أكد مسؤولون ومحللون يمنيون للمشارق أن الحوثيين (أنصار الله) المدعومين من إيران قد انخرطوا في حملة ممنهجة لاستهداف منازل المدنيين والمساجد وترهيب أي من يعارض وجودهم.
وقالوا إن الميليشيا بهذه الطريقة تحاكي أفعال الجماعات المتطرفة مثل تنظيم القاعدة وتنظيم 'الدولة الإسلامية' (داعش).
ففي يوم 3 أيلول/سبتمبر، اقتحم مئات المسلحين الحوثيين والعربات المدرعة قرية الزوب في مديرية القريشية بمحافظة البيضاء.
وقد شن الهجوم، الذي استهدف معارضي الحوثيين في القرية، رغم التوصل إلى اتفاق لتجنب الصراع عبر وساطة أعيان المنطقة.
وقام الحوثيون بتفجير منازل الأخوين عبدربه وصالح أحمد جار الله الزوبه بسبب موقفهما الرافض لتواجد الحوثيين في مناطقهم.
كما قاموا بتفجير أحياء سكنية، حيث قتلوا عددًا من المواطنين بداخل منازلهم. وكان من بين الضحايا علي صالح القافلي الذي أصيبت ابنته بين ستة آخرين في القرية.
'على غرار طريقة داعش والقاعدة'
وقال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني إن التفجير الذي نفذه الحوثيون في قرية الزوب جاء على غرار طريقة تنظيمي القاعدة و"الدولة الإسلامية" (داعش) ويؤكد على "تشابه الإجرام والأسلوب الذي تستخدمه هذه التنظيمات الإرهابية".
وأضاف في حديث للمشارق أن هذا يندرج ضمن استراتيجية الميليشيا "لبث الرعب والرهبة في نفوس عامة الناس" والانتقام من معارضيها وإخضاعهم لسطوتها.
وكانت الهيئة المدنية لضحايا تفجير المنازل قد قالت في 6 أيلول/سبتمبر إن ميليشيات الحوثي فجرت 804 منزل في 17 محافظة يمنية خلال الفترة من أيلول/سبتمبر 2014 حتى 30 حزيران/يونيو 2020.
وأضافت الهيئة في تقريرها الأول، الذي حمل اسم "حطام وآلام"، إن محافظة تعز كان لها النصيب الأكبر في قائمة انتهاكات تفجير المنازل، حيث حلت في المرتبة الأولى وبلغ عدد المنازل التي تم تفجيرها 149 منزلا، تليها محافظة البيضاء بـ 124 منزلا ثم محافظة اب 120 منزلا.
وطالبت الهيئة الحكومة الشرعية بتوفير مأوى للأسر التي فجرت منازلها وتأمين المساعدات الإغاثية لها.
كما ناشدت المنظمات الدولية والمحلية ووسائل الإعلام "بإيصال صوت المنكوبين إلى الرأي العام العالمي لتعرية الميليشيات وكشف جرائمها للعالم".
'جرائم حرب'
من جانبه، قال أحمد العطية وزير الأوقاف والإرشاد إن ميليشيا الحوثي "استهدفت أيضًا 750 مسجدا ودارا لتحفيظ القرآن" في الفترة من 2014 حتى نهاية العام 2019.
وأضاف في تصريح إعلامي يوم 29 آب/أغسطس أن ذلك يشمل 79 مسجدا ومدرسة لتحفيظ القرآن فجرت بشكل كلي، مشيرًا إلى أن كل الانتهاكات موثقة.
وأوضح أن استهداف الحوثيين للمساجد تنوع بين التفجير الكلي والجزئي والقصف بالسلاح الثقيل، مع نهب محتوياتها، مضيفًا أنه تم تحويل البعض منها إلى مخازن للسلاح والبعض الآخر إلى مقرات لتعاطي القات.
من جانبه، قال نبيل عبد الحفيظ وكيل وزارة حقوق الإنسان للمشارق إن تفجير الحوثيين للمساجد والمنازل وأيضا بعض المؤسسات الحكومية يهدف لتخويف وترهيب الذين يعارضون الميليشيا.
وأضاف أن هذا النهج ينبع "من إرهاب فكري" يشبه فكر تنظيم داعش والقاعدة.
وأكد عبد الحفيظ أن وزارتي حقوق الإنسان والخارجية تعملان على رصد هذه الحوادث وتوثيقها وتحويلها إلى ملفات قانونية تقدم للقضاء.
بدوره، قال المحامي والناشط الحقوقي عبد الرحمن برمان للمشارق إن تفجير المنازل والمساجد "جرائم حرب ولا تسقط بالتقادم".
وأضاف برمان أن عملية التوثيق والرصد لتلك الجرائم وإعدادها في صورة ملفات قانونية سيمكن الضحايا من استعادة حقوقهم عند استعادة الدولة إلى الحكومة الشرعية.