أمن

توطيد الشراكة بين الولايات المتحدة والأردن من خلال برنامج تدريب عسكري

نور الصالح ومحمد غزال من عمّان

القوات الأمنية الأردنية تؤمن الحراسة أمام محكمة عسكرية خلال مثول عناصر خلية اتهموا بالتورط في هجوم بالرصاص في العام 2016، أمام محكمة أمن الدولة في عمّان في 13 تشرين الأول/نوفمبر 2018. [خليل مزرعاوي/وكالة الصحافة الفرنسية]

القوات الأمنية الأردنية تؤمن الحراسة أمام محكمة عسكرية خلال مثول عناصر خلية اتهموا بالتورط في هجوم بالرصاص في العام 2016، أمام محكمة أمن الدولة في عمّان في 13 تشرين الأول/نوفمبر 2018. [خليل مزرعاوي/وكالة الصحافة الفرنسية]

نجح الجنود الأردنيون المشاركون في تدريبات مكافحة الإرهاب ضمن برنامج الارتباط العملياتي الذي أطلقه الجيش الأميركي في الأردن، في تطوير مهاراتهم وتوطيد الشراكة بين الولايات المتحدة والأردن.

ويساعد البرنامج التدريبي المكثف الذي يمتد على فترة 10 أسابيع، الجنود الأردنيين على تعزيز قدرتهم على الدفاع عن المملكة في وجه التهديدات التي تمثلها التنظيمات المتطرفة العنيفة، إلى جانب زيادة الأمن الإقليمي.

وينظم البرنامج برعاية صندوق الشراكات لمكافحة الإرهاب الذي توفر الولايات المتحدة من خلاله الدعم والمساعدة للقوات الأمنية الأجنبية، من أجل تنفيذ أو دعم أو تسهيل أنشطة مكافحة الإرهاب والاستجابة للأزمات.

ويقدم أيضا برنامج الارتباط العملياتي للقوات المسلحة الأردنية المعدات العسكرية، بالإضافة إلى ما يؤمنه لها من تدريب لتطوير كفاءتها وخبرتها.

وليس برنامج التدريب العسكري إلا وجها واحدا من أوجه الشراكة الاقتصادية والعسكرية المتواصلة والطويلة الأمد التي تربط بين الأردن والولايات المتحدة.

وتعتبر الولايات المتحدة الأردن شريكا استراتيجيا موثوقا كما تدعم المملكة على عدة الأصعدة، لا سيما في الحرب على الإرهاب وتعزيز الأمن الإقليمي والمحلي.

كذلك، تساعد المملكة في جهودها الرامية إلى تحديد مستقبلها الاقتصادي، وقد وفرت التمويل لدعم اللاجئين والمجتمعات المضيفة على الصعيد الإنساني.

شراكة تاريخية

وفي هذا الإطار، قال العميد هشام خريسات مدير هيئة الاتصالات الخاصة للمشارق إن الشراكة بين البلدين لها تاريخ طويل وقد تم تعزيزها بفضل برنامج الارتباط العملياتي.

وأوضح أن الولايات المتحدة قدمت للمملكة منذ الخمسينيات من القرن الماضي دعما اقتصاديا وعسكريا بقيمة تتجاوز العشرين مليار دولار.

وأضاف أنه "باستثناء سلاع الدروع في الجيش العربي [الأردني]، السلاح الأردني هو سلاح أميركي الصنع وهذا بالطبع يشمل الذخائر، والأهم من ذلك الصيانة والادامة".

وتابع "إضافة إلى ذلك، فإن العقيدة القتالية والتعبوية للجيش الأردني هي عقيدة قتالية تتبع المدرسة الغربية التي تقودها الولايات المتحدة".

وأشار إلى أن الدعم الأميركي للقوات المسلحة الأردنية "يأتي على شكل تدريب ضباط وأفراد من القوات المسلحة الأردنية بمعاهد القوات الأميركية البرية والبحرية والجوية والاستخبارية".

وتابع أن ذلك يشمل أيضا التدريب على أرض الأردن.

وأكد الخريسات على أن الأردن هو شريك قوي واستراتيجي وفاعل في الحملة العالمية لمكافحة الإرهاب.

وقال إن قواته المسلحة تشمل وحدات متخصصة بمكافحة الإرهاب، مثل كتيبة مكافحة الإرهاب 71 والكتيبة الخاصة 101.

ولفت إلى أن هذه القوات نفذت عمليات في سوريا والعراق وأفغانستان في إطار حملة مكافحة الإرهاب، وذلك إلى جانب الفرقة الأميركية الخاصة 101 والفرقة الأميركية الخاصة المحمولة 82 وقوات الدلتا وقوات السيلز البحرية.

وذكر أن هذه القوات حققت معا نجاحا باهرا في القضاء على العديد من قادة تنظيم القاعدة وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

تبادل الخبرات

وبدوره، قال اللواء المتقاعد من الجيش الأردني أديب الصرايرة إن "البرنامج العملياتي مهم جدا للتعاون بين الولايات المتحدة والأردن في المجال العسكري".

وأكد للمشارق أن البرنامج يلعب دورا كبيرا في توفير "فرصة لتبادل الخبرات وتعزيز المهارات الفردية لكلا الطرفين".

وأشار إلى أن التمارين العسكرية والبرامج التدريبية التي يجريها البلدان، لها دور رئيسي في زيادة التعاون وضمان الاستفادة القصوى من الخبرات المتبادلة.

وقال الصرايرة إن "البرنامج ليس فقط ذو فائدة للأردن بل لكلا البلدين، حيث أن القوات الأميركية تتبادل الخبرات مع الجانب الأردني وتستفيد من خبرات الأردن".

وأشار إلى أن البرنامج يساعد الجنود المشاركين فيه على تحسين العديد من مهاراتهم، كما شدد على أهمية التعاون الأردني الأميركي الاستراتيجي في مجال مكافحة الاٍرهاب".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500