مجتمع

السعودية تستضيف للمرة الأولى مهرجان أفلام وسباق الفورمولا وان

المشارق ووكالة الصحافة الفرنسية

ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان آل سعود (في الوسط) والرئيس التنفيذي للفورميلا وان ستيفانو دومينيكالي (إلى اليمين) يقفان على صف الانطلاق قبيل انطلاق سباق الفورميلا وان لجائزة السعودية الكبرى في حلبة كورنيش جدة يوم 5 كانون الأول/ديسمبر. [آندريتش إيزاكوفيتش/وكالة الصحافة الفرنسية]

ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان آل سعود (في الوسط) والرئيس التنفيذي للفورميلا وان ستيفانو دومينيكالي (إلى اليمين) يقفان على صف الانطلاق قبيل انطلاق سباق الفورميلا وان لجائزة السعودية الكبرى في حلبة كورنيش جدة يوم 5 كانون الأول/ديسمبر. [آندريتش إيزاكوفيتش/وكالة الصحافة الفرنسية]

الرياض - بعد أقل من 4 سنوات من رفع الحظر المفروض منذ عقود على دور السينما، أطلقت السعودية يوم الاثنين، 6 كانون الأول/ديسمبر، أول مهرجان أفلام كبير تستضيفه في مدينة جدة الساحلية.

وخلال الأيام العشرة القادمة، سيسير ممثلون ومخرجون على السجادة الحمراء في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في جدة.

ويبدأ المهرجان بعد يوم من استضافة جدة لأول سباق فورمولا وان يقام على الأرضي السعودية، وهو أيضا محاولة لتقديم صورة مختلفة للسعودية.

وسيعرض المهرجان 138 فيلما طويلا وقصيرا من 67 بلدا بأكثر من 30 لغة.

طائرة تطلق الدخان فيما تؤدي عرضا جويا فوق حلبة كورنيش جدة قبيل إجراء سباق فورميلا وان للجائزة الكبرى في جدة يوم 5 كانون الأول/ديسمبر. [جوزيبي كاكاتشي/وكالة الصحافة الفرنسية]

طائرة تطلق الدخان فيما تؤدي عرضا جويا فوق حلبة كورنيش جدة قبيل إجراء سباق فورميلا وان للجائزة الكبرى في جدة يوم 5 كانون الأول/ديسمبر. [جوزيبي كاكاتشي/وكالة الصحافة الفرنسية]

سعوديات يشاركن في مهرجان "مسابقة الفيلم القصير 2" يوم 20 تشرين الأول/أكتوبر 2017 في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض. [فايز نورالدين/وكالة الصحافة الفرنسية]

سعوديات يشاركن في مهرجان "مسابقة الفيلم القصير 2" يوم 20 تشرين الأول/أكتوبر 2017 في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض. [فايز نورالدين/وكالة الصحافة الفرنسية]

ومن بين تلك الأفلام فيلم "الحارة" الأردني الذي نال ثناء النقاد للمخرج باسل غندور، فضلا عن أفلام غير ناطقة بالعربية ومنها فيلم "سيرانو" و"83" للمخرج جو رايت الذي يحكي قصة انتصار الهند في كأس العالم للكريكيت في عام 1983.

ومن المتوقع أيضا أن يكرم المهرجان هيفاء المنصور وهي أول مخرجة سعودية أخرجت فيلم "وجدة" في عام 2012 وفازت بعدد من الجوائز الدولية.

ويُذكر أن بروز الحاكم الفعلي للسعودية وهو ولي العهد محمد بن سلمان، في العام 2017 مهد الطريق لعدد من الإصلاحات.

وقال الناقد الفني المصري محمد عبد الرحمن إن "التفكير في تنظيم مهرجان سينمائي في السعودية كان ضربا من ضروب الخيال قبل 5 سنوات فقط".

ويتطلع المهرجان لسوق مزدهرة لتصوير الأفلام واستهلاكها في السعودية.

ووفق تقرير لشركة الخدمات الاستشارية بي.دبليو.سي متعددة الجنسيات، فإن قطاع الأفلام قد يحقق سنويا في السعودية إيرادات تصل إلى 950 مليون دولار.

وتقدر الشركة بأن عدد السكان المتوقع للمملكة والذي يبلغ نحو 40 مليون نسمة، يمكن أن يستوعب ما يصل إلى 2600 شاشة سينما.

تحول اجتماعي

وقد تضمن التحول الاجتماعي في الدولة الخليجية المحافظة رفع الحظر على قيادة المرأة للسيارة والسماح بإقامة حفلات موسيقية مختلطة بين الجنسين، وغيرها من الفعاليات.

وكانت المملكة قد نظمت أول مهرجان لموسيقى الجاز في شهر شباط/فبراير 2018 وهو الشهر نفسه الذي ظهرت فيه الأوبرا للمرة الأولى في الرياض مع قصة الحب الكلاسيكية "عنتر وعبلة"، وهي قصة حب بين محارب عربي وابنة عمه.

وقال المخرج السعودي أحمد الملا الذي يدير مهرجان أفلام السعودية السنوي في مدينة الدمام الشرقية منذ العام 2008 إنه "قبل إعادة فتح دور السينما في العام 2018، كانت الصناعة تعمل تحت الأرض".

وأضاف "لم تكن هناك أية إمكانيات لتصوير الأفلام أو الحصول على التمويل. فقد كان الأمر برمته يعتمد على الجهود الفردية".

ولكن يقول مراقبو القطاع إن قطاع الأفلام السعودي لا يزال يفتقر للخبرة وأيضا للاستثمارات.

مع ذلك، تتحول بعض المشاريع الكبرى اليوم إلى حقيقة.

فقد انطلقت أعمال إم.بي.سي ستوديوز، وهي ذراع الإنتاج لشركة الإعلام السعودية العملاقة إم.بي.سي غروب، في العام 2018 بميزانيات ضخمة.

وتعمل المؤسسة الآن على تصور الفيلم الملحمي "مقاتل الصحراء" في منطقة نيوم.

يُذكر أن مشروع نيوم الذي أطلق في تشرين الأول/أكتوبر 2017، هو كناية عن منطقة اقتصادية مستقلة تقع على البحر الأحمر، وتبلغ مساحتها 3 أضعاف مساحة قبرص وتصل قيمة استثماراتها المتوقعة إلى نصف تريليون دولار أميركي.

ويغطي المشروع منطقة ساحلية متواصلة يصل طولها لنحو 470 كيلومترا في شمالي غربي السعودية وتمتد إلى أراضي مصر والأردن المجاورتين.

ويشكل هذا المشروع جزءا من جهود المملكة لتنويع اقتصادها الذي يعتمد على النفط بعد تضاؤل الإيرادات عقب انهيار سوق النفط العالمية في العام 2014.

حرية التعبير

ووفق الملا، بالإضافة إلى الاستثمارات، تستلزم مبادرات المملكة المستقبلية بالدخول في مجال السينما "مستوى عاليا من حرية التعبير... من ظهور المرأة إلى حرية طرح مختلف الموضوعات".

وأوضح أن "السينما هي القوة الناعمة التي يمكن أن تمهد الطريق لإنجاح التغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي تحدث حاليا (في المملكة)".

يذكر أن السعودية كانت قد تبنت طيلة عقود تفسيرا متشددا للإسلام، وعلى الرغم من الاتجاه نحو الحداثة، فإن القيود الاجتماعية لا تزال قائمة.

واستدرك الملا أن "السينما ليست مجرد فن بل تحتاج أيضا لأن تتحول إلى ثقافة في المملكة".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500