غمرت البهجة المخرجين السعوديين وشركات السينما الكبرى عند الإعلان عن خبر رفع المملكة الحظر عن دور السينما والذي استمر عقودا طويلة،في خطوة تفتح سوقا للعمل لأكثر من 30 مليون شخصا.
وفي مهرجان دبي السينمائي الدولي الذي افتتح يوم الثلاثاء، 12 كانون الأول/ديسمبر، تداول مخرجو الأفلام القصيرة في شجون المهنة من على شرفة مطلة على البحر وأمامها فندق المدينة الرائع الذي بني على شكل سفينة، دون أن تفارق السعودية ذهن أي واحد منهم.
مخرجة الأفلام هاجر النعيم التي كانت تعلق على عبائتها زرا على شكل العلم السعودي افتخارا بوطنها، أعربت عن صدمتها لإعلان حكومة بلادها يوم الاثنين، قرار منح تراخيص فورية لبناء دور للسينما في البلاد.
ومن المتوقع افتتاح أول دار سينما في آذار/مارس 2018.
وتعتبر هذه الخطوة جزءا من حملة التحديث التي يقوم بها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي يسعى إلى التعويض عن قرارات خفض الدعم الحكومي بسبب تراجع أسعار النفط والتي لا تحظى بشعبية، بفتح الباب أمام النشاطات الترفيهية.
وقالت النعيم إن المنحة الدراسية التي قدمتها لها الحكومة السعودية - وهي واحدة من آلاف المنح السنوية - لدراسة فن إخراج الأفلام في لوس انجلوس، قد غيرت عالمها.
وأضافت: "قبل أن أذهب إلى لوس أنجلوس لدراسة إخراج الأفلام، لم أكن قادرة حتى على إقناع عائلتي بالذهاب إلى البحرين لأشاهد فيلماً. لقد تغيرت رؤيتي للأمور كما تغيرت أيضاً رؤية عائلتي لها".
وأضافت النعيم أن فيلمها القصير "المحتجزة" - عن طالبة لجوء سورية تخضع لاستجواب الأمن الداخلي الأميركي على أفعال والدها -، يفتح نافذة على رؤية المسلمين للأمور كما على رؤية الغرب.
500 كيلومتر
وقبل عقد من الزمن، عبّر المخرج السعودي عبد الله الأياف في فيلم وثائقي عن شوق مواطنيه للشاشة الفضية.
ويروي فيلم "سينما 500 كيلومتر" قصة سعودي يغادر بلاده للمرة الأولى طمعا بمشاهدة فيلم سينمائي.
من جانبها، علقت مخرجة الأفلام هناء صالح الفاسي المشاركة في مهرجان دبي للأفلام، على قرار الحكومة بالقول: "الأمر ممتع، أليس كذلك؟ كنا مستعدون منذ زمن بعيد لرؤية رفع كل ما هو محظور".
ويتناول فيلم الفاسي "حلاوة"، مسألة القيود القانونية والاجتماعية.
وأقرت أن دور السينما قد تبدأ عملها بعرض أفلام "غير مثيرة للجدل"، لكنها توقعت ازدهار الصناعة مع تعود السعوديين على ارتياد دور السينما.
"الأمر الممتع في السينما هو أن الفيلم لا يأتي إليك، بل أنت تذهب إليه للاستمتاع به إلى جانب غرباء".
السينما الذهبية
وتسعى شركات السينما الكبرى إلى اقتحام السوق السعودية البكر، في بلد أغلب سكانه هم تحت الـ 25 عاماً.
ووقعت شركة أم سي انترتينمنت العملاقة يوم الاثنين اتفاقية غير ملزمة مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي، لبناء وتشغيل دور السينما في جميع أنحاء المملكة.
وستواجه منافسة شديدة من الشركات الإقليمية الكبرى، وخصوصاً شركة "فوكس سينما" التي تتخذ من دبي مقراً لها، وهي شركة رائدة في الشرق الأوسط.
وقال آلان بجاني، الرئيس التنفيذي لشركة فوكس الأم ماجد الفطيم، إن الشركة تواقة إلى التوسع في السعودية.
وأضاف أن "الشركة تلتزم بتطوير سينما فوكس في السعودية وبالعمل على أن يحظى كل واحد من عملائنا السعوديين بدار سينما فوكس بالقرب من مسكنه، بحيث يكون الجميع قادرين على الاستمتاع داخل السعودية بما كانوا يستمتعون به خارجها".
وتوقع بجاني أن تكون دور السينما "حجر الزاوية لقطاع اقتصادي جديد كليا"، يخلق فرص عمل ويطور مضمون الأفلام والمواهب السعودية.
السوق محترم
الرد1 تعليق