قال خبراء في الشؤون الإيرانية للمشارق إن الحرس الثوري الإيراني يستغل جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) لتوسيع نفوذه في المنطقة وتأجيج النعرات الطائفية.
وأضافوا أن الحرس الثوري الإيراني يثير القلاقل عبر الترويج لأخبار كاذبة عن مصدر الفيروس، ويؤجج النعرات الطائفية بانتقاده الإغلاق الضروري للمواقع الدينية لا سيما تلك الموجودة في السعودية.
وفي حديثه للمشارق، قال حسين شايان المتحدر من طهران، إن إثارة النزاعات الطائفية لطالما كانت نهجا اتبعه الحرس الثوري الإيراني منذ وصول النظام الحالي إلى الحكم.
وأضاف أن قادة الحرس في ايران وقادة الميليشيات التابعة له في المنطقة، يروجون لنظرية مؤامرة جديدة حول مصدر فيروس كورونا، "زاعمين أن الدول الغربية وراءه خصوصا الولايات المتحدة".
وتابع أن محمد الحوثي، قائد ما يسمى باللجنة الثورية العليا للحوثيين، كرر الحديث عن هذه المؤامرة العارية عن الصحة، واصفا إغلاق المواقع الدينية في السعودية بأنه "أبشع الذنوب".
واعتبر كلامه محاولة فاضحة "لإثارة النعرات الدينية والطائفية".
حملة تضليل
وأردف شايان أن الأمر يتكرر في لبنان، حيث يعمد قائد حزب الله، حسن نصر الله، إلى "المضي قدما بحملة التضليل هذه، ويواصل في الوقت عينه التحريض ضد بعض الدول العربية وعلى رأسها الإمارات والسعودية".
ولفت إلى أنه "بدلا من الالتفات إلى الشؤون الداخلية المتردية خصوصا الأوضاع الصحية، قام قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال اسماعيل قاآني، بزيارة العراق وسوريا ليجتمع إلى قادة الأذرع التابعة له".
ووصل قاآني إلى بغداد يوم 30 أذار/مارس حيث التقى بكبار المسؤولين العراقيين لإبلاغهم رفض إيران تكليف عدنان الزرفي تشكيل الحكومة الجديدة.
ومنذ ذلك الحين انسحب الزرفي من المهمة الموكلة إليه، علما أنه منذ انتشار نبأ تكليفه تشكيل الحكومة، باشرت وسائل الإعلام المقربة من الحرس الثوري الإيراني حملة ممنهجة لتشويه صورته متهمة إياه بالتحالف الوثيق مع الولايات المتحدة وبأنه مناهض لتدخل إيران في العراق.
وأشار إلى أن قاآني قام بهذه الزيارات "دون الأخذ بعين الاعتبار المخاطر الناشئة عن تجمع حشود كبيرة من الناس التي تواكب عادة هكذا زيارات، ولا الوضع المضطرب خصوصا في العراق".
ورأى أن الإصرار على زيارة وكلائه الإقليميين حتى في خضم الأزمة الصحية الراهنة، يؤشر إلى "أن قادة الحرس الثوري الإيراني لا يهتمون سوى بتوسيع [نفوذهم] في المنطقة واستغلال كل فرصة تلوح أمامهم".
مواصلة الأعمال العدائية
من جانبه، قال الخبير العسكري وائل عبد المطلب للمشارق، إن الحوثيين المدعومين من إيران (أنصار الله) في اليمن، استغلوا انشغال العالم بجائحة فيروس كورونا ليطلقوا صواريخ باتجاه السعودية.
ووصل الأمر بالميليشيا إلى تنفيذ عدة هجمات على مواقع داخل الأراضي السعودية القريبة من الحدود مع اليمن، حسبما أضاف.
وأكد مراقبون أن الحوثيين استغلوا قرار التحالف العربي وقف إطلاق النار لمواصلة استهداف المدن السعودية والملاحة البحرية.
واعنبروا أن هذه الممارسات تدل على استمرار تدفق الأسلحة الإيرانية إلى اليمن لخدمة أهداف إيران وخطتها التوسعية في المنطقة.
ولم يستبعد عبد المطلب احتمال قيام الميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا "بإعادة انتشار واسعة النطاق"، مستغلة الوضع الراهن للتمدد باتجاه مناطق جديدة.
وأوضح أن بوادر هذه الخطة بدأت تظهر على الأرض، "عبر ترويجهم لحملات عسكرية وهمية تحت ذريعة واهية تتحدث عن عودة تنظيم داعش".
إثارة التوترات في المنطقة
بدوره، قال المتخصص بالشؤون الإيرانية في مركز الشرق للدراسات الإقليمية والاستراتيجية، فتحي السيد، إن "الحرس الثوري الإيراني لم ينتظر كثيرا ليبدأ استغلال وباء كورونا [...] وإثارة التوترات مع دول المنطقة".
إلى هذا، ذكر للمشارق أن وسائل الإعلام الإيرانية استغلت محنة المواطنين البحرينيين الذين تقطعت بهم السبل في إيران، لاتهام البحرين بأنها لا تهتم بشعبها وأنها تخلت عنهم وسط جائحة فيروس كورونا.
ولفت إلى أن معظم هؤلاء سافروا إلى إيران عبر دولة ثانية لزيارة الأماكن المقدسة، علما أن بعضهم لم يكشف أن وجهته النهائية هي إيران.
وأضاف أن "إيران وإعلامها يزعمون أن مناشدات المواطنين البحرينيين لا تلقى آذانا صاغية لدى حكومتهم".
وأشار إلى أن السلطات البحرينية لم تتردد في تقديم المساعدة لمواطنيها في الخارج، وقد بدأت فعلا بإجلائهم.
وتابع أن البحرين خصصت أيضا مبالغ مالية يومية لمساعدتهم على تحمل نفقاتهم بانتظار نقلهم إلى الوطن.