فككت القوات الأمنية السعودية مؤخرا شبكة ارهابية تابعة لتنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" تتألف من ثلاثة خلايا عنقودية كانت تخطط لشن هجمات على أهداف عسكرية ومدنية في المملكة، بحسب ما ذكرت السلطات.
وكانت وزارة الداخلية السعودية قد أعلنت يوم الاثنين، 19 أيلول/ سبتمبر، في تصريحات نشرتها وسائل الاعلام الرسمية أن الاعتقالات أتت نتيجة تحقيق أمني معقدة استمرت عدة أشهر.
وبلغ عدد افراد الشبكة التي تم ضبطها يبلغ 17 شخصا بينهم امرأة ويمني وفلسطيني ومصري.
وكانت الخلايا تسعى لاستهداف مدنيين وشخصيات دينية وعناصر أمنيين وعسكريين ومنشآت عسكرية واقتصادية، بحسب ما ذكر البيان، وكانت قد أمنت "الدعم الالكتروني والاعلامي لداعش وتواصلت مع عناصرها في الخارج".
وضبطت السلطات "عبوات ناسفة وأحزمة ناسفة جاهزة للتفجير، وأكواعا حديدية تستخدم كعبوات متفجرة وأسلحة آلية وكواتم صوت، وذخيرة حية"، وفق ما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية منصور التركي.
فضلا عن مبلغ مالي يتجاوز 600 ألف ريال سعودي (160 ألف دولار أميركي)، بحسب ما أضاف.
وكشف المتحدث عن الاماكن التي كان المفترض استهدافها وهي مدينة تدريب الامن العام ومنشآت الحرس الوطني بمنطقة الاحساء بالاضافة إلى اماكن دينية في منطقة الاحساء وانبوب نفط يمر بالقرب من منطقة الداودمي والذي يربط شرق المملكة بغربها.
عملية ’نوعية‘
وقال الضابط السابق في الجيش السعودي والملحق العسكري السابق اللواء منصور الشهري، في حديثه للمشارق إنها "خلايا ارهابية محكمة السرية بحيث تكون هذه الخلايا عبارة عن مجموعات متفرقة من الاشخاص ترتبط بقيادات، إذ لا يعرف افراد الخلية بعضهم البعض، ولا يعرفون بقية افراد الخلايا".
حتى إن قادة الخلايا لا يعرفون بعضهم البعض ولا يرتبطون إلا بالتبعية إلى القيادة الخارجية التي توزع عليهم المهام، من هنا فإن كشف هذه المجموعات من العمليات الأمنية الأكثر صعوبة.
وشدد على أن هذا النواع من العمليات يستلزم الكثير من العمل الاستخباراتي والملاحقات واعمال المراقبة.
ورأى أن ولهذا الكشف عن اكثر من خلية عنقودية في وقت واحد يعد "انجازا نوعيا" للمخابرات السعودية، ودليل كبير على دقة المراقبة التي تقوم بها الاجهزة الامنية.
فاضل الهندي المشرف في مركز البحوث الإنسانية والاجتماعية التابع لجامعة الملك عبد العزيز، قال لموقع المشارق إن "الكشف عن هذه المجموعات الارهابية وفر على المملكة الخسائر الكبيرة في الارواح والممتلكات".
وأشار إلى أن المخططات كانت تستهدف "جميع المرافق، من عسكرية ومدنية، فلا فرق عند الارهابيين بين مدني وعسكري"، معتبرا أن الشبكة تسعى فقط لاراقة الدماء واشاعة الرعب والارهاب.
وأشار إلى أنه بين الأماكن المستهدفة اماكن دينية ومراكز تدريب للمجندين الجدد في الامن العام ومنازل عشرات آلاف السكان، وهذا دليل كاف ايضا على النهج الارهابي الذي تعتنقه تلك الخلايا.
وقال الهندي إنه من الواضح أن "الارهابيين يخططون لضرب اقتصاد المملكة ايضا وذلك من خلال استهداف انبوب النفط في منطقة الداودمي".
"ويقع شمال قريتي لبخه وحويته ويعتبر من الأنابيب الاساسية التي تربط انابيب النفط في المملكة بين المناطق الشرقية والغربية، حيث تقدر طاقته الاستيعابية بسبعة ملايين برميل من النفط على الاقل"، وفق ما أكد.
ولفت إلى أن الاعتداء على الأنابيب كان "سيسبب خسائر كبيرة جدا".
مكافحة الجريمة الالكترونية
من جانبه، أكد جمال النخيفي الرائد في الشرطة السعودية، أن بعض ممن تم القبض عليهم تم اتهامهم بالقيام "بنشاطات الكترونية لصالح تنظيم داعش".
وأضاف "الكشف عنهم يعتبر خطوة استباقية هامة على صعيد مكافحة الارهاب الإلكتروني في المملكة"، خصوصا وان التواصل الإلكتروني من اهم ركائز التنظيم واداته ووسيلته الوحيدة للتواصل "مع المغرر بهم من الشباب الذين يقعون بفخ افكاره".
وأكد أن الكشف عنهم يعتبر "دلالة على نجاح السلطات الامنية الإلكترونية في المملكة برصد وتتبع الارهابيين".
وذكر أنها "خطوة هامة جدا في حصار الارهابيين الذين ينشرون افكارهم من خلال التجنيد الالكتروني".
واعتبر أن نجاح العملية سيشكل رادعا كبيرا لكل الشباب السعوديين او العرب الذين قد ينجرون إلى الترويج للتنظيم أو التعاطف معه.
اللهم احمي بلاد الحرمين من الإرهاب والارهابيين واحقن دماء المسلمين
الرد1 تعليق