توصلت محادثات السلام بين النظام السوري وفصائل المعارضة السورية في مدينة أستانا عاصمة كازخستان يوم الثلاثاء، 24 كانون الثاني/يناير، إلى تفاق للتوصل لـ "آلية" مشتركة لمراقبة هدنة هشة في سوريا، بحسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
لكن الجانبين المتحاربين لم يتوصلا إلى حل سياسي دائم للنزاع بعد يومين من المحادثات غير المباشرة.
وقد أعلنت تركيا وروسيا وايران، وهي الدول الراعية لمحادثات السلام حول سوريا في استانا، الثلاثاء "تأسيس آلية ثلاثية لمراقبة وضمان الامتثال الكامل لوقف اطلاق النار".
وقالت الدول الثلاث أيضا إنها تدعم مشاركة المعارضة السورية المسلحة في محادثات السلام المقبلة التي ستعقد في جنيف الشهر المقبل برعاية الأمم المتحدة.
وأشار البيان الأخير لروسيا وايران وتركيا والذي قرأه وزير خارجية كازختسان خيرت عبد الرحمنوف، إلى أن "لا حل عسكري للنزاع في سوريا... فالنزاع يمكن حله فقط عبر العملية السياسية".
’لا تقدم ملحوظ‘
وكان من المتوقع أن تجري المفاوضات وجها لوجه بين النظام والمعارضة المسلحة للمرة الأولى منذ اندلاع النزاع في 2011، إلا أن المعارضة تراجعت عن المشاركة واضطر الوسطاء إلى العمل مع الطرفين.
من جهته، حمّل المفاوض عن فصائل المعارضة محمد علوش لوكالة الصحافة الفرنسية الموقف "المتصل لإيران والنظام" مسؤولية عدم احراز "تقدم ملحوظ" في هذه المباحثات.
وتأتي المبادرة الدبلوماسية الأخيرة هذه لإنهاء سفك الدماء بعد شهر من سيطرة قوات النظام الكاملة على مدينة حلب.
وكانت روسيا وتركيا قد رعتا وقف إطلاق النار المستمر منذ أواخر كانون الأول/ديسمبر، إلا أن كلا من المعارضة والنظام اشتكيا من انتهاكات متكررة من الطرف الآخر.
وقد رفضت المعارضة، التي أصرت على أنها ستستغل محادثات أستانا لدفع النظام لاحترام الهدنة، المشاركة في محادثات مباشرة مع النظام يوم الاثنين لاستمراره في شن هجمات على وادي بردى خارج دمشق.
’هدف واحد‘
من جهته، قال رئيس وفد الحكومة السورية بشار الجعفري بعد اختتام المفاوضات "إن اجتماع أستانا نجح فى تحقيق هدف تثبيت وقف الأعمال القتالية لفترة محددة الامر الذى يمهد للحوار بين السوريين".
لكن لم ترشح أي تفاصيل ملموسة إضافية حول الآلية الثلاثية لتعزيز وقف اطلاق النار أو كيف ستحل أكثر المسائل الشائكة.
وأشار مبعوث الامم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إلى استعداد المنظمة للمساعدة في تطوير الآلية "وضمان تعزيز نوعية وقف اطلاق النار".
وكانت المعارضة قد دعت إلى وقف الاعتداءات على وادي بردى التي تبعد 15 كيلومترا شمال غرب دمشق إلا أن الجعفري أصر على أن العمليات ستستمر هناك.
هذا وبرز شعور عميق من الحقد ومستوى عال من التشهير بين الوفدين .
ولم يتضح كيف سيتم تقريب الخلافات حول دور المنظمين الثلاثة للمحادثات أي روسيا وتركيا وايران.
من جانب آخر، قال عضو من وفد المعارضة لوكالة الصحافة الفرنسية يوم الاثنين إن الوفد سيوافق على أن تكون روسيا كفيلا لوقف إطلاق النار الساري لا إيران، التي تقود جنودا على الأرض يقاتلون إلى جانب قوات النظام.
فيما أكد النظام أنه سيرفض عقد محادثات على مستوى الحكومة مع تركيا أو توقيع أي وثائق تحمل توقيع مسؤولين أتراك.
هذا وقتل أكثر من 310 ألف شخص في سوريا فيما نزح أكثر من نصف سكان البلاد منذ بدء النزاع في العام 2011.