إرهاب

داعش تضع عرسال نصب أعينها وسط هجوم الرقة

تامر أبو زيد من بيروت

مقاتلون تابعون لـ ’الدولة الإسلامية‘ وجبهة النصرة أثناء الاشتباكات التي اندلعت في مدينة عرسال الخريف الماضي، والتي دفعت الجيش اللبناني لإطلاق نيران مدافعه الثقيلة. [حقوق الصورة لمديرية التوجيه في الجيش اللبناني]

مقاتلون تابعون لـ ’الدولة الإسلامية‘ وجبهة النصرة أثناء الاشتباكات التي اندلعت في مدينة عرسال الخريف الماضي، والتي دفعت الجيش اللبناني لإطلاق نيران مدافعه الثقيلة. [حقوق الصورة لمديرية التوجيه في الجيش اللبناني]

منذ عام 2014، يحاول تنظيم داعش إقامة موطئ قدم له في المنطقة حول مدينة عرسال اللبنانية في البقاع الشمالي والتي تشكل امتدادًا مباشرًا لمنطقة القلمون السورية.

ولهذه الغاية، كان تنظيم داعش على مدى ثلاث سنوات يقاتل جبهة النصرة وما تبقّى من الجيش السوري الحر في جبال القلمون.

وإذا نجح التنظيم في السيطرة على المنطقة، سيتمكن من تأمين خط إمدادات يصل بين مدينة طرابلس اللبنانية والبادية السورية، عبر ريف دمشق ومحافظة حمص.

ومع تعرض داعش للهجوم في الرقة وقطع الطريق الاستراتيجي بين الرقّة ودير الزور، عاد التنظيم يبحث عن سبل لإيجاد منفذ تمويني يصل إلى مشارف عرسال ومخيمات اللاجئين السوريين في وادي حميد.

وأوردت الوكالة الوطنية للإعلام أن التنظيم شنّ هجومًا فجر الأحد 4 حزيران/يونيو، على موقع لجبهة النصرة، التي بدلت اسمها إلى جبهة فتح الشام، في منطقة العجرم على مشارف عرسال، بعدما فجّر انتحاري نفسه في الموقع.

وتلى ذلك اندلاع اشتباكات عنيفة بين التنظيمين أوقعت العديد من القتلى والجرحى.

وقالت مصادر أمنية إن الجيش اللبناني تدخل "واستهدف قوة مشاة تابعة لداعش كانت تحاول التسلل إلى منطقة العجرم، ما أوقع عشرات القتلى والجرحى".

وقال الخبير العسكري العميد المتقاعد جوني خلف إن "هناك مجموعات إرهابية تنشط في منطقة جرود عرسال"، مضيفًا أن هناك جيوب مقاتلين تشكّل خطراً على قوات الجيش اللبناني.

وصرح للمشارق، "لذلك، اتخذت وحدات الجيش أقصى التدابير الاحترازية واستحدثت مراكز ونقاط مراقبة ثابتة ومتنقلة ورفعت من عدد القوات والعتاد العسكري".

وقال إن المجموعات الإرهابية تبث شائعات عن إمكانية شنّ هجوم شامل على منطقة عرسال لفك الحصار عن تنظيم داعش الذي بات واقعًا بين الجيش السوري إلى الشرق والجيش اللبناني إلى الغرب وجبهة النصرة إلى الشمال.

وتابع خلف، لذلك أصبح تنظيم داعش "مطوّقًا في بقعة جغرافية وتتعرّض طريق إمداداته للقصف"، مضيفًا أن التنظيم يفكّر بشن هجوم لفتح ثغرة في المنطقة التي يحميها الجيش اللبناني.

وقد أدت هذه التقارير إلى تكثيف عمليات الرصد على مدى 24 ساعة على طول الحدود التي تمتد لمسافة 480 كيلومتر مربع، "وهناك حتى مراقبة جوية وجهوزية للتدخل عند حدوث أي طارئ"، بحسب خلف.

وأشار "لكن الخشية تبقى من شن عمليات انتحارية ضد مراكز الجيش".

الطريق الوعرة إلى الرقة

ويعتقد مصدر في قيادة الجيش أن تنظيم داعش قد يعتمد للوصول إلى عرسال من الرقّة نفس الطريق الشمالي الذي استخدمه عندما خرج قياديون له من عرسال إلى مقر التنظيم في محافظة الرقّة، أواخر عام 2015.

وقال المصدر إن التنظيم استخدم نفس الطريق بشكل متقطع حتى منتصف عام 2016.

وقال إن هذا الطريق يمتد من قارة في اتجاه سهل مهين، لكن هذا الخط الوعر والمليء بالمطبات من الصعب استخدامه للآليات والقوافل، ومن المرجح أن يستخدمه التنظيم لتسلل العناصر المسلحة وبعض العتاد العسكري.

وتجدر الإشارة إلى أن سيطرة داعش تمتد حاليًا على مناطق العجرم والزمراني وخربة داوود ومرطبيا ووادي ميرا ووادي المال ووادي الشيخ علي والجرود الشرقية لرأس بعلبك، وصولًا إلى حدود جرود القاع، حيث يصبح التنظيم على تماس مع مقاتلي حزب الله والجيش السوري من ناحية قارة.

وكان قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون قد تفقد في 8 نيسان/أبريل الوحدات العسكرية في منطقة عرسال وأكد أنه "لن يكون للإرهاب مكان على الأرض اللبنانية".

وأعقب ذلك تنفيذ غارة في عرسال من قبل وحدات من القوة الضاربة التابعة لمديرية المخابرات في الجيش في 22 نيسان/أبريل،تمكنت خلالها من قتل أمير القلمون في تنظيم داعش علاء الحلبي الملقب بـ"المليص" وإلقاء القبض على 10 مقاتلين سيقوا للتحقيق معهم..

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500