نشرت وكالة الاستخارات المركزية الأميركية في 1 تشرين الثاني/نوفمبر أرشيفاً واسعاً لوثائق خاصة بتنظيم القاعدة تتضمن مذكرات أسامة بن لادن بخط يده، والتي صودرت في الغارة التي نفذت على المجمع الذي كان يتواجد فيه في باكستان عام 2011.
وكانت الوكالة قد سبق ونشرت وثائق تمت مصادرتها من قبل القوات البحرية الخاصة خلال عملية مجمع آبوت أباد التي أسفرت عن قتل زعيم الشبكة المتطرفة العالمية للقاعدة.
وشملت الدفعة الأخيرة من الوثائق 470 ألف ملف تتضمن صوراً تنشر للمرة الأولى لحمزة نجل بن لادن وهو شاب.
وتلقي الوثائق الجديدة الضوء على العلاقة الغامضة للتنظيم بإيران، وفق ما قال باحثون حصلوا على الملفات التي أزيلت عنها السرية.
زفاف حمزة بن لادن في إيران
ويوضح شريط فيديو لزفاف حمزة بن لادن للعالم الصور الأولى لنجل الزعيم السابق المفضل وتظهر بوضوح أن الشريط صوّر في إيران.
وكان بن لادن الأب يهيئ حمزة ليتولى زعامة الحملة الجهادية العالمية للتنظيم وفق وثائق نشرت سابقاً تضمنت رسائل نشرتها وكالة الصحافة الفرنسية في أيار/مايو 2015.
لكن المخطط القاضي بانتقال حمزة إلى المخبأ في آبوت أباد تم إجهاضه بعد الغارة الأميركية الدامية على المجمع، وحمزة الذي يبلغ الآن 27 أو 28 عاماً يتواجد بإيران بحسب التقديرات.
ويرى الباحثان في منظمة الدفاع عن الديمقراطيات توماس جوسلين وبيل روجيو، واللذان حصلا على اذن بالاطلاع على الوثائق التي أزيلت عنها السرية، كتبا في مدونة يوميات حرب طويلة التابع للمنظمة أن إحدى الوثائق التي نشرت مؤخراً عبارة عن دراسة من 19 صفحة لعلاقة التنظيم بإيران وضعها مسؤول تابع لبن لادن.
وقال مدير الوكالة مايك بومبيو الشهر الماضي خلال محاضرة استضافتها المنظمة، "ثمة علاقات شخصية وروابط بينهما. وثمة أوقات عمل فيها إيرانيون مع القاعدة".
وأضاف أن "ثمة روابط شملت على الأقل اتفاقات لعدم استهدف أحدهما الآخر".
علاقات عمل
ولم تتضح أبعاد علاقة التنظيم بإيران وطبيعتها بعد وما زالت تشكل موضع خلاف بين الباحثين وصناع السياسة.
فمن ناحية، تقاتل طهران والقوى الشيعية بالانابة عنها في منطقة الشرق الأوسط الحركات السنية المتوافقة مع الفكر الطائفي بامتياز للقاعدة، حيث دخل حزب الله المدعوم من إيران مثلاً في صراع متأجج مع متمردين مرتبطين بالقاعدة في سوريا.
إلا أن حمزة بن لادن ومسؤولين كبار في التنظيم يبدو وكأنهم قادرين على العمل والتحرك تحت حماية إيرانية مما يؤكد الرأي الذي يرى بأن طهران ووالد حمزة كانت تجمعهما علاقة عمل.
ويذكر جوسلين وروجيو أن إحدى الوثائق تسرد كيف كانت إيران تقدم التدريب والمال والسلاح لبعض "الاخوان السعوديين" في التنظيم بشرط أن ينفذوا هجمات ضد مصالح أميركية في منطقة الخليج.
غير أن بعض الوثائق تبين خلافات حادة بين طهران والقاعدة، حيث كتب بن لادن في إحدى المرات للقائد الإيراني آنذاك، آية الله علي الخميني، طالباً منه الافراج عن أقرباء له.
وكتب جوسلين "تظهر وثائق أخرى أن القاعدة خطفت دبلوماسياً إيرانيا بهدف فرض عملية تبادل".
وذكر أيضاً أن "رسائل لأسامة بن لادن تظهر أنه وأعوانه كانوا قلقين حيال ريد إيرانيين لحمزة وأفراد آخرين من أسرته بعد الافراج عنهم".
إضافة إلى ذلك، يؤكد روجيو وجوسلين "كان بن لادن نفسه يفكر بمخططات للتصدي لنفوذ إيران في أنحاء منطقة الشرق الأوسط، والتي كان يرى أنه مدمر".
غير أنهما أشارا إلى أن تحليلات استخباراتية كشفت بأن القاعدة نجحت في الحفاظ على "شبكة تسهيلات أساسية" على الأراضي الإيرانية.