بعد مرور عام كامل على اعتقاله في صحراء الأنبار في عملية عراقية بغطاء جوي أمنه التحالف الدولي، لم يتلق المشتبه بانتمائه إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) طالب جاسم فياض أي زيارة من أي من أفراد عائلته.
وقال إنه لا يتوقع أي زيارة منهم أصلا.
وأوضح "لا تريد زوجتي وأطفالي أن يكتشف أحد أني من عائلتهم، وقد غيروا مكان سكنهم بسبب ذلك".
وتابع في حديث لديارنا "لم يزرني أي منهم ولا يسألون عني".
وإن فياض المعروف أيضا باسم أبو طه، هو حاليا قيد الاحتجاز على ذمة تحقيقات في الجرائم التي ارتكبها لصالح داعش بين العام 2014 و2018 في الأنبار وجنوبي بغداد.
ومن المتوقع أن يحصل على حكم بالإعدام بعد اعترافه بالمشاركة في الحرب ضد القوات العراقية، التي أدت إلى مقتل عناصر من قوى الأمن.
وكان أبو طه أيضا متورطا في مصادرة منازل وممتلكات العراقيين الذين اعتبرتهم داعش من "الكفار"، سامحة بمصادرة تلك الأصول.
وذكر "لا يوجد الكثير لقوله. كنت غبيا ومغيبا وأتمنى لو يعود الزمن للوراء".
وأضاف "كان الشعور بالكراهية والحقد يغلفنا وكنا نضعه بإطار ديني. هذه هي الحقيقة".
وذكر "تسببنا بمصائب لكثيرين وفعلنا أشياء لم يأمر الله بها ولا الإسلام، ونسبناها كذبا للإسلام".
وأكد "العار كلمة قليلة".
خجل وندم
وفي هذا السياق، قال قاضي تحقيق محكمة الرصافة ببغداد علي عوني العبادي، إن "الندم أو الاعتراف لا يغير من الحقيقة شيء فالقانون واضح بشأن عقوبة المتورطين بجرائم إرهابية".
وأوضح لديارنا أن كثيرين يصابون بانهيار داخل المحكمة أو خلال الاستجواب، فيما يعبّر آخرون عن الندم متمنين تغيير الواقع والعودة إلى الوراء "وللأسف أغلبهم شبان".
وشرح أنه لذلك يكون العقاب الموجه للمتورطين في أنشطة التجنيد أقسى من العقاب الممنوح لمن تم تجنيدهم.
ولفت إلى أن "العمليات الإرهابية لداعش تسببت بمقتل الأبرياء وتدمير حياة عشرات آلاف الأسر العراقية بتحويلها إلى أرامل وأيتام، لذا يجب أن يأخذ كل مجرم جزاءه".
وتابع "ما نسمعه وما نراه من الإرهابيين أنهم رغم اعترافهم يشعرون بالعار والخزي".
ʼرسائل موجهة [لأجيال] المستقبلʻ
وبدوره، قال رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي محمد رضا إن على وسائل الإعلام نشر اعترافات عناصر داعش المعتقلين وندمهم على ما اقرفوه.
وأضاف لديارنا "نعتبر أن تلك الاعترافات رسائل موجهة [لأجيال] المستقبل وهي نسف لكل مشروع إرهابي يعتمد الكراهية والقتل والدم والانتقام".
وذكر أن هذه الاعترافات تُظهر أن "خطب داعش والقاعدة وأي جماعة متطرفة أخرى هي مجرد هراء وخطب ثعالب مفضوحة".
ومن جهته، قال الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة فؤاد علي أن ماكينة التجنيد والكسب الخاصة بداعش قد توقفت بشكل شبه كامل وقد تنصل بعص عناصر التنظيم منه وفروا من صفوفه.
وتابع "يمكن ملاحظة ذلك أيضا على منصات التواصل، حيث كانت بعض الحسابات المؤيدة للتنظيم أو التي تعتبر أطروحاته قريبة منها، قد تراجعت أو صارت تنتقد وتهاجم وتسخر من التنظيم.
وأضاف أنها تتهمه بأنه سبب دمار سنة العراق ومقتل عدد لا يحصى من السنة في العراق وسوريا ذرائع دجل وكذب.