حقوق الإنسان

باحثون عن مساعدات للمرة الأولى يجدون المساعدة في لبنان

نهاد طوباليان من بيروت

لاجئون سوريون وعراقيون يحصلون على مساعدات من جمعية ’رسالة حياة‘ في انطلياس في لبنان. [نهاد طوباليان/المشارق]

لاجئون سوريون وعراقيون يحصلون على مساعدات من جمعية ’رسالة حياة‘ في انطلياس في لبنان. [نهاد طوباليان/المشارق]

مع تدهور الوضع الاقتصادي أمام أسر اللاجئين السوريين والعراقيين في لبنان، تنشط جمعيات عديدة لدعم صمودهم لمواجهة تحديات النزوح وتلبية احتياجاتهم الأساسية.

ومن بين الجمعيات الناشطة على هذا الخط جمعية "رسالة حياة"، التي يرأسها الأب وسام معلوف والتي تركز من خلال مشاريعها الميدانية المختلفة على مساعدة الفقراء بالغذاء والرعاية الطبية والأدوية.

وقد أتمّت الجمعية مؤخراً النسخة الرابعة من حملتها بعنوان "الوحدة والتضامن" السنوية والتي انطلقت أواخر العام الماضي واختتمت في 30 آذار/مارس من العام ٢٠١٧.

ووصلت الحملة التي امتدت على ثلاث مراحل لأكثر من ألف عائلة لبنانية وسورية وعراقية محتاجة، كثير منها يتلقى للمرة الأولى دعمًا، بحسب ما أوضح مسؤولون في الحملة.

ووزع في مقر الجمعية بأنطلياس خلال المرحلة الأخيرة مساعدات على 200 عائلة، بمشاركة وزير الشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي.

وأكد بو عاصي أن "مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني متداخلة حيث أن تلك المنظمات، إلى جانب المنظمات الدينية، تلبي احتياجات تعجز عن تلبيتها المؤسسات الرسمية".

وصول مساعدات لأشخاص يبحثون عنها للمرة الأولى

ومن بين من تلقى المساعدة للمرة الأولى اللاجئة العراقية عزيزة نمرود التي أكدت للمشارق أنها منذ فرارها من الموصل في 2014 "نعيش بظروف مالية صعبة جداً".

وأضافت: "نزحنا عام 2007 من البصرة بعد مقتل أبني على يد إرهابيين، وأسسنا حياتنا من جديد بالموصل، لنتهجر منها مرة أخرى للبنان في 2014 بسبب تنظيم ’الدولة الإسلامية في العراق والشام‘ (داعش)".

وأشارت إلى أنها تعيش في منطقة سد البوشرية مع زوجها وولديها، وهي المرة الأولى التي تحصل فيها هي وعائلتها على مساعدات منذ أن تحولوا إلى لاجئين.

وتابعت نمرود: "قبل اليوم، لم نقصد أية جمعية للحصول على المساعدة، لأننا كنا نتكل على ما تبقي لنا من مال، وما رصدته الدولة العراقية من مال الشهيد عن مقتل إبني".

لكن ومنذ فترة، تعيش نمرود وأسرتها بضيق، ولفتت إلى أنها قصدت الجمعية للحصول على مساعدة.

وقالت "أعتقد أنها بما تحويه ستفي بحاجتنا لأسابيع، وسجلت اسمي للحصول على مساعدة دورية، خصوصًا وأننا لسنا مسجلين بأية منظمة إنسانية".

محتاجون يترددون في طلب المساعدة

بدورها، قصدت اللاجئة من حلب أنطوانيت جورج فنون (70 عاماً) الجميعة للمرة الأولى للحصول على حصة غذائية بعد تردد طويل.

وأضافت فنون التي تعيش في حي الحدث للمشارق: "حاولت جاهدة ألا أصل لمرحلة أسعى فيها وراء جمعيات للحصول على ما نقتات منه".

وقالت "لم يعد لديّ مال، وأبني الوحيد وعمره 37 عاماً، لم يجد عملًا بعد".

اما اللاجئة من دمشق إيمان زيتون، وهي أم لطفلين، فقالت للمشارق إنها "المرة الأولى منذ وصولنا لبنان قبل عامين أقصد وزوجي جمعية للحصول على مساعدة".

