صحة

ظهور مرض شلل الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين في ظل غياب اللقاحات

نبيل عبد الله التميمي من عدن

طفل يحصل على لقاح ضد شلل الأطفال في مركز الزهراوي في صنعاء بشهر تشرين الثاني/نوفمبر. [هيثم محمد/المشارق]

طفل يحصل على لقاح ضد شلل الأطفال في مركز الزهراوي في صنعاء بشهر تشرين الثاني/نوفمبر. [هيثم محمد/المشارق]

طالبت الحكومة اليمنية المنظمات الدولية بالمساعدة في مكافحة انتشار مرض شلل الأطفال الذي ظهر مجددا في محافظتين شماليتين تقعان تحت سيطرة الحوثيين (أنصار الله) المدعومين من إيران.

وفي آب/أغسطس، أفادت المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال بأنه تم الإعلان في اليمن عن ظهور شلل الأطفال مجددا وللمرة الأولى منذ استئصاله في العام 2006.

وذكرت وكيلة وزير الصحة العامة إشراق السباعي في بيانات صحافية نشرت في 8 تشرين الثاني/نوفمبر، أنه تم تسجيل 16 حالة بعد رفض الحوثيين وصول فرق التلقيح إلى محافظة صعدة التي تعتبر معقل الجماعة في شمالي اليمن، وذلك منذ أكثر من سنتين.

وظهرت حالات أخرى في محافظة حجة الشمالية.

ووجه وزير الصحة اليمنية ناصر باعوم أيضا أصابع الاتهام إلى الحوثيين في مسألة ظهور مرض شلل الأطفال مجددا في البلاد، قائلا إن الميليشيات عملت على نشر الشائعات ضد حملات التلقيح.

وقال في تصريحات ألقاها في مؤتمر فيديو مع منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسف في مطلع شهر تشرين الثاني/نوفمبر، إن "حملة [جماعة الحوثي] المؤذية استندت إلى فتاوى متطرفة لا تعي النتائج الكارثية لما تقوله".

يُذكر أن الأمم المتحدة سلمت شحنة من اللقاحات ضد شلل الأطفال لمدينة عدينة في 16 تشرين الثاني/نوفمبر. وبحسب اليونيسف، ضمت هذه الشحنة نحو 1.4 مليون جرعة من اللقاح.

وقالت المنظمة إن "هذه اللقاحات تأتي ضمن الاستعدادات لإطلاق حملة في البلاد لمكافحة مرض شلل الأطفال في اليمن خلال الأسابيع المقبلة"، مؤكدة أن كل طفل يستحق عيش حياة آمنة وصحية.

التلقيح أساسي

وبعد ظهور المرض مجددا، طالبت لجنة الطوارئ التابعة للحكومة الأمم المتحدة بتزيادة الضغط على الحوثيين ليسمحوا لفرق التحصين بإتمام عملها قبل أن ينتشر المرض في المحافظات الأخرى، مما سيشكل تحديا جديدا بالنسبة لليمن.

وفي هذا السياق، أكد أحمد المنظري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بالشرق المتوسط وتيد شيبان المدير الإقليمي لمنظمة اليونيسف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في بيان مشترك أن موجات تفشي مرض شلل الأطفال في اليمن هي نتيجة مستويات المناعة المنخفضة لدى الأطفال.

ولفت البيان إلى أنه لم يتم تنفيذ برنامج الأمم المتحدة للقضاء على مرض شلل الأطفال في المناطق المتضررة خلال السنتين الماضيتين.

وأشار إلى أن اليمن شهد ظهور آخر حالة من شلل الأطفال في عام 2005، محذرا من "أن الأطفال سيصابون بالشلل على مدى الحياة في حال لم يتم تلقيح كل طفل بالمناطق التي تعرف انتشار المرض".

وبحسب هيئة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، يعد شلل الأطفال مرضا ينتج عن فيروس شلل الأمراض ويسبب الإعاقة ويعرّض حياة الأطفال للخطر. وينقل الفيروس من شخص إلى آخر ويمكن أن يصيب الحبل الشوكي، متسببا بالشلل.

ʼجماعة الحوثي منعت التلقيحʻ

وبدوره، قال عبدالرقيب الحيدري وكيل وزارة الصحة اليمنية للمشارق إن "ميليشيا الحوثي تسببت بعودة ظهور حالات لأطفال مصابين بشلل الأطفال في صعدة وحجة. ومنعت فرق التحصين من الوصول إلى تلك المناطق تحت أعذار واهية".

وأشار إلى أن خطورة انتشار المرض تهدد سكان اليمن وسكان الدول المجاورة.

ومن جانبه، قال طارق هبه مدير مكتب الصحة في مديرية حيران بمحافظة حجة للمشارق إن هناك حوالي 4000 طفل في المديرية لم يخضعوا للتحصين من شلل الأطفال بسبب عدم توفر اللقاحات في المراكز الصحية.

وأكد على أهمية حملات التلقيح الدورية العامة، إضافة إلى تلقيح حديثي الولادة في كل المحافظات.

وفي هذا السياق، قال محمد زيدي وهو من سكان محافظة حجة ويعمل في القطاع العام، إنه توجه من حجة إلى صنعاء من أجل تلقيح ابنه الرضيع بعد سماعه بظهور حالات شلل الأطفال مجددا في مدينته.

وأضاف "لا يدرك الناس مدى خطورة مرض شلل الأطفال"، ذاكرا أن البعض قد لا يتنبهون للمسائل الصحية في ظل الأزمة الاقتصادية والتحديات التي يواجهونها لكسب لقمة العيش.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500