رأى خبراء تحدثوا للشرفة أن انشاء مجلس التنسيق الأعلى الحديث بين السعودية والامارات من شأنه أن يعزز التعاون الإقليمي والدولي على مختلف المستويات بين الدولتين لمواجهة التهديدات الاقليمية كالارهاب.
وجرى توقيع الاتفاقية في العاصمة السعودية الرياض يوم الاثنين 16 ايار/مايو، في حضور العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حيث ناقشا النزاعات الاقليمية والمخاطر التي تطرحها جماعات ارهابية ومتطرفة.
ويهدف المجلس بحسب بيان مشترك صادر عن البلدين إلى التشاور المستمر والتنسيق في الأمور والمواضيع ذات الاهتمام المشترك في المجالات كافة، حيث ستعقد اجتماعات دورية في الدولتين بالتعاقب.
ونصت الاتفاقية على أنه يجوز لرئيس مجلس التنسيق إنشاء لجان مشتركة متى دعت الحاجة إلى ذلك وتسمية أعضائها.
وقال الشيخ محمد إن العلاقات بين الدولتين المتجاورتين تقوم على تحقيق الأمن والاستقرار للمنطقة وأشار إلى أن التحديات الاقليمية كالارهاب تتطلب جهود ومشاروات إضافية. .
أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود الدكتور صالح الخثلان، قال للشرفة إن "السياسة العامة للامارات والسعودية تقوم بالوقت الحالي وبشكل رئيسي على مبدأ مكافحة الارهاب والحفاظ على أمن واستقرار المنطقة".
واعتبر أن المجلس المشترك يشكل خطوة كبيرة إلى الامام في هذا الاتجاه، خصوصا وأن جهود مكافحة الارهاب تستدعي التنسيق على اعلى المستويات.
وأضاف أن المجلس واللجان المرتقب انبثاقها عنه من شأنها أن تشكل "سدا يحمي المنطقة من أفكار التطرف التي تحاول المنظمات الارهابية على انواعها نشرها في مجتمعات الشرق الاوسط والعالم".
ولفت إلى أن كلا البلدين يشتركان ايضا في العديد من المبادرات ومنها تلك الهادفة لنبذ التطرف والارهاب والحوار بين الاديان ونشر الافكار الصحيحة عن الدين الاسلامي لمحو النظرة السيئة التي نتجت عما تروجه المنظمات الارهابية.
تحالف ثنائي بوجه الارهاب
من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الامارات عتيق جكة، للشرفة إن الاهمية الاستراتيجية والعسكرية المرتقبة من المجلس تنبع كون كلا البلدين يتمتعان بقوة اقتصادية كبيرة في المنطقة والعالم.
واعتبر أن باستطاعة هذه القوة الاقتصادية فتح الابواب للتعاون الامني الذي سينعكس بالايجاب على العمليات التي تستهدف منابع الارهاب في المنطقة.
ورأى أن المجلس بحد ذاته والذي من الممكن اعتباره تحالفا ثنائيا على اعلى مستوى يعتبر رسالة قوية للتنظيمات الارهابية المتربصة في المنطقة والتي تتلاعب بالملفات الامنية عن طريق العمليات الارهابية من ناحية وبث النعرات الطائفية.
ولفت إلى أن المنطقة بحاجة ماسة لمثل هذه التحالفات التي تقرب بين دول المنطقة في ظل الخلافات السياسية المتفرقة والملفات الكثيرة المفتوحة امنيا بسبب التهديدات الارهابية.
وأشار إلى أن "التوجهات واحدة والتحديات الامنية واحدة، كما أن التهديدات التي قد يتعرض لها أي من البلدين تعتبر تهديدات مشتركة من الصعب فصلها والتعاطي معها بطريقة احادية".
تعاون عسكري وإعلامي
وبدوره، قال الدكتور عبدالله الدخيل الاستاذ المحاضر في قسم العلوم السياسية في جامعة الملك سعود بالعاصمة السعودية الرياض، للشرفة إن القوة الاقتصادية الكبيرة التي تتمتع بها كلا الدولتين الامارات والسعودية تضعهما في مقدمة الحرب على الارهاب.
وتتيح القدرات التي تتمتع بها الدولتان لهما حرية التحرك والتعامل الحاسم والمباشر "مع اي تهديد ارهابي مهما كان شكله او نوعه".
وأضاف أن ذلك يشمل المقدرات الاعلامية الموجودة حاليا باستطاعتها وقف ومواجهة المد الاعلامي المتطرف الذي يشكل الأداة الاقوى للارهاب.
ولفت إلى أنه من الملاحظ أن التعاون الاعلامي والثقافي موجود بالفعل قبل الاعلان عن المجلس الجديد، فالعديد من المؤسسات الاعلامية السعودية تتواجد فعلا في دولة الامارات ونفس الامر بالنسبة للعديد من الاعلاميين والمختصين والصحافيين الاماراتيين في السعودية.
وذكر أن تلك المؤسسات تعطي دول الخليج موطئ قدم في الحرب ضد الجماعات المتطرفة وتحديدا تنظيمي "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش) والقاعدة.