وأضافت "بدأنا نشعر بضيق الحال، لأن زوجي فقد عمله بمطعم".

وأوضحت زيتون عائلتها تحمل رقم تسجيل من مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين من العام 2015، لكنها لم تستفد من المساعدات إلا مرة واحدة حين أنجبت ابنتها على نفقة المفوضية وأطباء بلا حدود.

وكان ذلك منذ نحو عامين، وفق ما ذكرت.

وختمت زيتون: "لا أعرف كيف وصلت إلينا جمعية رسالة حياة، لكن ما قدمته لنا من حصة غذائية متكاملة وألبسة لطفلي، هي مبادرة مشكورة".

خدمات للأشد فقرًا

من جانبه، قال رئيس جمعية "رسالة حياة" الأب وسام معلوف للمشارق أن الجمعية "ومنذ تأسيسها عام 2000، أخذت على عاتقها تقديم الخدمات للأشخاص الأشد فقرًا، من دون أي تمييز على أساس اللون أو العرق أو العمر أو الدين". وأضاف: "من منطلق رسالتنا الإنسانية، ننشط بخدمة اللاجئين السوريين والعراقيين واللبنانيين الفقراء. ونهتم لليوم بأكثر من 500 عائلة".

وقال نسعى عبر حملة ’الوحدة والتضامن السنوية‘ للوصول لمزيد من العائلات الجديدة "التي تعيش في فقر بعيدًا عن الأنظار".

وأضاف أن تلك العائلات "لم تتلق المساعدة من أية جهة رسمية أو منظمة معنية بالنزوح".

"حملة الوحدة والتضامن بمرحلتها الثالثة والأخيرة لهذا العام، انتهت في 30 آذار/مارس بتوزيع مساعدات شاملة لـ 200 عائلة جديدة، من لبنانيين وسوريين وعراقيين"، وفق ما علّق معلوف.

وأضاف أن الحملة بمرحلتيها الأولى والثانية بعدد من المناطق اللبنانية شملت أكثر من ألف عائلة، حيث وزعت عليهم حصصًا غذائية متكاملة والخضار والفاكهة والثياب للكبار والصغار وألعاب وأغطية، وحاجيات للأطفال.

ولفت إلى أن "ما نقدمه لهم يساعدهم في مواجهة يومياتهم الصعبة بالغربة، ويدعم صمودهم".

وأكد "لا تنحصر اهتماماتنا بالمساعدات فقط، إنما بالوقوف إلى جانبهم، والاستماع لمشاكلهم ومشاركتهم بمواجهة التحديات، وتأمين فرص عمل لهم"، وأوضح معلوف أن المساعدات "لا تتوقف مع انتهاء الحملة".

ولفت إلى أن جهود الجمعية تشمل أيضاً زيارة العائلات ببيوتها وتقديم مساعدات لها يتبرع بها المواطنون اللبنانيون.

وتابع "نريد تأكيد حضورنا الدائم إلى جانبهم، للقول لهم إنهم غير منسيين بظروف حياتهم الطارئة، والتي فرضتها الحروب ببلادهم".

هل أعجبك هذا المقال؟

5 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500

لدي اطفال لا استطيع ان اصرف عليهم بسبب عدم وجود عمل

الرد

السلام عليكم انا لاجئ من سوريامحافظ دير الزور لجئت الى لبنان وسجلت بالمفوضيه من2015ولم استفد شئ انا وعائلتي نحن خمس اشخاص ارجو منكم المساعده وهذا رقم جوالي0096171739846 وذهبت على اكتر من جمعيه ولم استفد شئ ومصروفكتير وايجار بيإ

الرد

انا يوجد عند عائلة كبيرة لا اقدر ان اصرف عليهم اولاد 8اشخاص وانا وزوجتي يعني انا بحاجة الى مساعدكم انا وزوجتي مريضين جدا ارجو المساعدة ولكم شكر

الرد

نرجو المساعد لان الوضع تعيسه للغايه وكل الجميات لا تغطي مساعدات

الرد

معيل للولدين (بنتين) ولزوجتي مع ذلك لم اتلقى اية مساعدات غذائية او غيرها .. انا سوري جنسية .

الرد