تستعين المنطقة العسكرية الثانية في حضرموت بالعلماء بهدف مواجة التطرف لرفع مستوى الأمن والاستقرار ومواجهة الفكر المتطرف من خلال الحوار.
ولهذه الغاية عقد يوم السبت 10 كانون الأول/ديسمبر، لقاء شارك فيه اكثر من 100 شخصية دينية من حضرموت من مناطق المكلا والشحر والغيل، استجابة لدعوة وجهها لهم قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن فرج سالمين البحسني.
وهدف اللقاء إلى إطلاع العلماء والخطباء على الأوضاع العسكرية في المحافظة اضافة إلى طرح ومناقشة ما لديهم من مقترحات وأفكار تساهم في رفع مستوى الأمن في المنطقة.
وفي اللقاء استعرض البحسني المراحل والادوار التي نفذتها المنطقة العسكرية الثانية وقوات النخبة الحضرمية وأهمها عملية تحرير مدينة المكلا وساحل حضرموت من قبضة العناصر الإرهابية.
وأكد البحستي على أهمية مرحلة التعاون مع العلماء بعد الانتصارات العسكرية لحشد مساعدتهم في مواجهة التهديد المستمر من التطرف والعنف.
وقال مخاطبا العلماء "بالكلمة الصادقة من خلال منابر المساجد التي تعتلونها وجلسات الذكر التي تترأسونها والنزولات إلى المدارس والملتقيات والتجمعات وفي كل مكان تدعون إليه لغرض الدعوة والإرشاد يجب أن تكون تلك الأخطار نصب أعينكم".
وتابع "تحذرون منها وتنبذونها وباللفظ القوي الصريح حتى لا يحل محلكم الفاسدون... كي يدغدغوا عواطف شبابنا وأجيالنا".
سلطة المنبر
أحمد السعدي مدير عام مكتب الأوقاف والإرشاد في حضرموت الساحل قال في حديث للمشارق إن إجتماع العلماء والخطباء والمرشدين جاء تبعا "للتأثير الكبير لهم على معظم افراد المجتمع".
وأضاف أن "لهم [العلماء] سلطة المنبر الذي يسمع له كل مواطن على الاقل في الأسبوع مرة في خطبة الجمعة، فضلا عن الدروس والمحاضرات والمواعظ التي تتخلل أيام الاسبوع".
وأشار إلى فضل العلماء ودورهم من خلال المنبر في عملية النصح والتوجيه والإرشاد بما ينفع دينهم وبما يساعد في حفظ الامن والاستقرار.
وتحدث السعدي عن خطة مكتب الأوقاف والإرشاد في التوعية ضد الإرهاب وقال ان "المكتب يولي موضوع الأمن والأمان والاستقرار أولوية كبيرة من خلال دور العلماء والخطباء والمرشدين".
ولفت إلى انه يجب أن ترافق العملية العسكرية ضد الارهاب بازالة هذا الفكر من جذوره، "وهنا لا بد من عمل العلم والعلماء لأن الفكر لا يحارب إلا بالفكر".
نحو رخاء المجتمع
بدوره، قال الدكتور زين العيدروس خطيب جامع الروضة في المكلا وأستاذ جامعي في جامعة حضرموت إن تثبيت الامن والاستقرار هو اول خطوة في طريق رخاء المجتمع.
واضاف العيدروس في اطار حديثه للمشارق "حقيقة توجه الدولة في محاربة الارهاب يجب أن تكون على حذر لأن المغررين قد يكونون ذهبوا للتطرف باغراءات بسبب الظروف الاقتصادية".
واكد أن "التعامل مع العنف بجب ان يكون بحكمة لأن العنف لا يأتي إلا من فكر متطرف وخصوصا اذا تركت المساجد والمدارس بدون رقابة".
واشار العيدروس إلى أن عملية الاحتواء للمغرر بهم "لا بد أن تكون بحكمة من خلال العمل على سد الفجوات والبؤر التي يتخرج منها هؤلاء الشباب الحاملين للفكر المنحرف أو الفكر المتطرف".
أما الباحث في الشؤون السياسة طارق الزريقي فأكد للمشارق أن جميع العلماء وشركائهم في محاربة الارهاب والفكر المتطرف لهم دورهم في محاربة منابع الارهاب والأفكار التي يروّج لها المتطرفون والتي يستخدمونها لصالحهم.
وشدد على دورهم في "تعزيز التوعية بمخاطر الارهاب والتوضيح للمجتمع بحقيقة الدين الاسلامي الذي جاء من اجل السلام".
لايمكن أن يتصالح الطرفان ﻷن الصراع مذهبي
الرد1 تعليق