أكد مسؤولون يمنيون لموقع المشارق أن قوة من أفراد النخبة مؤلفة من ثلاثة آلاف عنصر، ستدخل الخدمة في عدد من مديريات محافظة شبوة لحماية المدنيين وحفظ الأمن فيها.
و استعادت القوات اليمنية السيطرة على ميناء بلحاف الجنوبي ومنشأته الخاصة بتصدير الغاز المسال في كانون الأول/ديسمبر، وعادت المنطقة التي كان يستخدمها تنظيم القاعدة لتهريب السلاح، إلى سيطرة الحكومة.
وقال ناصر القميشي وكيل محافظة شبوة إن قوة النخبة تخضع حالياً للتدريب في محافظة حضرموت بإشراف قوات النخبة الحضرمية وبدعم التحالف، وستدخل ميدان الخدمة خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
وأضاف القميشي للمشارق أن "القوة الجديدة تتضمن عدة تشكيلات أمنية وعسكرية وستوزع على ثلثي مديريات محافظة شبوة".
وتابع أن هذه الأخيرة تشمل مديرية ميفعة ومنطقة عزان التي انسحبت منها القاعدة من دون حدوث معركة في آب/أغسطس الماضي، مشيراً إلى أن ذلك يعكس ضعف التنظيم حالياً.
وأكد أن "محافظة شبوة تكاد تخلو من عناصر تنظيم القاعدة"، إلا أنه أبدى تخوفاً من اختباء بعض جيوب عناصر التنظيم الباقية في المنطقة داخل الأراضي الجبلية الوعرة.
خطة أمنية لشبوة
وأضاف القميشي أن "قيادة المحافظة أقرت خطة أمنية تشمل جميع مديريات محافظة شبوة، بدأت بالقوة العسكرية التي تولت حماية ميناء بلحاف بقيادة الشيخ خالد العظمي".
وتابع أن القوة تنتشر عبر منطقة بلحاف وصولاً إلى مثلث العين والمناطق المجاورة.
وأشار إلى أنه سيتم نشر القوة الجديدة في بقية مديرية الرضوم التي تتضمن منطقة بلحاف ومديريات أخرى وصولاً إلى ميفعة التي تضم منقطة عزان.
ولفت إلى أن عزان كانت تحت سيطرة القاعدة أكثر من مرة، وقد ألحقت الهزيمة بالتنظيم وأجبر على الانسحاب منها في كل مرة.
وأكد القميشي أن "محافظة شبوة تظل مطمع الجماعات الإرهابية وفي مقدمتها القاعدة كونها محافظة نفطية وغازية، وهي تتوسط محافظات حضرموت والبيضاء ومأرب وأبين التي تشهد نشاطاً متفاوتاً للقاعدة وغيرها من التنظيمات الإرهابية".
مؤشر لضعف القاعدة
من جانبه، قال عدنان الحميري الباحث في الشؤون السياسية للمشارق إن السهولة التي تم فيها إخراج القاعدة من عزان وبعدها من منطقة بلحاف، تشير إلى حالة الضعف والانقراض التي وصل إليها التنظيم اليوم.
وأشار إلى أن ذلك دليل على نجاح الحملات العسكرية المتكررة.
وأضاف أن "انسحاب تنظيم القاعدة من منطقة عزان هو المؤشر الأبرز لضعف التنظيم لأن عزان كانت ملجأ قيادات وعناصر التنظيم التي كانوا يهربون إليها إذا واجهوا حملات عسكرية من الجيش في المحافظات الأخرى المجاورة لمحافظة شبوة".
وتابع الحميري أن "التحالف العربي استهدف أوكار القاعدة في عزان بغارتين أدتا إلى حمل عناصر التنظيم أمتعتهم وترك المنطقة"، مضيفاً أن الغارات الجوية استهدفت قيادات القاعدة بصورة ناجحة في عدد من المحافظات الجنوبية الأخرى.
وقال إنه تم إخراج القاعدة من المكلا عاصمة محافظة حضرموت والمناطق المجاورة لها في نيسان/أبريل ومن محافظة أبين في تموز/يوليو.
واعتبر أن هذه الإنجازات هي مؤشرات "لهزائم متتالية تعرض لها التنظيم وفقدانه لعدد كبير من قياداته، وهذا ما أجبره على الانسحاب من عزان من دون معركة عسكرية على الأرض".
عودة الاستقرار إلى المنطقة
أما يسلم باجنوب الأمين العام للمجلس المحلي بمديرية ميفعة، فقال للمشارق إنه عقب طرد القاعدة من عزان في آب/أغسطس، "تعيش المديرية نوعاً من الاستقرار ".
وأضاف أن هذا هو الوضع الراهن رغم غياب قوات الأمن الضرورية لحفظ الأمن وفض النزاعات التي تنشب بين السكان.
وأكد أن هناك تنسيق مشترك بين السكان لتولي حفظ الجانب الأمني حتى وصول التعزيزات خلال الأيام المقبلة، بحسب ما وعد به محافظ المحافظة في وقت سابق.
وبدوره، حذر المحلل السياسي نايف حيدان من أن بقاء المدينة بدون أمن أو تعزيزات عسكرية يجعلها "محل أطماع للجماعات الإرهابية التي تحاول بين فترة وأخرى السيطرة على عزان".
وأضاف حيدان للمشارق أن القاعدة "تحتضر"، وإلا لكان استغل غياب القوات الأمنية في المنطقة.
وختم قائلاً إن "تنظيم القاعدة لم يعد له وجود يذكر في محافظة شبوة".