رأى مسؤولون في قطاع السياحة تحدثوا للشرفة أن اختيار مدينة الأقصر عاصمة عالمية للسياحة لعام 2016 يمثل دفعا كبيرا للسياحة المصرية المتعثرة بعد الهزات التي تعرضت لها في السنوات الماضية بسبب الاعتداءات الإرهابية كإسقاط طائرة في تشرين الأول/أكتوبر 2015 فوق سيناء.
وقد أعلن المجلس التنفيذي لمنظمة السياحة العالمية التابع للأمم المتحدة قراره بالإجماع يوم الخميس 13 أيار/مايو.
واعتبر محمود شكري، من غرفة الترويج السياحي التابعة لوزارة السياحة المصرية، أن "اختيار الأقصر لتكون عاصمة السياحة العالمية من شأنه أن يعيد المناطق السياحية المصرية على الخارطة السياحية العالمية بعد الهزات التي أصيبت بها في الفترات الأخيرة بسبب المخاوف من التهديدات الارهابية".
وقال إن للسياحة أهمية كبيرة بالنسبة للاقتصاد المصري، علما أن الأوضاع الأمنية اثرت بشكل كبير على عدد السياح الوافدين خلال الاشهر المنصرمة من هذا العام بنسبة 45 بالمائة عن نفس الفترة من العام الماضي 2015.
ولفت إلى أن المدينة أنهت تقريبا كافة الاجراءات المتعلقة بالتأكيد على استباب الأمن فيها وآخرها التأكيد على الأمن والأمان في مطارها الدولي.
وأشار إلى قرار جديد صدر عن هيئة تنشيط السياحة يقضي بالبدء بالرحلات السياحية المباشرة إلى الأقصر بعد انقضاء فترة الصيف حيث إن الرحلات حاليا تصل القاهرة ومنها إلى الأقصر عبر الرحلات الجوية الداخلية.
وأضاف شكري أن الأقصر ستشهد في الفترة المقبلة العديد من الفعاليات المحلية والعالمية المتنوعة في مقابل حملة "مصر في قلوبنا" التي كانت قد أطلقتها الهيئة في عدد من المناطق المصرية مثل الاسكندرية وبورسعيد والأقصر واسوان بهدف تنشيط السياحة الداخلية.
وذكر شكري أنه برغم المخاوف الأمنية يتوافد الكثير من السياح إلى الأقصر، وتقوم العديد من وكالات السفر المصرية بتنظيم جولات على بعض الدول لترتيب خطوط سياحية جديدة إلى الأقصر.
وأضاف أن "العديد من البلدان ترسل وفودها السياحية إلى الأقصر بشكل اسبوعي، رغم المخاوف الأمنية التي تسببت بها الأحداث التي شهدتها مصر في العام الحالي والتي ضربت السياحة".
متحف كبير مفتوح
من جانبه، قال محمود الشريف الاستاذ المحاضر بكلية الآثار بجامعة القاهرة، للشرفة إنه "ليس غريبا أن يتم اختيار مدينة كالأقصر لتكون عاصمة للسياحة العالمية خصوصا وأن عمرها يفوق الـ 4000 عام بالاضافة إلى كونها تحتوي ما نسبته ثلث الآثار الموجودة في العالم والتي تعود إلى عصور مختلفة".
هذا بالاضافة إلى المتاحف المتعددة الاهتمامات المنتشرة فيها، كما أشار.
ولفت أيضا إلى الجهود الكبيرة المبذولة للحفاظ على الآثار المكشوفة والحفريات الجارية بالتعاون مع غالبية الجامعات المتخصصة من حول العالم، "مما حوّلها إلى متحف كبير مفتوح من النادر وجود مثيل له في العالم".
وأضاف أنه من مميزات الأقصر ايضا تمتعها بالبيئة النظيفة بعيدا عن التلوث الذي ضرب العديد من المحافظات المصرية، مما يجذب عددا كبيرا من الناس ليها.
ولفت الشريف إلى ان القرار الأخير يعتبر "عاملا مساعدا من الناحية الترويجية لاعتبار الاقصر تتمتع بالأمن التام وهذا الأمر تحديدا سيكون له الأثر الكبير بعودة الرحلات السياحية تدريجيا إلى مصر".
إعادة إطلاق السياحة الثقافية
وقال إن القرار الجديد من شأنه ان يعيد إلى الواجهة "السياحة الثقافية" التي تأثرت بنتيجة الإقبال الكبير على أنواع السياحة الأخرى كالسياحة الترفيهية والشواطئ.
واعتبر أن الأقصر تتمتع بوجود المواقع الاثرية، بالاضافة الى العديد من المسارح والامكنة التي تقام فيها المهرجانات العالمية كمهرجانات السينما الإفريقية والآسيوية والأوروبية.
بدوره، قال محمود المحمد، من غرفة شركات السياحة التابعة لوزارة السياحة، أن "الاستفادة من اختيار الأقصر كعاصمة للسياحة العالمية، سيكون له مردوده كمصدر للجذب السياحي لمصر ككل، بعد الإرهاب الذي ضربها".
ودعا في حديثه للشرفة إلى ضرورة التركيز على الدعاية الخارجية التي ستقوم بها المكاتب السياحية التابعة لوزارة السياحة، فضلا عن الدعم المتوقع من وزارة الخارجية من خلال السفارات المنتشرة في العواصم العالمية.
ولفت إلى العديد من الفعاليات والمؤتمرات البارزة التي ستستضيفها الأقصر في الفترة المقبلة ومنها موافقة المجلس التنفيذي لمنظمة السياحة العالمية بالإجماع، على استضافة مصر لفعاليات الجلسة 104 للمنظمة، بين 30 تشرين الأول/أكتوبر و1 تشرين الثاني/نوفمبر 2016.