تسعى الحكومة الأردنية من خلال استراتيجية جديدة لمنع الفكر المتطرف من الانتشار في المملكة.
وأعلن وزير التنمية السياسية والشؤون البرلمانية في الأردن موسى المعايطة أن واحدة من نواحي الحرب على الارهاب هي الحرب الفكرية والإيدولوجية من هنا سيتم تنفيذ "الخطة الوطنية لمجابهة التطرف" من قبل وزارة الأوقاف.
وجاء الإعلان خلال افتتاح ورشة عمل في 29 تشرين الأول/اكتوبر، نظمها مركز نيسان للتنمية السياسية والبرلمانية بحضور عدد كبير من المسؤولين والبرلمانيين.
وشدد المعاطية على أهمية تعزيز دور جميع افراد المجتمع في المكافحة الفكرية للتطرف، مضيفا أن هيئات المجتمع المدني يجب أن تلعب دورا ناشطا في الحرب على الارهاب.
وتشمل الخطة تنفيذ العديد من البرامج وورشات العمل والفعاليات لتصحيح المفاهيم الخاطئة حول الاسلام وتبيان زيف الادعاءات من الجماعات المتطرفة التي تزعم أنها تنفذ الشريعة.
وستركز تلك النشاطات على القيم المجتمعية كالتسامح والتعايش وتقبل الرأي الآخر، وفق ما أضاف المعايطة.
ختام ملكاوي، وهي صحافية متخصصة بالاخبار الامنية ومكافحة الارهاب، قالت للمشارق إنه يجب تفعيل دور المؤسسات الاعلامية في الاردن والمنطقة العربية بشكل كبير "حتى تتصدى للاعلام المتطرف الذي يبث خطاب تحريضي وخطاب كراهية".
واشارت إلى أنه يجب التركيز على اطلاق حملات فعالة على مواقع التواصل الاجتماعي لا سيما وأن ثمة أكثر من خمسة مليون مستخدم لفيسبوك في الاردن.
وشددت على ضرورة تفعيل القوانين التي تجرّم التحريض والفكر المتطرف عبرالانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.
تسخير قدرات الشباب
اما الخبير الاقتصادي حسام عايش فقال للمشارق يجب أن "تواكب جهود مكافحة الارهاب فكريا و عسكريا جهود حثيثة لتسخير قدرات الشباب وتقديم الفرص الاقتصادية لهم".
وقال إن "آخر الارقام الرسمية تشير إلى أن البطالة ارتفعت بشكل كبير بين الشباب في الاردن".
ولفت إلى أن ذلك "مؤشر خطير يستدعي جهودا اكبر في التمكين الاقتصادي للشباب وبالتالي تحصينهم من أي خطر ممكن أن يواجهوه ومن الانحراف".
واشار تقرير لدائرة الإحصاءات العامة إلى ارتفاع نسبة البطالة في الأردن في الربع الثالث من العام الحالي 2016 إلى مستوى 15.8%، وهو أعلى معدل للبطالة منذ 15 سنة.
ويبلغ عدد العاطلين من العمل في سوق العمل الأردني؛ ما يقارب 402,584، وأعلى نسبة بطالة بين الشباب في سن 15 إلى 24 هي 49.7% ومعظمهم من خريجي الجامعات والمعاهد.
حسين خزاعي، أستاذ في علم الاجتماع، قال في حديثه للمشارق انه يجب التركيز على دور الاسرة في التنشئة القويمة.
وقال "إن الاسرة هي حصن الدفاع الاول في التحصين ضد الارهاب و للمرأة دور اساسي في هذا الصدد".
وأضاف "الحرب الفكرية اهم من الاحرب العسكرية لتجفيف اي منابع للارهاب والتطرف والمسؤولية ايضا تقع على المؤسسات التعليمية والدينية".