على الرغم من المناخ السياسي المتوتر الذي يشهده لبنان وقطع الطرقات الذي أدى إلى إقفال المدارس، عاد الطلاب اللبنانيون والسوريون بمعظمهم إلى مقاعد الدراسة.
يذكر أن عددا كبيرا من الطلاب من مجتمع اللاجئين السوريين، مسجل في المدارس الرسمية في مختلف أنحاء لبنان، وهم يحضرون الصفوف الصباحية والمسائية على حد سواء.
وقال عصام حسين، 12 عاما وهو لاجئ من درعا ويقيم حاليا في كسارة في منطقة البقاع، في حديث للمشارق إنه يأمل ألا تقفل المدارس أبوابها مجددا.
وأضاف حسين المسجل في مدرسة حوش الأمراء الرسمية "أريد إنهاء صفي السابع، وإكمال تحصيلي العلمي".
وقد أقفلت المدرسة طوال شهر بعد بدء المظاهرات في مختلف أنحاء لبنان في 17 تشرين الأول/أكتوبر.
وبدورهما، عاد الشقيقان محمد بيازيد، 10 أعوام، وريماس البالغة من العمر 8 سنوات، إلى مقاعد الدراسة في مدرسة مزرعة يشوع الرسمية في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر لاستئناف سنتهما الأكاديمية.
وأكدا للمشارق "انتظرنا بفارغ الصبر عودتنا للمدرسة".
وقالت الدتهما ليلى الخليل إن المنظمات الدولية ووزارة التربية والتعليم العالي توفر الظروف المناسبة لكي يتمكن الطلاب السوريون من الالتحاق بالمدارس الرسمية، كما توفر المستلزمات المطلوبة لهم.
وأضافت في حديثها للمشارق أن ذلك يشمل بدل التنقل من وإلى المدرسة.
وشددت على أهمية "استمرار تعلم ولدي برغم الظروف التي تفرض من وقت لآخر إغلاق مدارس لبنان أبوابها".
ʼإنقاذ الطلاب السوريين من خلال التعليمʻ
وفي هذا الإطار، أوضحت مؤسسة ورئيسة منظمة "كياني" نورا جنبلاط للمشارق أن السنة الدراسية للعام 2019- 2020 انطلقت في مطلع أيلول/سبتمبر، إلا أنه تم تعليق الصفوف بسبب الوضع السائد في لبنان.
وقالت إن مدارس "كياني" أقفلت أيضا أبوابها، واستأنفت الصفوف مجددا في تشرين الثاني/نوفمبر.
وتابعت "تسبب إغلاق مدارسنا لمدة شهر كامل بتأخير كبير في تنفيذ البرنامج الأكاديمي".
وأشارت إلى أنه نتيجة لذلك، باتت أيام السبت تعتبر أياما دراسية عادية، كما سيتم تقصير أيام العطل القادمة وتتم تعبئة المعلمين والفريق الإداري للتعويض عن الوقت الضائع.
وكانت جنبلاط قد أسست منظمة "كياني" في العام 2013 بهدف توفير التعليم الجيد للأطفال الأكثر ضعفا من اللاجئين السوريين الذين يعيشون في مخيمات مؤقتة في محافظة البقاع.
وتمكنت المنظمة مع شركائها من إنشاء مدارس نقالة وقابلة للتوسيع تستند إلى نموذج "غطا"، وهو نموذج يستخدم موادا صلبة ومنخفضة الكلفة تقاوم الظروف المناخية القاسية.
وذكرت جنبلاط أن "حوالي 4000 طالب سوري يتابعون دراستهم في 9 مدارس ابتدائية وثانوية معتمدة داخل المخيمات غير الرسمية وجوارها، أنشأنها حتى اليوم لتوفير التعليم لهم".
ولكن تواجه مدارس "كياني" عددا من التحديات، منها غياب المساحات اللازمة لاستيعاب كل من هم على قوائم الانتظار ونقص المواصلات والوثائق الولادية، إلى جانب غياب الدعم النفسي.
وأكدت "رؤيتنا بغض النظر عن جميع التحديات التي نواجهها، هي إنقاذ جيل الطلاب السوريين من خلال التعليم".
دعم اليونيسيف
هذا وأوضحت ممثلة عن المكتب الإعلامي لمنظمة اليونيسيف في لبنان خلال حديث للمشارق، إن كل المدارس الرسمية في لبنان "فتحت أبوابها للطلاب اللبنانيين وغير اللبنانيين، بمن فيهم السوريين، للتعلم بدوامي الصباح وبعد الظهر".
وقالت إنه "نظرا لانطلاق الموسم الدراسي للتو، من الصعب معرفة عدد الطلاب السوريين المسجلين بالمدارس".
ولكن استنادا إلى بيانات العام الماضي، تتوقع اليونيسيف "تسجيل حوالي 250 ألف سوري لاجئ تراوح أعمارهم بين الثالثة و18 عاما، في المدارس".
ومن بين هؤلاء، يتوزع 200 ألف طالب على المدارس الرسمية في حين يتابع 50 ألف طالب الدراسة في المدارس الخاصة وشبه الخاصة.
ووفقا للمنظمة، فإن نحو 50 ألف طالب سوري مسجلون بدوامات الصباح مع الطلاب اللبنانيين، بينما تتابع البقية دوام بعد الظهر المخصص بشكل حصري للطلاب السوريين.
وأشارت اليونيسيف إلى أنه "على الرغم من الدعم الثابت والمهم من المجتمع الدولي ومراعاة التمويل الذي تم التعهد به للعام الدراسي 2019-2020، توجد فجوة مالية تزيد على 30 مليون دولار أميركي للرسوم المدرسية وحدها".
وتعتبر وزارة التربية والتعليم العالي "الشريك الرئيسي لليونيسيف بمجال التعليم منذ عام 2015 لتزويد جميع الأطفال الذين يعيشون بلبنان بالتعليم الجيد، وهو حق أساسي لكل طفل".
بشارهوالحكم
الرد1 تعليق