أكدت القوات الأردنية أن جيش خالد بن الوليد المتطرف الموالي لتنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) موجود بالقرب من الحدود السورية مع المملكة.
وفي حين تعمل السلطات الأردنية على وضع خطط لكيفية معالجة هذا الوضع المستجد، قال خبراء ومحللون عسكريون للمشارق إنه إذا أرادت المملكة حماية حدودها الشمالية فعلى قواتها المسلحة تعزيز دعمها للفصائل التي تقاتل الجماعات المتطرفة في الجمهورية السورية المجاورة وتكثيف تعاونها معها.
وأوضحوا أن دعم الفصائل التي تحارب هذه الجماعات وخصوصًا جيش مغاوير الثورة التابع للجيش السوري الحر، يمكن أن يخفف الضغط عن الأردن لا سيّما في ظل التهديدات المتكررة لداعش عن نيتها استهداف المملكة.
وأضافوا أن التعاون مع جيش مغاوير الثورة وغيرها من الفصائل التابعة للجيش السوري الحر، من شأنه أن يشكّل للأردن خط دفاع مهم.
وفي هذا السياق، أكد المحلل العسكري اللواء المتقاعد فايز الدويري أن "للأردن مصلحة في التعاون مع الفصائل المعتدلة كجيش مغاوير الثورة ودعمها".
وقال للمشارق إنه "في الأسابيع القليلة الماضية، سيطر جيش خالد بن الوليد الإرهابي على العديد من القرى المحاذية للأردن في جنوبي سوريا، ويجب التنبه بشكل جدي لخطر هذا الجيش".
وأضاف أن "جيش مغاوير الثورة التابع للجيش الحر ألحق خسائر بجيش خالد بن الوليد، وهو بالتالي يلعب دورًا في دحر التنظيم الإرهابي من جنوبي سوريا".
توخي أقصى درجات الحذر على الحدود
وتابع الدويري أنه "من مصلحة الأردن التعاون مع جيش الثورة وغيره من الفصائل المعتدلة ودعمها، خصوصاً أن جيش خالد بن الوليد يمتلك مدفعية وأسلحة وذخيرة يمكن أن يصل مداها إلى داخل الأراضي الأردنية".
وأردف أنه مع تكثيف العمليات ضد تنظيم داعش في الرقة وغيرها من المناطق في سوريا، من المتوقع أن يهرب عناصر التنظيم إلى المناطق الحدودية السورية.
وأكد أن هذا الأمر يستدعي المزيد من الحذر في الجانب الأردني من الحدود.
وكان الناطق باسم جيش مغاوير الثورة في الجبهة الجنوبية السورية أبو بكر الحسن، قد قال مؤخرًا إن جيش خالد بن الوليد تمكّن عبر الخلايا النائمة من السيطرة على عدة قرى في جنوبي سوريا.
وكشف الحسن في تصريحات صحافية في آذار/مارس الماضي، أن هذا التنظيم نجح مؤخرًا في الاستيلاء على مدافع من عيار 130 ملم والتي يبلغ مداها الأقصى 27 كيلومترًا، مع كمية محدودة من الذخيرة، ما يهدّد مدنًا في شمال الأردن مثل الرمثا وإربد.
ويتركز وجود جيش خالد بن الوليد في منطقة المثلث الحدودية، لا سيّما في قرى الشجرة وعابدين وعين ذكر ونافعة والقصير، وسيطر بالفترة الأخيرة على تسيل وسحم وعدوان وجلين.
تكثيف التعاون
من جانبه، قال الخبير العسكري واللواء المتقاعد في الجيش الأردني أديب الصرايرة، إن "الأردن ينسق مع بعض القوات المعتدلة في سوريا ويتعاون معها في الحرب ضد الجماعات الإرهابية".
وأشار إلى أن الأردن يقدم الدعم بشكل أساسي لجيش العشائر ويتعاون مع جيش مغاوير الثورة.
وأوضح للمشارق "أن جيش العشائر وجيش مغاوير الثورة من أقوى الفصائل الموجودة في جنوبي سوريا".
وأكد أنه "من مصلحة الأردن تكثيف التعاون مع هذه القوات بما يضمن تخفيف الضغط عن الحدود الأردنية وتشكيل خط دفاع داخل الأراضي السورية في مواجهة جيش خالد بن الوليد".
وذكر أن الأردن لا يريد إرسال أية قوات إلى داخل الأراضي السورية، "وبالتالي من المهم التعاون مع جيش الثورة التابع للجيش السوري الحر لوقف أي تقدم لجيش خالد بن الوليد ودحر أي خطر قد يشكّله".
وأكد أنه بإمكان الأردن توفير التدريب اللازم للقوات التي يعتقد أنها تخدم مصلحته وتلعب دورًا رئيسًا في مكافحة الإرهاب، لا سيّما أن المملكة جزء من التحالف الدولي الذي يسعى لهزيمة داعش في سوريا والعراق.
وختم قائلًا إن "الأردن في مقدمة الدول التي تحارب الجماعات الإرهابية دفاعًا عن الإسلام والسلام العالمي".