في خطوة تسعى لتعزيز الأمن الوطني وتقديم الإرهابيين للعدالة، بدأت السلطات المصرية هذا العام بنشر صور وأسماء الإرهابيين المطلوبين في الأماكن العامة.
وتم نشر لوائح تضم صور المطلوبين بتهم جنائية مختلفة على واجهات المحلات التجارية في معظم المدن والبلدات المصرية، بالإضافة إلى حافلات النقل العام ومحطات المترو والقطار.
ويرى خبراء تحدثوا للمشارق أن هذا يشجع الجمهور على العمل مع قوات الأمن في محاربة الإرهاب، كما يمكن أن يُسَهّل من القبض على المطلوبين.
واعتبروا أنه هذا يؤدي إلى الكشف عن وجوه المتورطين بأعمال إرهاب والتضييق على حركة تنقلاتهم.
انتشار واسع لصور المطلوبين
العميد محمود سالم من شرطة القاهرة، قال للمشارق إن وزارة الداخلية المصرية تُصْدِر وبشكل دائم صور المطلوبين للعدالة.
وأوضح أن "غالبا ما تكون المعلومات متعلقة بأصحاب السوابق والجرائم الجنائية، وأحيانا تتعلق بالمطلوبين أمنيًا".
لكن لعلّها المرة الأولى التي يجري فيها تعميم ارهابيين بالاسم والصورة وتوزيعها بهذا الشكل العلني، إذ أن المعتاد أن يتم تعميم المعلومات على الوسائل الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي التابعة للوزارة.
وأشار إلى أن "القوائم الجديدة تضم مجموعة ارهابية تعمل في مناطق الصعيد وتحديًدا في مدينة قنا، بالإضافة إلى إرهابيين متورطين في عمليات تفجير الكنائس التي حصلت مؤخرًا".
وأضاف سالم أن صور المجرمين المطلوبين تم تعليقها على واجهات المحلات وعلى حافلات النقل العام حيث يراها ركاب الحافلات بشكل واضح.
وأشار إلى أن الصور نشرت أيضا في محطات القطار والمترو بالقرب من شباك التذاكر لضمان رؤيتها من جميع من يستخدمون وسائل النقل هذه.
وعن النتائج المتوقعة من هذه الطريقة، يقول سالم إن "مصر بلد يعيش فيه حوالي مائة مليون شخص تقريبًا، وبالتالي يسهل التخفي خصوصا في المناطق المزدحمة كالقاهرة والإسكندرية".
ولفت إلى أن الإرهابيين يقومون بشكل دوري بتبديل اسمائهم بأخرى مستعارة لذا كان من الضروري اللجوء إلى تعميم صورهم، حتى يتمكن المواطنون من التعرف عليهم.
وأوضح أن وزارة الداخلية عممت خطًا ساخنًا لتلقي المعلومات حول مطلوبين أو نشاطات مشبوهة، وتم طمأنتهم بأن من يدلي بالمعلومات يبقى اسمه سريًا لحمايته من أي ردّ قد يتعرض له.
وتم تحديد مكافآت مالية تصل إلى نصف مليون جنيه (28 ألف دولار) لمن يدلي بمعلومات أكيدة تؤدي إلى اعتقال الإرهابيين، مما سيشجع المواطنين على التقدم بأية معلومات يملكونها، وفق ما أكد.
استجابة شعبية كبيرة
أما إمام مسجد النور في المعادي الشيخ عبد المنعم محمد، فقال للمشارق إنه قام بطباعة مئات النسخ لصور المطلوبين على نفقته الخاصة ويقوم بتوزيعها على المصلين في المسجد وأماكن أخرى.
وشدد على أن مشاركة رجال الدين بهذا الأمر أمر ضروري جدًا، خصوصًا وأن الإرهابيين يستغلون الدين ستارًا لهم ولعملياتهم الإرهابية.
وأضاف محمد أنه ركز في عملية نشره للصور على الباعة المتجولين وعمال النظافة باعتبارهم اكثر من يرى الوجوه والأشخاص يوميًا.
وأشار إلى أن نشر القوائم أتى في الوقت المناسب في ظل التوتر الشعبي من انتشار العمليات الإرهابية وقد لاقى استجابة شعبية واسعة.
واعتبر أنها "باتت فرصة إلى إعادة التذكير بخطر هذه الجماعات وخطورة التعامل معها أو إيواء عناصرها أو حتى إخفاء أية معلومات".
مدير قسم الإعلام الجديد في مركز ابن الوليد للدراسات والأبحاث الميدانية في مصر مازن زكي، قال للمشارق إن تعميم المعلومات حول "المطلوبين" ستؤدي إلى مشاركة المجتمع المصري بشكل مباشر أكثر في تحديد مرتكبي الأعمال الإرهابية.
وأشار إلى أنه تم تعميم تلك الصور بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، لكن الكثيرين لا يستخدمون تلك المواقع، "وكان من الضروري مشاركتهم المعلومات عن طريق هذه الطريقة البسيطة والمباشرة".
الله ينصركم ويحفظ مصر وأمن مصر .
الرد1 تعليق