القوات اليمنية تدفع بعملياتها ضد الحوثيين في ساحل البحر الأحمر

قتل العشرات من مقاتلي الحوثيين (انصار الله) خلال الأسبوع الفائت في اشتباكات عنيفة مع القوات اليمنية أو في الغارات التي شنتها مقاتلات التحالف العربي على مناطق معارك على ساحل البحر الأحمر غرب اليمن.

وبعد تحرير الخوخة من مليشيا الحوثيين المدعومة من إيران مطلع كانون الأول/ديسمبر ومدينة حيس في 6 شباط/فبراير، تدفع القوات اليمنية بعملياتها نحو عمق محافظة الحديدة.

وتسعى القوات اليمنية لتحرير مدينة الحديدة التي تضم أكبر موانئ البلاد والتي يسيطر عليها الحوثيون، وتأمين الملاحة في البحر الأحمر وقطع سبل تهريب إيران للسلاح إلى الحوثيين.

وأعلنت وزارة الدفاع اليمنية في 20 شباط/فبراير أن 100 من الحوثيين على الأقل قتلوا في ثلاثة أيام من الاشتباكات العنيفة مع القوات الحكومية أو بغارات التحالف خارج مديرية الجراحي في الحديدة.

وتستعر المعارك خارج الجراحي إلى شمال مدينة حويس حيث تستهدف مقاتلات التحالف تجمعات الحوثيين ومعداتهم. وقد مهدت غارات التحالف الطريق أمام القوات الحكومية برا لفتح الطريق إلى المحافظة ومحاصرة الجراحي.

عودة الخدمات إلى المناطق المحررة

هذا وأكد محللون لموقع المشارق أن السلطات المحلية تعمل على اعادة الخدمات إلى مدينة الخوخة التي تدهور فيها قطاع الخدمات والبنى التحتية بفعل سوء ادارة مليشيا الحوثيين.

وأفادت وسائل اعلام محلية أن الخوخة ومناطق محررة أخرى تحت السلطة الادارية لمحافظة الحديدة تشهد تدفق المساعدات.

وفي 7 شباط/فبراير، دخلت قافلة مساعدات طبية مدينة الخوخة، وفق ما أفادت وكالة سبأ الرسمية. ونقلت القافلة 10 طن من الأدولة والمعدات الطبية التي وزعت على مستشفى المدينة الميداني ومركز رعاية الأمومة والطفل.

وذكرت وسائل الاعلام المحلية أن محافظ الحديدة الحسن طاهر زار الخوخة في كانون الثاني/يناير للاطلاع على الأوضاع المعيشية فيها.

وزار المحافظ المستشفى العام والمجمع التربوي للبنات والتقى الكوادر التربوية والطبية، مؤكدا المضي في إجراءات صرف رواتب موظفي الدولة في المديرية.

وأعرب المحافظ عن شكره للتحالف العربي لما يقدمونه لليمن من دعم في عمليات التحرير وأيضا للدعم الإنساني الذي يقدمه الهلال الأحمر الإماراتي.

كما ترأس محافظ الحديدة في 11 شباط/فبراير، اجتماعا للمكتب التنفيذي لمديرية الخوخة للاعلان عن خطة المحافظة لاعادة بناء وتنمية المديرية.

وأوضح أن المحافظة ستعمل على تأهيل المؤسسات الصحية والتعليمية واعادة الماء والكهرباء واصلاح البنية التحتية التي تضررت خلال الحرب.

وقال الباحث امين العزعزي الباحث السياسي للمشارق إن توقف الخدمات خلال سيطرة الحوثيين على المنامطق الواقعة على الساحل الغربي لليمني "يعكس فشل الحوثيين في إدارة المناطق التي تحت سيطرتهم".

قوات التحالف داعم ’أساسي‘ للنصر

واعتبر العزعزي أن دور التحالف العربي مهم في تحقيق الانتصار حيث يوجه ويدعم العمليات التي ينفذها الجيش في تحرير الحديدة.

وفي حين شدد على الدول الأساسي لقوات التحالف في تحرير الخوخة، أكد أن "عملية تحريرها كانت بفضل التضحيات الجسيمة والكبيرة من قبل القوات اليمنية المسلحة مدعومة من ابناء الشعب في المنطقة".

وأضاف العزعزي "نجاحات الجيش الوطني تعززت أكثر عندما انسحبت بعض وحدات الحرس الجمهوري بعد مقتل الرئيس اليمني السابق صالح"، موضحا أن بعض هذه الوحدات عادت وانضمت لقوام الجيش الوطني.

من جانبه، قال نبيل الشرجبي أستاذ العلوم السياسية في جامعة الحديدة للمشارق إن عنصرا أساسي لقوة الجيش اليمني هو التغطية الجوية التي توفرها قوات التحالف.

وأضاف "طالما أن الحوثيين لا يملكون غطاء جويا فهم لن يربحوا المعركة، لكن يمكن أن يؤجلوا حسمها فقط".

بدوره، اعتبر عبد الملك اليوسفي الباحث السياسي في جامعة تعز للمشارق أن عناصر قوة التحالف العربي كثيرة ومتعددة "ومنها القدرة العسكرية والكفاءة القتالية والبيئة الحاضنة المؤيدة للقوات المسلحة اليمنية والتحالف العربي".

ورأى أن العامل الأساسي في الفوز على الحوثيين هو "قوة الإرادة الجامعة عند اليمنيين لتحرير البلاد من أذرع إيران".