تلقى أكثر من 1000 من التلاميذ في مدينة معان الفقيرة بجنوب الأردن حقائب جديدة، يوم 21 تشرين الثاني/نوفمبر.
وتأتي الحملة في إطار مبادرات تعليمية أوسع في المنطقة لتمكين الطلاب وتحصينهم ضد الفكر المتطرف.
وقد استهدفت الحملة، التي تنظم برعاية برنامج المساعدات الإنسانية والكارثية والمدنية في الخارج (OHDACA) بالتعاون مع مديرية التربية بمحافظة معان، تلامذة مدرسة خديجة بنت خويلد الابتدائية للبنات ومدرسة خالد بن أحمد الابتدائية للبنين.
وقال إبراهيم الشقيرات مدير التربية في معان إن "الحقائب مزودة بلوازم مدرسية وأعطيت لكل التلاميذ في المدرستين بغض النظر عن وضعهم الاقتصادي".
وأضاف في تصريح للمشارق أنه "من المهم للغاية أن تعمل الحكومات وشركاء التنمية معا لتعزيز التعليم وتحديد السبل الكثيرة التي يمكن استخدامه بها لبناء المرونة وتقليل التطرف".
وبحسب بيانات الحكومة، فإن محافظة معان فيها أعلى معدل بطالة مسجل في البلاد، حيث يبلغ في المتوسط نحو 17 بالمائة، مع احتمال ارتفاع ذلك الرقم إلى 30 بالمائة للأشخاص الذين يقل عمرهم عن 25 عاما.
كما أنها أفقر محافظة في البلاد، حيث يعيش كثيرون فيها تحت خط الفقر.
وأوضح الشقيرات أن محافظة معان محاطة ببيئة متربة لا نهاية لها، لذا فهي تعاني من أحوال اقتصادية سيئة وتهميش، ما يجعل شبابها عرضة للجماعات المتطرفة.
إلا أن الالتحاق بالمدارس في المحافظة قد تزايد مقارنة بالسنوات السابقة، بحسب ما ذكر، مشيرا إلى تزايد "الوعي الثقافي" في المحافظة التي يقطنها 121 ألف نسمة.
وأضاف أن وزارات الداخلية والتعليم والأوقاف الإسلامية تعمل معا لتنفيذ حملات لرفع الوعي "بهدف التقليل من التطرف".
تمكين الطلاب
بدوره، قال الخبير التعليمي ذوقان عبيدات الذي خدم من قبل كأمين عام لوزارة التربية إنه "مع أن نسبة الالتحاق بالمدارس في معان جيدة نسبيا، فإنه المدينة تعاني من معدل مرتفع من الإخفاق والرسوب المدرسي".
ووفقًا لدائرة الإحصاءات العامة الأردنية، فقد سجلت معان أعلى نسبة في التسرب المدرسي في المملكة عام 2016، بحسب ما صرح للمشارق.
وأضاف أن "تحالف الفقر مع ضعف التعليم والتطرف والنفوذ العشائري والموقع الجغرافي [النائي]" قد ساهم في تزايد الفكر المتطرف في المنطقة، ولا سيما بين الشباب.
وذكر أنه مع أن الأردن بصدد تعديل المناهج الدراسية، فإنه "ثمة حاجة للنوع الصحيح من التغيير".
وتابع أن "الطلاب بحاجة لدراسة العلوم الإنسانية والفلسفة والتفكير النقدي والمنطق والفنون والمهارات الحياتية حتى لا يقعوا فريسة سهلة لأي فكر".
وأوضح أنهم بحاجة أيضًا للحصول على تدريب على حل المشاكل ومهارات التفاوض واحترام آراء الآخرين.
وأكد "نحن بحاجة لتمكين الطلاب لكي يفكروا بصورة نقدية ويتحدوا الأفكار".
وقال إنه بالإضافة إلى تدريس الرياضيات والعلوم، يلزم أن يكون هناك تركيز على مهارات الحياة الأساسية لضمان "بناء جيل يستطيع أن يتحدى الأفكار ولا يقبل ما يعطى له بدون تفكير".
وأشار إلى أن الفقر والجهل ليسا العاملين الوحيدين في توليد التطرف، حيث أنه "يمكن أن تجد معلمين وأساتذة يحملون آراء متطرفة ينقلونها من خلال التواصل المستمر والمباشر مع الطلاب".
وأكد أن "محاربة الفقر لا تكفي. فنحن نحتاج أن نعدل مناهجنا وطريق تدريسنا كي نستطيع أن نكون على الطريق الصحيح".
وختم "نحتاج إرادة سياسية لوضع خطة اجتماعية-ثقافية وتعليمية إذا كان لنا أن نحارب التطرف".