أجمع خبراء عرب ودوليون شاركوا في ندوة عقدت مؤخراً في الأردن، على أن تعزيز التنسيق الإقليمي هو أحد سبل الوقاية من الإرهاب ومحاربته في الشرق الأوسط وأوروبا.
وقال المشاركون الذين حضروا الندوة في 16 كانون الثاني/يناير ونظمتها مؤسسة فريدريش إيبرت، إن ثمة فرصة كبيرة للقضاء على الإرهاب عبر تعزيز التنسيق وثقافة التعددية.
وذكر العقيد الركن مجدي الحراسيس من مديرية الاستخبارات العسكرية التابعة للقوات المسلحة الأردنية خلال جلسة المناقشة، أن الأردن ينسق مع دول الجوار لدحض أي مخططات إرهابية.
وشدد على أن المزيد من التعاون ضروري لإضعاف فرصة الإرهابيين في تنفيذ مخططاتهم.
وأوضح أن المملكة نجحت في الحفاظ على أمنها واستقرارها بالرغم من الأوضاع الإقليمية المضطربة، منوّهاً بأن التنسيق المستمر مع دول الجوار لعب دوراً أساسياً في ذلك.
وقال إن الأردن لا يزال يشارك في الحملات العسكرية المنفذة لإلحاق الهزيمة بتنظيمات مثل "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش).
وأشار إلى أن 50 في المئة من القوات المسلحة الأردنية تنتشر على الحدود الشمالية والشمالية الشرقية من المملكة لإحباط أي مخاطر محتملة.
وتابع أن "ما يسمى بجيش خالد بن الوليد وهو تابع لتنظيم داعش الإرهابي يبعد عن الحدود الأردنية بحوالي كيلومترين فقط وإن القوات المسلحة الأردنية تعمل بشكل فعال على رصد تحركات هذه العناصر".
وأكد أن الأردن ينسق أيضاً مع القوات العراقية لمنع أي تهديدات.
مكافحة خطاب الكراهية
وفي هذا السياق، قال الباحث والمحلل السياسي العراقي مشرق عباس للمشارق على هامش مشاركته بالندوة، إن "من أهم الأمور لمكافحة ظاهرة العنف والتطرف في المنطقة هي مكافحة خطاب الكراهية".
وأضاف "للأسف الشديد أن انتشار ظاهرة التهميش والإقصاء وعدم تقبل الآخر وعدم معرفة عادات وثقافة وتقاليد مكونات المجتمع العربي أدى للتطرف والإرهاب".
ودعا عباس إلى جهود أكبر في الدول العربية لتعزيز مفهوم التعددية والتسامح واحترام الرأي الآخر، مشيراً إلى أن "البيئة التي يغذيها خطاب الكراهية هي بيئة مناسبة لانتشار الإرهاب والتطرف والتعصب".
وشدد على "دور الإعلام في مكافحة خطاب الكراهية الذي انتشر بشكل كبير في الآونة الأخيرة"، مضيفاً أن مواقع التواصل الاجتماعي شكلت "منصات خصبة لانتشار خطاب الكراهية وتأجيج مشاعر التعصب بجميع أشكاله".
ومن جانبها، قالت آنيا فيلر تشوك المديرة المقيمة لمؤسسة فريدريش إيبرت، إن الإرهاب ظاهرة عالمية تؤثر على كل البلدان، وليس فقط على الشرق الأوسط.
وأضافت "يجب التركيز على معالجة جميع العوامل التي تؤدي إلى الإرهاب، سواء كانت عوامل اقتصادية أو اجتماعية أو غيرها"، ذاكرةً أن "مكافحة الإرهاب هي مسؤولية الجميع".
دور أساسي للنساء
أما الباحث الأردني في الحركات المتطرفة حسن أبو هنية، فأكد للمشارق على الدور الأساسي الذي تلعبه المرأة في مكافحة الإرهاب.
وأضاف "استخدم تنظيم داعش المرأة بشكل كبير في العمليات والتنسيق وغيره، وسنلاحظ خلال الفترة المقبلة استخداماً أكبر لدور المرأة من قبل الجماعات الإرهابية".
ولفت إلى أنه يمكن استعمال المرأة كوسيلة ردع.
وقال إنه يجب أن تكون هناك "سياسة مجابهة" مضادة لمواجهة تجنيد المرأة من قبل الجماعات المتطرفة وتفعيل دورها في التوعية ضد الإرهاب ومكافحة الأفكار المتطرفة في المجتمع.
وأشار أبو هنية إلى أن المرأة تستطيع لعب دور أساسي على هذا الصعيد، إلا أنه لغاية الآن لم تبذل جهود فعلية لإشراكها في الحرب على الإرهاب.
ومن جانب آخر، حذر من مخاطر تجنيد الأطفال، قائلاً إن داعش قامت "بتدريب جيل كامل مما يسمى بأشبال الخليفة، وهم أطفال شاركوا بتنفيذ عمليات إرهابية".
وختم بالقول إنه "بالتزامن مع العمليات العسكرية، هنالك حاجة كبيرة لبرامج إعادة التأهيل والإدماج في المجتمع لمن تاب ورجع إلى الطريق الصحيح".