قال خبراء لديارنا إن الحرس الثوري الإيراني يتصرف بطريقة تضر بمصالح الشعب الإيراني والدول المجاورة على حد سواء، عبر استنزاف الموارد الوطنية لتمويل الجماعات المسلحة الإقليمية.
وقال فتحي السيد الباحث في مركز الشرق للدراسات الإقليمية والاستراتيجية، إن الحرس الثوري الإيراني ينفذ خططه المرسومة في المنطقة باستخدام جميع الوسائل المتاحة أمامه، على حساب أمن وموارد الشعب الإيراني والسوري.
وأوضح لديارنا أنه من أجل تنفيذ أجندة النظام الإيراني، يتجاهل الحرس الثوري الإيراني مصالح الشعب الإيراني، إذ تتطلب خططه التوسعية دعم وتمويل الجماعات التابعة له في دول المنطقة.
وأكد أنه يتم تحقيق ذلك "من خلال استنزاف مقدرات الاقتصاد الإيراني" وهو أمر "انعكس سلبيا على أوضاع الشعب الإيراني اقتصاديا واجتماعيا، كما أظهرته موجة الاحتجاجات التي شهدناها".
فعبّر المتظاهرون في مختلف أنحاء البلاد بين 28 كانون الأول/ديسمبر و 1 كانون الأول عن احتجاجهم على الوضع المتردي في البلاد، وقد أظهر كثيرون بشكل خاص معارضتهم لاستخدام النظام الإيراني موارد البلاد لدعم الجماعات التابعة له كحزب الله اللبناني والنظام السوري.
'فساد بكل معنى الكلمة'
وفي هذا السياق، قال شيار تركو المتخصص في الحرس الثوري الإيراني وطرق تمويله، إن الحرس الثوري ومنذ إنشائه حرص على استغلال اقتصاد إيران من أجل ضمان تمويل مشاريعه وخططه التوسعية.
وأشار في حديث لديارنا إلى أن هذه الخطط بدأت مع إنشاء تنظيم حزب الله اللبناني الذي نفذ آنذاك عشرات عمليات الاغتيال والتفجيرات التي استهدفت شخصيات معروفة ومناوئة للحرس الثوري.
وحسب تركو، فقد "تم إنشاء العديد من الشركات التي تتحكم في جميع النواحي الإنتاجية في إيران وهي تتبع مباشرة للحرس وليس للحكومة الإيرانية".
وقال إن أبرز هذه الشركات "خاتم الأنبياء"، الذراع المالي الأساسي للحرس الثوري.
وأضاف أن الحرس الثوري أنشأ مجموعة من الشركات الأخرى في مجالات مختلفة لإحكام القبضة على كافة النواحي الاقتصادية.
ومن هذه الشركات شركة "سيبنر أويل آند غاز إنجنيرنغ" النفطية وشركة "تيليكوم كومباني إيران" للاتصالات و"أنصار بنك" و"بنك صادرات إيران"، بالإضافة إلى "اعتماد موبين ديفيلوبمنت كومباني" وشركة "شهيد رجائي بروفيشنال غروب" وشركة "سدرا إيران ماريتايم إندستريال كومباني".
وتابع تركو أن "سيطرة الحرس على مقدرات الاقتصاد الإيراني بهذا الشكل يعتبر فسادا بكل معنى الكلمة".
'أعمال أشبه بأعمال المافيا'
ومن جانبه، قال عباس محمدي الأستاذ المحاضر بكلية الحقوق بجامعة طهران إن الحرس الثوري الإيراني يقوم بأعمال أشبه بأعمال المافيا العالمية.
وأضاف لديارنا أنه أنشأ لهذه الغاية جماعات مسلحة "تابعة له بشكل مباشر وتدين له بالطاعة العمياء".
وذكر أن كل الميليشيات والجماعات التابعة للحرس الثوري تدين بالولاء مباشرة لولي الفقيه الذي يعتبر المرجعية الأولى والأخيرة للحرس الثوري الإيراني.
وتابع أنه "لتأمين الانتشار إقليميا، قامت العصابات الإجرامية التي أنشاها الحرس بمئات العمليات القذرة المتضمنة العمليات الحربية والقتل والاغتيال".
وأوضح أنه في سوريا تحديدا، نفذ الحرس الثوري خطة للتوسع على الأرض من خلال مجموعات استقدمها من الخارج كالعراق ولبنان وأفغانستان.
ولفت إلى أنه ينشئ أيضا ميليشيات سورية جديدة، إذ ينشط ضباط الحرس الثوري في تجنيد المقاتلين للواء 313 ومقره في مدينة أزرع بمحافظة درعا ويأخذ أوامره مباشرة من إيران.
وقال محمدي إن هذه التطورات تؤكد أن الحرس الثوري "يقوم بإطالة أمد الحرب والتلاعب بالسياسة الداخلية واللجوء الدائم إلى إفشال أي محاولة لإنهاء الوضع الدامي في سوريا".
وأضاف أنه بهذه الطريقة، يهدف الحرس الثوري إلى إفساح المجال أمامه لاستكمال مخطط انتشاره والسيطرة على مناطق استراتيجية.