أحيا الأردنيون يوم 9 تشرين الثاني/نوفمبر في حديقة الشهداء ذكرى مرور 11 عاما على التفجيرات الدموية التي استهدفت عام 2005 ثلاثة فنادق في عمان، حيث أكدوا على عزمهم القضاء على الجماعات الإرهابية.
ونظم الحدث أمانة عمان الكبرى ومؤسسة خير الأردن، ودعا المشاركون فيه إلى مزيد من التعاون العربي والإسلامي لهزيمة الجماعات المتطرفة.
وفي كلمته، قال رئيس أمانة عمان عقل بلتاجي، إن تفجيرات عمان التي تبناها تنظيم القاعدة خلّفت أكثر من 60 قتيلا و100 جريح.
وأضاف أن الأردنيين سيتذكرون دوما هذه الهجمات، مردفا أن هذه الذكرى لن تزيدهم سوى عزما على الوقوف صفا واحدا ضد الأعمال التي تهدف إلى تقويض أمن المملكة واستقرارها.
وذكر أن "وحدة الأردنيين في مواجهة العصابات الإرهابية تؤكد أن الأردنيين بمختلف توجهاتهم يلتفون حول وطنهم"ن ويدعمون حكومتهم وملكهم "ويرفضون القوى الظلامية التي تستهدف النيل من أمنهم".
دعم ضحايا الإرهاب
أشرف الخالد هو أحد الناجين من تفجيرات عام 2005، إذ استهدف أحدها حفل زفافه وأدآ إلى مقتل والده ووالدي زوجته.
وقال للمشارق: "يجب عدم السماح للجماعات الارهابية النجاح في مخططاتها ويجب أن يبقي الأردنيون مصممين وموحدين في وجه الإرهاب ".
وأضاف أن "جميع الجماعات الإرهابية، بغض النظر عن مسمياتها، تسعى لتدمير الإنسانية والمبادىء النبيلة. و يجب علينا كل عام وفي كل مناسبة تذكير أنفسنا بضرورة محاربة الجماعات الارهابية عسكريا وفكريا وخاصة بالنظر إلى تصاعد الإرهاب في المنطقة".
وأشار خالد إلى أنه يعمل على إطلاق شبكة عربية للناجين من الإرهاب، موضحا أن الشبكة تسعى لتقديم كافة أنواع الدعم للناجين من الأعمال الإرهابية في الدول العربية.
ولفت إلى أن العديد من الدول أبدت رغبتها في دعم المبادرة كالعراق واليمن وتونس والمغرب، كاشفا عن وجود خطط للتواصل مع الجامعة العربية لكسب تأييدها "وتخصيص يوم لذكرى ضحايا الإرهاب في الدول العربية".
وأضاف أن موقفا كهذا سيُثبت أن العالم العربي موحد في مواجهة الإرهاب والعنف، ومتكافل صفا واحدا لمكافحة التطرف.
وأوضح خالد أن المبادرة تهدف لإيجاد احصائية موثقة لضحايا الإرهاب في العالم العربي، وإعداد دراسات "تركز على تنشئة جيل مسلّح بفكر معتدل بمختلف الوسائل والطرق".
استذكار الضحايا
أما علاء شويكي، وهو خريج صيدلة ومن المشاركين في التجمع، فقال إن إحياء ذكرى تفجيرات عمان هي مناسبة سنوية لتجديد عزيمة الأردنيين وإصرارهم ودعمهم لجهود الحكومة في حربها ضد الإرهاب.
وقال للمشارق "نحن هنا اليوم لنستدكر شهداء تفجيرات عمان ولكي نستذكر أيضا البطل الشهيد الطيار معاذ الكساسبة".
يذكر أن تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) كان قد أحرق الكساسبة حيا في مدينة الرقة السورية مطلع العام الماضي، وبثّ تفاصيل الإعدام عبر تسجيل فيديو أثار استنكارا دوليا.
وأضاف شويكي: "نحن هنا أيضا لنستذكر جميع شهداء العمليات الإرهابية التي استهدفت الأردن"، مردفا أن "إحياء الذكرى السنوية مهم جدا لنرسل رسالة مفادها أننا مصممون على هزيمة الإرهاب".
ويشمل ذلك، دعم الجهود الحكومية والدولية لمكافحته، وأن لا ننسى، وفقا لما قال، "حقد وبطلان وزيف الجماعات الإرهابية وما تنادي به، لاسيما محاولاتها تضليل الشباب في منطقتنا".
وفي حديث للمشارق، قال الخبير العسكري فايز الدويري إن الأردن كان دائما مستهدفا من الجماعات الإرهابية وذلك لدوره الفاعل في مواجهة الجماعات الإرهابية.
وأضاف أن الأردن كان من أوائل الدول التي انضمت للتحالف الدولي لمجابهة داعش، "ولعب دورا أساسيا في القضاء على العديد من قادة التنظيم".
وختم مؤكدا أن ذلك يُحتم على المملكة البقاء في حالة تأهب مستمر لمكافحة أي جهود تسعى لزعزعة أمنها.