أعلنت السعودية جسرا جويا وبريا لإغاثة محافظة المهرة اليمنية التي تعرضت لأضرار كبيرة بسبب العاصفة المدارية "لبان".
وقد لقي ثلاثة أشخاص على الأقل حتفهم وأصيب 33 آخرون جراء الفيضانات التي أغرقت مناطق في اليمن وعُمان بسبب العاصفة، بحسب ما ذكرت الأمم المتحدة والسلطات المحلية.
وأوردت وكالة الصحافة الفرنسية أن محافظة المهرة، التي تقع أقصى شرق اليمن، ومنطقة ظفار بعُمان، هما المنطقتان الوحيدتان في شبه الجزيرة العربية اللتين تواجهان رياحا موسمية ويحكمهما نظم الطقس المداري الخاص بالمحيط الهندي.
وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد وقعت معظم الإصابات جراء العاصفة في المديريات الساحلية بمحافظة المهرة حيث لقي اثنان مصرعهما وأصيب 33 آخرون جراء الفيضانات الواسعة.
وفي عُمان، أورد الدفاع المدني أنه تم العثور على رجل واحد ميتًا في ظفار.
كما تسببت العاصفة في أضرار واسعة بالممتلكات العامة والخاصة.
خطة إغاثة عاجلة
وأعلن سفير السعودية في اليمن محمد آل جابر عن بدء خطة مستعجلة لإغاثة محافظة المهرة المنكوبة.
وقال جابر في منشور بوسائل التواصل الاجتماعي إن "القوات المشتركة ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يعملون على تقديم الدعم بالغذاء والإيواء، وشرعا بتنفيذ جسر جوي وبري إغاثي لمحافظة المهرة".
وأضاف أن "البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن سيقوم كذلك بفتح الطرقات وإصلاح شبكات الكهرباء دعما لأشقائنا في مواجهة أضرار لبان".
وبدوره، أعلن محافظ المهرة راجح سعيد باكريت يوم الاثنين15 تشرين الأول/أكتوبر محافظة المهرة محافظة منكوبة جراء السيول المتدفقة إثر العاصفة المدارية.
وقال إن "الوضع في المحافظة كارثي ويفوق بكثير إمكانيات السلطة المحلية المتواضعة".
كما طالب باكريت التحالف العربي بتقديم الدعم الجوي لإجلاء الأسر العالقة، مشيرا إلى أن الوضع مدينة الغيضة مركز المحافظة ومناطق العبري ومونغ ووادي تنهالن والمسيلة كارثي.
وأضاف في تصريح لوكالات الأنباء المحلية أن "السيول غمرت عددًا من المنازل في منطقة المسيلة، وأن 50 أسرة عالقة على أسطح منازلها".
وأشار إلى أن "مديريات المحافظة لا تزال تتعرض لتأثير العاصفة وتحاصرها السيول"، محذرا المواطنين من التنقل بين المديريات والمجازفة بعبور الأودية المتأثرة بالعاصفة.
وفي هذه الأثناء، عبرت منفذ الوديعة الحدودي يوم الاثنين ثلاث شاحنات متوجهة إلى محافظة المهرة وتحمل على متنها 75 طنًا من المواد الغذائية الأساسية مقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
إقالة رئيس الحكومة
وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قد أعلن في وقت متأخر من يوم الاثنين إعفاء رئيس الوزراء أحمد بن دغر من منصبه.
وبحسب تقارير نشرتها وكالات أنباء محلية، فإن أحد الأسباب وراء القرار كان "فشل الحكومة في اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة كارثة إعصار لبان بمحافظة المهرة".
من ناحيته، قال نبيل عبد الحفيظ، وكيل وزارة حقوق الإنسان، إن "العمليات الإغاثية تتواصل في محافظة المهرة، حيث صدرت توجيهات وزير الداخلية للأجهزة الأمنية للقيام بدورها في الاستجابة للكارثة".
وأضاف في تصريح للمشارق أنه "بالإضافة إلى ذلك، فقد تم إنشاء غرفة عمليات في اللجنة العليا للإغاثة لمتابعة الوضع واتخاذ إجراءات سريعة".
وأكد عبد الحفيظ أن "الوضع كارثي في المهرة حيث لا تزال أسر كثيرة عالقة في بيوتها تنتظر الإنقاذ".
وبحسب عبد الحفيظ، "فقد تم نقل 400 أسرة إلى مراكز إيواء مؤقتة خلال الساعات الماضية، والعمليات جارية لإنقاذ بقية الأسر ونقلها الى مراكز الايواء".
وتابع أن "الجهود تتواصل عبر الجسر الجوي والبري الذي ينفذه مركز الملك سلمان ويحتوي مئات الاطنان من المواد الإغاثية، بما فيها البطانيات والخيم".
ودعا كل الجهات المحلية والدولية للمساعدة في جهود الإنقاذ.