم الشعبي امتد ليشمل أيضاً الأسر غير المسلمة، مع قيام العائلات البغدادية بتقديم المساعدات للنازحين المسيحيين.
وذكر لديارنا أن "الأهالي يواصلون القدوم إلى هنا من كل أرجاء العاصمة للسؤال عن أحوال سكان المخيم، ويقدمون لهم المأكل والملبس والدعم المعنوي".
وأضاف أنه "خلال شهري رمضان ومحرم والاحتفالات الدينية الخاصة بإخواننا المسلمين، تتصاعد وتيرة الزيارات والمساعدات"، مشيراً إلى أن 142 عائلة مسيحية تعيش في المخيم معظمهم نزح من مناطق سهل نينوى.
أما المواطن حسّان محمد، 45 عاماً، وهو من منطقة الدورة وساهم بتقديم معونات غذائية لعائلات نازحة في منطقته، فقال: "نحن العراقيون شعب واحد، نشدّ أزر بعضنا بعض".
وختم مؤكداً لديارنا أن "مساعدة أهلنا النازحين واجب وطني علينا"، وأن شهر "رمضان يقرّبنا أكثر منهم ويمنحنا قوة أكبر لمدّ يد العون والعطاء لهم".