تربية

لاجئون سوريون في الأردن قلقون بعد تقليص برنامج دعم الأطفال

محمد غزال من عمّان

أطفال لاجئون يلعبون على أرجوحة في مخيم الزعتري في الأردن في 9 نيسان/أبريل. [خليل مزرعاوي/وكالة الصحافة الفرنسية]

أطفال لاجئون يلعبون على أرجوحة في مخيم الزعتري في الأردن في 9 نيسان/أبريل. [خليل مزرعاوي/وكالة الصحافة الفرنسية]

أعرب اللاجئ السوري أحمد عرابي وهو أب لأربعة أطفال، في حديث للمشارق عن قلقه بشأن مستقبل هؤلاء، ذلك أن عائلته لم تعد تتلقى المساعدات من برنامج حماية مجتمعي تابع لمنظمة اليونيسف.

وقال عرابي الذي يعيش منذ العام 2013 في الأردن، إن ثلاثة من أطفاله الذين هم في سن الدراسة توقفوا عن حضور الصفوف بعد أن انقطعت المساعدات التي كانت تحصل عليها العائلة من برنامج "حاجاتي".

وقد سعى البرنامج في العام 2017 عندما تم إطلاقه، إلى مساعدة 53333 طفلا في الصف الدراسي الأول وحتى الصف التاسع في كل مناطق المملكة، وذلك عبر تزويدهم بالدعم المالي لشراء المستلزمات المدرسية.

وتم تخصيص 20 دينارا أردنيا (28 دولارا) في الشهر للطفل الواحد للعائلات المخولة الحصول على المساعدة والتي يصل عدد الأطفال فيها إلى أربعة كحد أقصى، وذلك لتغطية التكاليف الأساسية مثل التنقل من المدرسة وإليها والملابس والقرطاسية.

واستهدف البرنامج الأطفال في 205 مدرسة تعمل بنظام الفترتين في كل مناطق المملكة. وكانت غالبية المستفيدين من الجنسية السورية (86 في المائة)، تليها الجنسية الأردنية (11 في المائة) و3 في المائة من الجنسيات الأخرى.

ولكن انخفض عدد المستفيدين العام الماضي إلى 45 ألف مستفيد، وتم تخفيض هذا العدد مؤخرا إلى 10 آلاف بسبب ضعف التمويل، بحسب ما ذكره أحد موظفي اليونيسف في الأردن في حديث للمشارق.

نقص في التمويل

وقال المسؤول في منظمة اليونيسف "للأسف، ضعف التمويل أثر على البرنامج ونحن نناشد الدول المانحة الاستمرار بتقديم الدعم للبرنامج لأن تمكين الأطفال من الالتحاق بالمدارس مهم جدا لمستقبلهم".

وأضاف أن المنظمة ستواصل العمل مع كافة الجهات لضمان استمرارية البرنامج ومحاولة معالجة الوضع، مشيرا إلى أن آلاف الأطفال توقفوا عن الذهاب إلى المدرسة بعد انقطاع المساعدات.

وأشارت منظمة اليونيسف إلى أن برنامج الحماية المجتمعي يهدف إلى الوصول إلى الأطفال في أضعف المجتمعات في المملكة.

ويأتي هذا البرنامج ضمن حزمة من البرامج التي تضمن أيضا حق وصول الأطفال إلى التعليم والرعاية الصحية، وتهدف إلى خفض مستويات الأمية وعدد الأطفال الذين هم خارج المدارس.

ويسعى برنامج "حاجاتي" إلى زيادة نسبة الالتحاق والاستمرار في التعليم، لا سيما بالنسبة للأطفال المعرضين للخطر، وذلك عبر مساعدة العائلات على تلبية المتطلبات الأساسية لأطفالها من خلال المنح النقدية.

وصُمم البرنامج لمساعدة الأطفال على الاستفادة من فرص التعليم والحد من خطر التسرب، إلى جانب دعم الأطفال الذي هم حاليا خارج المدارس ليعودوا إلى مقاعد الدراسة.

العائلات تواجه صعوبات

وفي هذا السياق، قال عرابي "توقفت عن إرسال أبنائي إلى المدرسة لأنني لا أملك ما يكفي لشراء احتياجاتهم من قرطاسية ومصروف ودفاتر وحتى طعام".

وأضاف "نحن نعتمد على المساعدات وأنا لا أعمل"، معربا عن أمله بأن يعود برنامج "حاجاتي" إلى مستوى التمويل السابق.

أما سلوى حسونة وهي لاجئة سورية من درعا تقيم في أحد احياء عمّان الشرقية، فقالت للمشارق إنه عندما توقفت عائلتها عن الحصول على المساعدات، توقفت هي أيضا عن إرسال بناتها الثلاث إلى المدرسة.

وأوضحت "المساعدات من برنامج حاجاتي كانت تساعدنا بشكل كبير وبعد توقفها، بقيت بناتي الثلاث في المنزل".

وتابعت "أنا حزينة لعدم تمكنهن من الذهاب إلى المدرسة وأحاول العمل في أي مجال لمساعدتهن للعودة إلى المدرسة"، معربة عن أملها بأن يستمر عمل البرنامج كما في السابق.

وأضافت "للأسف الكثير من اللاجئين يضطرون لإرسال أبنائهم للعمل لكسب الرزق بسبب الأوضاع الصعبة".

وأشارت إلى أن "الكثير من الأسر تضطر لتزويج بناتها في عمر صغير لتخفيف الضغوطات والمسؤولية".

وختمت قائلة "مستقبل وتعليم أطفالنا مهم".

هل أعجبك هذا المقال؟

1 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500

يعني هو زعلان ليش وقفه المساعدات الي أصبح المواطن الأردني يبحث عنها روح روح على بلدك وعيش هناك

الرد