بيروت -- مع قدوم فصل الشتاء، تنشط منظمة ميرسي في دعم النازحين بمخيمات الشمال السوري وشمال غربي سوريا بهدف التخفيف من معاناتهم، ميرسي هي منظمة غير ربحية يقع مقرها في الولايات المتحدة.
توفر المساعدات شريان حياة للكثيرين ممن نزحوا من ديارهم جراء قصف النظام السوريوالقصف الروسي، لكنها لا تكفي لتلبية احتياجاتهم الكثيرة، بحسب ما قاله أهالي المخيم للمشارق.
وقدمت المنظمة في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر مساعدات إنسانية لأهالي المخيمات في صورة قسائم شرائية شهرية لمدة تسعة أشهر.
وخصصت للعائلة المؤلفة من أربعة أفراد قسيمة شرائية شهرية بمبلغ 50 دولارا، والعائلة المؤلفة من خمسة أشخاص 70 دولارا، أما العائلة المؤلفة من سبعة أشخاص وما فوق، فحصلت على قسيمة بقيمة 90 دولارا.
وخصصت المنظمة أيضا للمرضعات والحوامل مبلغا شهريا قدره 20 دولارا شهريا لمدة ستة أشهر.
كذلك منحت المنظمة 150 دولارا للعائلة الواحدة ضمن برنامج الشتاء.
ومن المخيمات التي حصلت على مساعدات منظمة ميرسي مخيم التح الواقع على سفح جبلي شمال محافظة إدلب وتقطنه 300 عائلة، أو ما مجموعه 1750 شخصا.
ظروف مأساوية
وفي حديثها للمشارق، قالت الأم لخمسة أطفال هناء محمد اليوسف أحمد، "أعيش وعائلتي في مخيم التح منذ ثلاث سنوات بظروف أقل ما يمكن وصفها بأنها المأساوية".
وأضافت أن "ما يخفف من وطأتها هو القسائم الغذائية التي قدمتها لنا منظمة ميرسي لفترة تسعة أشهر، بما يسمح لي بشراء ما أحتاجه من مواد غذائية من محال مدينة معرة مصرين".
إلا أن هذه القسائم لا تغطي الاحتياجات الشتوية الأخرى للأسرة، مثل إجراء الإصلاحات اللازمة لخيمها وحاجتهم لموقد تدفئة وبسط وأغطية صوفية وألبسة شتوية للأطفال.
من ناحيته، شكر النازح بمخيم التح هيثم العوض الغجر، وهو أب لخمسة أطفال، منظمة ميرسي على وقوفها لجانبه خلال محنة نزوحه.
وقال "لا تنسانا المنظمة، فهي مستمرة بالوقوف إلى جانبنا"، مضيفا أن القسيمة الشرائية التي تبلغ قيمتها الشهرية 70 دولارا "تساعدني في شراء المواد الغذائية الأساسية وبكمية محددة نظرا لغلاء الأسعار".
وأضاف "إلا أنها لا تغطي كل احتياجاتنا لأننا عائلة كبيرة".
وأوضح الغجر أنه بالإضافة إلى الطعام، تحتاج عائلته لفرش الخيمة بالبسط لتوفير التدفئة واستبدال غطاء الخيمة البالي والقديم تفاديا لتجدد غرق الخيمة بمياه الأمطار.
النازحون يعيشون عوزا كبيرا
من جانبه، أوضح مدير مخيم التح عبد السلام يوسف للمشارق أن منظمة ميرسي تقدم سنويا لأهالي المخيم مساعدات إنسانية تساهم في تأمين قسم من احتياجاتهم الغذائية.
وأضاف أن جميع النازحين يعيشون عوزا كبيرا "وغير قادرين على الاستمرار والعيش من دون هذه المساعدة بعدما فقدوا أرزاقهم وممتلكاتهم جراء الحرب" في سوريا وآثارها بعيدة المدى.
وأوضح أن مخيم التح، كما كل المخيمات المحيطة به، "يفتقد أدنى مقومات الحياة، من طبابة ومدارس وشبكات صرف صحي وأماكن إقامة آمنة".
وأكد أن كل ذلك يجعل وضع النازحين "مزريا"، وتزداد معاناتهم أكثر بداية كل شتاء لأن الخيم أصبحت بعد أربع سنوات من استخدامها "مهترئة ولا تقي بتاتا من برد الشتاء".
وتابع يوسف أنه فيما تحل قسائم منظمة ميرسي مشكلة مهمة، "تبقى الحاجة إلى مواد التدفئة من مازوت أو حطب وغيرها بعدما تخطى سعر طن مادة المازوت 250 دولارا".
وخلص بإشارته إلى حاجة المخيم لمشاريع مياه صالحة للشرب ومشروع الخبز المجاني أو المدعوم للمساعدة في إطعام الأطفال، لا سيما أن المخيم يقع في منطقة نائية غير مأهولة ذات بيئة صعبة.
هذا ويقدر عدد المخيمات في شمال غربي سوريا بنحو 1633 مخيما يسكنها أكثر من مليون نازح.
وينتشر أيضا العديد من المخيمات العشوائية في قرى ريف دير الزور الغربي ضمن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، ويقطنها آلاف النازحين منذ أكثر من أربع سنوات.