نجحت السعودية بالتصدي لعدد من الهجمات الالكترونية التي شنتها جماعات متطرفة تسعى لاختراق أنظمة الحواسيب الحكومية وسرقة المعلومات، وفق ما قال خبراء في الجريمة الالكترونية للشرفة.
وكان المركز الوطني السعودي للأمن الالكتروني قد أكد تعرض المملكة لهجوم الكتروني بتاريخ 14 أيار/مايو 2016 استهدف عدة مؤسسات حكومية.
وتصدت المؤسسات الدفاعية الالكترونية السعودية المختلفة للاعتداءات كالمركز الوطني السعودي للأمن الالكتروني، وفرق الاستجابة للحوادث والتحقيقات الجنائية الالكترونية، والتي تم تزويدها بأحدث نظم المعلومات الحديثة والعناصر البشرية المدربة.
الباحث الأمني السعودي والمختص في أمن المعلومات ومكافحة الجرائم الالكترونية، محمد السريعي، قال للشرفة إن "المملكة كانت من اوائل الدول العربية التي حصنت نفسها ضد الهجمات الالكترونية".
وأسست المملكة منذ عام 2007 مكتب جرائم المعلوماتية بعد اقرار نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية من قبل مجلس الوزراء السعودي. وبعد فترة قصيرة، تم انشاء المركز الوطني السعودي للأمن الالكتروني، وتم تأسيس الفرق الالكترونية الخاصة بوزارة الداخلية.
منع الاختراقات الأمنية
واعتبر السريعي أن الهجمات التي قد تشن عبر وسائل التواصل الاجتماعي لكسب تعاطف المواطنين مع تنظيم ’الدولة الإسلامية في العراق والشام‘ (داعش) أو للتجنيد في صفوفه تعد الأخطر.
وأشار إلى أن هذا الأمر "يلقى الاهتمام الكبير" من السلطات التي تعمل على حملات توعية لتنبيه الناس حول هذا الخطر.
وتستهدف الهجمات الإلكترونية المؤسسات الحكومية والوزارات لا سيما وزارة المالية إضافة إلى المصارف ومكاتب الأجهزة الأمنية، بحسب السريعي.
ولفت إلى أن "أي ضرر يصيب أنظمة هذه المراجع وقاعدة بياناتها سيكون له الاثر السلبي الكبير على المملكة واقتصادها وأمنها".
وأشار السريعي إلى أن "الرد على أي محاولات اختراق كما أن الدفاع الالكتروني عن المملكة مهمة الفرق الحكومية".
وأضاف أن السلطات تعمل على مدار الساعة لتسجيل الشكاوى والبلاغات من المواطنين حول حسابات مشبوهة تقوم داعش وجماعات أخرى شبيهة بها بإدارتها.
واعتبر أنه من الممكن أن يضطلع الشباب السعودي بدور كبير في هذا المجال من خلال المشاركة بعملية التبليغ عن مستخدم معين يحاول اختراق المجتمع السعودي او ارساله لفيروسات بغرض اختراق الحسابات.
وأضاف أن المملكة، وبهدف التأمين الالكتروني الكامل، استحدثت العديد من الاقسام الخاصة بالجرائم المعلوماتية والأمن الالكتروني في معظم الجامعات السعودية لاعداد جيل جديد من الشباب السعودي متمكن في هذا المجال.
تزايد التهديدات
من جانبه، قال الضابط السابق في الجيش السعودي والملحق العسكري السابق اللواء منصور الشهري، إن القدرات الدفاعية الالكترونية الموجودة لدى المملكة تعتبر من اكثر القدرات تقدما في منطقة الشرق الاوسط.
"وتم الاهتمام بها بسبب الأخطار المحتملة من معركة الكترونية مفترضة قد تتعرض لها المملكة من قبل المنظمات الإرهابية"، بحسب ما ذكر.
وأكد الشهري ضرورة أخذ الهجمات الالكترونية جديا، خصوصا وانها اصبحت احدى الوسائل غير التقليدية في المعارك الدائرة حاليا مع التنظيمات المتطرفة.
وأشار إلى أن "الفرق الجنائية الالكترونية التابعة لوزارة الداخلية تتعامل يوميا مع جميع البلاغات المقدمة من المواطنين وتوليها كل الاهتمام مهما كان نوعها".
وأوضح أن هذه المعلومات تحصل على أهمية قصوى، بالاضافة إلى دورات تأهيلية دائمة لجميع العاملين في الدوائر الحكومية لتوعيتهم حول كل جديد في هذا المجال.
وفي الإطار نفسه، أوضح محمود شاهين، مهندس وأستاذ الاتصالات بكلية الهندسة بجامعة حلوان، أن الهجوم الإلكتروني على بلد ما غالبا ما يتخذ شكل مجموعة منسقة من محاولات الاختراق من قبل مجموعة كبيرة من الهاكرز، حيث يتم في البدء محاولة اختراق الانظمة وكلمات السر التي تسمح بالولوج إلى قاعدة المعلومات الاساسية.
وأضاف أن "التنظيمات الارهابية قد تستطيع القيام بهكذا انواع من الهجمات عبر تجنيد عدد كبير من الهاكرز المختصين بعمليات الاختراق".
وبالنسبة للسعودية، قال شاهين إن ما توفر من معلومات حول الهجوم الالكتروني الأخير، دلت أنه كان "عبارة عن مجموعات كبيرة من الرسائل الإلكترونية المشبوهة التي وصلت إلى عناوين بريد حكومية ومحلية".
وختم بالقول إن الاعتداء تم التصدي له وإن التدابير الوقائية المعتمدة من خلال انظمة الحماية ادت عملها بكل اتقان.