رغم تأجيلها سنة جراء جائحة فيروس كورونا، عادت مناورات "النجم الساطع" التي تجرى كل عامين خلال الشهر الجاري بزخم أكثر من أي وقت مضى، وهي أكبر مجموعة من المناورات العسكرية متعددة الجنسيات في الشرق الأوسط.
وباستثناء العام الماضي، نفذت مناورات "النجم الساطع" كل عامين منذ سنة 1981. وأطلقت الولايات المتحدة ومصر المبادرة، وازداد عدد الدول التي انضمت إليهما بصورة تدريجية.
ومناورات العام الجاري مبنية على نجاح "النجم الساطع للعام 2018"، وستضم 21 دولة في الفترة الممتدة بين 2 و17 أيلول/سبتمبر في قاعدة محمد نجيب العسكرية والتي تقع عند أطراف ميناء الاسكندرية المطل على البحر المتوسط.
وافتتحتقاعدة محمد نجيب العسكرية في تموز/يوليو 2017، وهي من بين أكبر القواعد في الشرق الأوسط إذ تضم 1155 مبنا ومرفقا.
وكانت المملكة المتحدة وفرنسا من بين الدول الغربية التي انضمت العام الجاري إلى مناورات النجم الساطع.
أما الدول العربية المشاركة فشملت السعودية والأردن والعراق والبحرين والسودان والمغرب والكويت والإمارات وتونس.
وشملت أيضا دولا أفريقية هي كينيا ونيجيريا وتنزانيا، وشاركت فيها كذلك كل من قبرص وإيطاليا وإسبانيا واليونان وباكستان.
وشارك هذه السنة أيضا نحو 600 عنصر في الجيش الأميركي.
وبحسب مصادر عسكرية أميركية ومصرية، تلقى المشاركون تدريبات على الأعمال القتالية غير النمطية واطلعوا على أحدث أنظمة القتال العالمية، كما تعلموا كيفية التعاون بفعالية أكبر.
وكان الهدف العام يتمثل بتعزيز العلاقات الاستراتيجية والأمنية بين الدول المشاركة، بحسب ما ذكرته مصادر عسكرية، وذلك عبر تبادل الخبرات وتطوير التقنيات القتالية للجنود المشاركين.
وقال مسؤولون إن المهم كان مشاركة مختلف فروع القوات الدفاعية البحرية والجوية، إضافة إلى المشاة والمدرعات وجنود الحرب الإلكترونية.
وتعلمت القوات الأمنية التابعة للدول المشاركة كيفية العمل مع أحدث الأسلحة إلى جانب الشركاء العسكريين الجدد، وتمكنوا من تبادل الخبرات في حقول مختلفة مع تطبيق مهارات جديدة.
تمكين الجيوش لتحسين أدائها
وقال مدير مركز المناورات والتدريب بالقيادة المركزية الأميركية، اللواء ستيفن ج. ديميلانو، إن "هذه المناورات أداة مهمة للتطوير المهني لاختبار المفاهيم والإجراءات والتكتيكات والتحقق من صحتها".
وأضاف "وهي تسمح للجيوش بتطوير قدراتها على نطاق أوسع، والاستعداد للرد السريع في حالات الأزمات الملحة".
واختبر هذه السنة سيناريو قدرة كل بلد على العمل مع الأطراف الأخرى لمعالجة التحديات الإقليمية في مجال الجو والبر والبحر، إضافة إلى الفضاء الإلكتروني.
وشمل مناورات للتدريب الميداني مع مناورات بالذخيرة الحية للأسلحة المشتركة ومناورات مركز القيادة وندوة لكبار القادة لتسهيل عملية تبادل المعلومات من المستويات التكتيكية إلى المستويات الاستراتيجية.
وعبّر قادة القوات المشاركة عن سرورهم بالروح المعنوية القوية التي أظهرتها القوات المشاركة، وأشاروا إلى أن الهدف النهائي هو تعزيز التعاون العسكري بين جيوش الدول المشاركة.
والنجم الساطع مبني على العلاقة الأمنية الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة التي تلعب دورا رائدا في الأمن الإقليمي وجهود مكافحة انتشار التطرف.
يُذكر أن هذه السنة هي النسخة الـ 17 لمناورات النجم الساطع.