أقامت محافظة حضرموت اليمنية يوم الأربعاء، 24 نيسان/أبريل، عرضا عسكريا ومجموعة احتفالات بمناسبة الذكرى الثالثة لتحرير المكلا وغيرها من المدن الساحلية من تنظيم القاعدة.
وكان التنظيم قد سيطر على المكلا عاصمة محافظة حضرموت في 1 نيسان/أبريل 2015 وحكم عليها بقبضة حديدية إلى أن طرد منها بعد أكثر من سنة.
وللاحتفال بهذه الذكرى، نظمت المنطقة العسكرية الثانية عرضا عسكريا شاركت فيه قطعات من ألوية حضرموت والشرطة العسكرية وقوات الدفاع الساحلي وكتيبة العمليات الخاصة.
ومن المشاركين أيضا عناصر ووحدات عسكرية من معسكرات الريان والأحقاف بالقيعان والحمراء.
وأقيم الاستعراض بقيادة المنطقة العسكرية الثانية والأمن العام ومديرية الشرطة في ساحل حضرموت، وقد أظهر الجهوزية القتالية لقوات حضرموت.
ومتحدثا خلال الاستعراض، وصف اللواء فرج البحسني محافظ حضرموت وقائد المنطقة العسكرية الثانية، الإنجازات العسكرية والتنموية والخدمية التي حققت بعد تحرير مدن ساحل حضرموت.
وأشار إلى أن كل شرائح المجتمع الحضرمي اتحدت في رفضها مواصلة القاعدة سيطرتها على المدن الساحلية.
وأشاد بأداء القوات النخبوية في حضرموت، واصفا فوزها على القاعدة بأنه من أهم الإنجازات في التاريخ العسكري لليمن.
الأمن والاستقرار والتنمية
وبدوره، قال فهمي باضاوي وكيل محافظة حضرموت للمشارق إن المحافظة أعادت بسط الأمن كما أعادت تفعيل الحركة التنموية، بعد أن خربت القاعدة أو دمرت مرافق الإنتاج والخدمات.
وذكر أن "الاحتفال بيوم تحرير مدن ساحل حضرموت من سيطرة تنظيم القاعدة يعد انتصارا لإعادة القرار السياسي والعسكري لأبناء حضرموت".
ولفت إلى أن انتعاش المحافظة بعد فوزها في المجالات الأمنية والعسكرية والتنموية، هو نموذج يجب الاحتذاء به في بقية المحافظات.
وأضاف باضاوي أنه بعد عملية طرد القاعدة، "نجحت الأجهزة الأمنية وقوات النخبة بإفشال أية مخططات إرهابية تالية لعناصر القاعدة الهاربة وجرت ملاحقتهم في المناطق والجبال المحيطة".
وأشار إلى أن تثبيت الأمن والاستقرار كان المرتكز لإعادة تأهيل الخدمات والبنى التحتية في كل المناطق، ويشمل ذلك الصحة والتعليم والخدمات بالإضافة إلى مشاريع الطرقات.
وقد تم تنفيذ عدد من المشاريع خلال السنوات الثلاثة الماضية.
وقال باضاوي إن من بينها "مشاريع الكهرباء ومنها إنشاء محطـة كهرباء 75 ميغاوات غازية في الهضبـة لتغذيــــة كهرباء وادي وصحراء حضــرموت".
وأضاف أنه تم أيضا تفعيل مشروع كهرباء في الشحر بقوة 40 ميغاوات.
يُذكر أن جهود إعادة التأهيل ركزت أيضا على البنية التحتية للطرقات، علما أنه سيتم خلال الأسبوع الجاري افتتاح طريق رسب ساه وطريق عقبة (كتبة)، هذا إلى جانب مشاريع المياه التي أمنت حفر عشرات الآبار لمياه الشرب.
وأشار باضاوي إلى استضافة مدينة سيئون في وادي حضرموت لجلسة برلمان استثنائية في وقت سابق من الشهر الجاري، مؤكدا أن ذلك "يعد دليلا على الأمن والاستقرار الذي تمتاز به حضرموت عن باقي المحافظات اليمنية".
وشدد على أن "الأمن سيتعزز في وادي حضرموت بعد قرار المحافظ الذي أعلن تجنيد 300 جندي لتعزيز الأمن في مديريات الوادي".
تاريخ من التدمير
من جانبه، قال هشام الجابري وهو الناطق الرسمي للمنطقة العسكرية الثانية إن "ذكرى تحرير المكلا هي ذكرى الانتصار على عصابات الإرهاب التي حكمت مديريات ساحل حضرموت لمدة عام كامل".
وأوضح للمشارق أنه خلال فترة سيطرتها، "نفذت [القاعدة] جميع أنواع الإرهاب، من تدمير وخطف وتخريب إضافة إلى تدمير ونهب البنوك و المؤسسات الحكومية".
وأشار إلى أن جرائم التنظيم تشمل إحراق مقر إذاعة المكلا وتفجير مقر الأمن السياسي وعمليات إعدام لرجال ونساء ومنع النساء من التعلم في الجامعات وتقييد حريات المواطنين.
وأكد الجابري أن تحرير مدن ساحل حضرموت شكّل "ضربة موجعة للإرهاب في اليمن".
وفي هذا السياق، قال الصحافي عماد الديني للمشارق إن جهوزية مطار الريان لاستئناف الرحلات هو إنجاز مهم لحضرموت.
ولفت أيضا إلى أن الإنجازات التي حققت في مجال الطرقات والكهرباء والمياه وتخليد ذكرى الشهداء بالنصب التذكاري هي "الاحتفال الحقيقي بالانتصار على الإرهاب".