عمل شباب عرب وأردنيون شاركوا في مؤتمر حول مكافحة التطرف عقد مؤخرا بعمان على وضع تصور لحلول تكنولوجية تهدف إلى مكافحة أي عقيدة تؤدي إلى أعمال إرهابية.
وركز مؤتمر الشباب والتكنولوجيا الثامن الذي نظمته جمعية معهد تضامن النساء الأردني، "تضامن"، واختتم أعماله في 1 آب/أغسطس، على مكافحة الشباب للتطرف والإرهاب وجهود المناصرة لوضع حد للعنف ضد النساء والفتيات.
وشارك في المؤتمر 60 شابا وشابة من مختلف محافظات المملكة وبعض الدول العربية كمصر ولبنان والمغرب، وناقشوا خلاله السبل الآيلة إلى منع المتطرفين من تجنيد الشباب للقيام بأعمال عنفية.
وقال المنظمون إن الشباب عملوا أيضا على تطوير مبادرات هادفة للتأثير إيجابا في مجتمعاتهم، تقوم على نهج المناصرة وترسخ ثقافة الأمن والسلام.
وقدم خبراء خلال المؤتمر أوراق عمل متخصصة حول المحاور المتعلقة بالموضوع، محاولين تحديد المصطلحات والمفاهيم المرتبطة بالتطرف والإرهاب، إضافة إلى استكشاف العلاقة بين هذه المفاهيم وحقوق النساء.
إلى هذا، تناولوا مواضيع أخرى ذات صلة كالجهود الدولية والإقليمية المتعلقة بالشباب ودورهم، وكيفية توظيف التكنولوجيا في مواجهة الإرهاب والتطرف.
تسليط الضوء على دور الشباب
منير دعيبس، المدير التنفيذي لجمعية تضامن النساء، قال في حديثه للمشارق إن المؤتمر ألقى الضوء على دور الشباب في مكافحة التطرف، مشيرا إلى أن المشاركين خرجوا بالعديد من الأفكار لتنفيذ مبادرات خلاقة في هذا المجال.
ومن بين هذه المبادرات إنشاء تطبيق على الهاتف الخلوي لتوعية الشباب حول القضايا الدينية ولعبة إلكترونية مخصصة للأطفال لتلقينهم القيم النبيلة وكيفية الإبتعاد عن رفاق السوء.
وأوضح دعيبس أن "معظم المشاركين في المؤتمر سيعملون على إنشاء صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك، للترويج للفكر السليم والتوعية"، مضيفا أن "بعض هذه المبادرات ستكون موجهة للشباب وبعضها الآخر للأهالي".
وكشف أن الخبراء أكدوا خلال المؤتمر على الدور الرئيس الذي تلعبه المدارس والجامعات في تنشئة جيل واع ومثقف، يحارب الفكر الضال.
وأشار إلى أن المشاركين شددوا على ضرورة إشراك رجال دين يحظون بسمعة طيبة وبشكل دائم في ورشات عمل وحملات توعية، لتوضيح معاني النصوص الدينية ودحض أي فكر متطرف.
وتابع دعيبس، "للأسف، بعض رجال الدين لا يفقهون الدين ويستغلون الشباب [لنشر] أفكارهم المتطرفة".
تقديم أدوات جديدة
بدورها، قالت المشاركة في المؤتمر سجا الحباشنة، وهي ممرضة تبلغ 23 عاما، إن هذه الفعالية لعبت دورا كبيرا في تعريف الشباب على أدوات جديدة يمكنهم استخدامها لدحر التطرف.
وأضافت للمشارق أنها والعديد من الشباب الأخرين، سيعملون على "إنشاء صفحة على موقع فيسبوك للتفاعل والنقاش والحوار حول العديد من الأمور الدينية والحياتية، بهدف نشر الوعي والتعايش وتقبل الآخر".
وأكدت أن "الهدف هو تسليط الضوء على سماحة الدين الإسلامي واعتداله".
أما المشارك عرفات عوض، وهو مدير مشاريع في مؤسسة جود، فاعتبر أن المؤتمر كان "فرصة لتبادل الأفكار الخلاقة وتحفيز الشباب وتعريفهم بأهمية دورهم وما يمكن أن يقوموا به من مبادرات ومساهمات لمكافحة الأفكار المتطرفة والإرهابية".
وأردف أن "الشباب ركزوا على الأسر ودور الآباء والأمهات وأهمية قربهم من أطفالهم، خاصة وأن الجماعات الإرهابية تستهدف الشباب بشكل مباشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي".
وأشار إلى أن المشاركين شددوا أيضا على ضرورة مكافحة البطالة والفقر اللذين يلعبان دورا أساسيا في دفع الشباب نحو التطرف.