يركز هذا العام العديد من المسلسلات الدرامية التي تعرض خلال شهر رمضان على قضايا الإرهاب ويكشف مخاطر ومساوئ الجماعات المتطرفة.
وتكشف المسلسلات الجديدة عمليات التجنيد لتلك التنظيمات وتفضح أفكارهم المبنية على تشويه التعاليم الدينية والتصرفات الكاذبة.
واعتبر الناقد محمود دلّال، الأستاذ المحاضر في كلية الفنون بجامعة القاهرة أن المسلسلات تقدم عملا فنيا وتسعى لمكافحة انتشار الارهاب في الوقت ذاته.
وأضاف "الدليل على نجاح هذه الأعمال التهديدات التي وصلت لبعض المشاركين بها من قبل التنظيمات الإرهابية في الفترة السابقة".
وعن مسلسلات هذا العام، يقول دلال إن عددا منها تطرق إلى الارهاب ومنها مسلسل "غرابيب سود" والذي يفضح تنظيم "الدولة الاسلامية" ويعالج وسائل التجنيد التي يعتمدها التنظيم لاسيما تجنيد الأطفال والنساء بالاضافة إلى الجانب الإنساني لدى المتضررين من الارهاب.
ثم يوجد مسلسل "سيلفي" الذي يعود للموسم الثالث والذي حقق نجاحا بشكل لافت في نسختيه الأولى والثانية لمعالجته قضايا الارهاب بقالب فكاهي، وفق ما ذكر.
"بالإضافة إلى مسلسل ’قصر العشاق‘ الذي يعالج مسألة وقوع الأبناء بفخ التجنيد في صفوف داعش"، وفق ما قال، مشيرا إلى مسلسل "حدائق الشيطان 2" الذي يعالج مسائل التمويل وهروب المطلوبين إلى العدالة لمناطق داعش.
واعتبر أن ما يميز مسلسلات هذا العام هو "الجدية والالتزام الفني بطريقة تقديم العمل".
مسلسلات تلفزيونية تفضح داعش
دلال حمزة، هي معدة برامج في هيئة الإذاعة والتلفزيون المصري، قالت للمشارق إن خارطة برامج شهر رمضان كان تقتصر في السابق على الأعمال الدرامية.
وأضافت لموقع المشارق "إلا أن الحال تغير بعد ظهور تنظيم داعش وباتت قائمة المسلسلات تتضمن المسلسلات التي تتناول قضايا الإرهاب وخصوصا تنظيم داعش".
حيث باتت هذه المسلسلات من ركائز قائمة الشهر وتشهد اقبالا كبيرا من المشاهدين، بحسب ما أوضحت.
وأكدت أن أكبر المسلسلات التي تستقطب الإعلانات خلال الفترة الماضية كانت تلك التي تكشف حقيقة الارهابيين وحقيقة افكارهم.
ورأت "تشكل هذه المسلسلات الفرصة المناسبة لمعرفة الغامض عن داعش وأمثالها من التنظيمات الإرهابية".
وتضيف حمزة أن الاقبال على مشاهدة هذا النوع من المسلسلات طبيعي، كونها تركز على شخصية الارهابيين وطرق التجنيد وحقيقة الأفكار التي يحاولون بثها في المجتمعات.
وأشارت إلى أن "غالبية هذه المسلسلات تتطرق على الناحية النفسية أو الصراع الداخلي بين الخير والشر لدى الذين يقعون في فخ التجنيد".
المسلسلات تفتح باب المناقشة
سعد البواب، وهو موظف حكومي (50 عاما) ووالد ثلاثة شبان وفتاتين، وقد أوضح للمشارق أن مشاهدة مسلسلات رمضان تقليد قديم يمارسه وعائلته.
وقال إن "مشاهدة هذه المسلسلات أصبحت من العادات الجديدة التي لا يمكن الاستغناء عنها خلال شهر رمضان، فخلال هذا الشهر تتجمع العائلة أكثر من أي وقت آخر خلال العام".
وتابع "منذ بدأ شبح التطرف بالانتشار بشكل مخيف خصوصا بعد ظهور تنظيم داعش، أرى في المسلسلات أمرا ضروريا يجب على أبنائي مشاهدتها".
واعتبر أن مشاهدة مسلسلات تفضح طرق التجنيد والتلاعب بالأفكار باسم الدين شيء حيوي.
وأضاف "يفتح لي [ذلك] المجال بالنقاش مع أولادي لتحصينهم ضد هذه الأفكار حيث أن الأمثلة تتجسد أمامهم".
جيد
الرد1 تعليق