قال مسؤول محلي فلسطيني في حي الشجاعية يوم الاثنين، 6 كانون الثاني/يناير، إن الفلسطينيين في قطاع غزة يدفعون ثمنا باهظا بسبب الدعم الذي يقدمه النظام الإيراني والجماعات التابعة له لكبار المسؤولين في القطاع.
وأضاف في حديث للمشارق شريطة عدم الكشف عن هويته أن خفض التمويل المقدم لوكالة الأونروا قد أثّر بصورة كبيرة على العمل الإنساني الذي تقوم به الوكالة.
وقد تم الإعلان عن هذا الخفض في التمويل بعد أن بدأت منظمة حماس وجماعة الجهاد الإسلامي الفلسطينية التي يقع مقرها في دمشق في إصلاح علاقاتهما مع إيران وحزب الله اللبناني بعد سنوات من الخلافات حول الحرب السورية.
وكانت إيران تدعم كلا من منظمة حماس وجماعة الجهاد الإسلامي منذ وقت طويل. وهاتان الجماعتان مصنفتان على اللائحة الأميركية للمنظمات الإرهابية.
وأضاف المسؤول أن التحالف بين منظمة حماس وجماعة الجهاد الإسلامي وإيران لا يعبر عن المشاعر السائدة بين الفلسطينيين في قطاع غزة.
وأكد أن الفلسطينيين في قطاع غزة رحبوا بمقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.
حيث تناقل الناس في غزة صورا لتوزيع الحلوى في القطاع احتفالا بالمناسبة على منصات التواصل الاجتماعي عقب مقتل سليماني مباشرة.
التحالف مع إيران يضر الشعب
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت يوم 1 أيلول/سبتمبر 2018 أنها ستنهي كل التمويل الذي تقدمه لوكالة أونروا.
وتدعم هذه الوكالة أكثر من 5 مليون فلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان، بما في ذلك تقديم خدمات الرعاية الصحية والتعليم والخدمات الاجتماعية.
وكانت الولايات المتحدة أكبر مانح فردي للوكالة، حيث أنها قدمت 364 مليون دولار أميركي عام 2017 وتمول نحو 30 بالمائة من كل عملياتها في المنطقة.
ووفقا للمسؤول الذي يعمل في قطاع الصحة بغزة، فإن قرار وقف الدعم لوكالة الأونروا أو تقليصه لم يكن مقتصرا على الولايات المتحدة الأميركية، بل حذت حذوها دول أخرى، بعضها دول عربية.
وأوضح أن ذلك لعدة أسباب، أولها أن وزارة الخزانة الأميركية فرضت عقوبات على قيادات في الجهاد الإسلامي وحماس.
وتابع أن "السبب الآخر هو وجود مخاوف من استفادة تلك القيادات من المساعدات الإنسانية".
وذكر "لذا نحن نحاول الآن أن نجد طريقة أفضل يمكن من خلالها تقديم الدعم مباشرة الى الأسر المحتاجة في غزة. ورغم أنها مهمة شاقة ومعقدة، لكن القيادات التي اختارت الانضمام لإيران هي المسؤولة عن ذلك".
وتساهم قطر في جهود الإغاثة الإنسانية في غزة عن طريق توزيع دعم نقدي مباشرة للأسر المحتاجة.
وفي شهر تشرين الثاني/نوفمبر، بدأت البنوك البريدية في غزة في توزيع 7 مليون دولار أميركي في صورة منح صغيرة من قطر إلى 70 ألف أسرة فلسطينية فقيرة في المنطقة.
المعونات الغربية في غزة
وأشار المسؤول إلى أن سكان غزة، وكل الفلسطينيين المتأثرين من تراجع قدرات الأونروا في لبنان أو الأردن وسوريا، "باتوا يدركون أن سبب معاناتهم هو الخيارات السيئة التي اتخذتها قيادات سياسية وأخرى مسلحة بإقامة علاقات مع إيران وحزب الله".
بدوره، قال علي المناصير، وهو ناشط من غزة، إن الدول الغربية تريد "ضمانات ملموسة" من حزب الله من أنه سيوقف دعمه للجماعات في فلسطين وسوريا والعراق من أجل تسهيل وصول الأموال الى الفقراء والمحتاجين.
وأضاف أن "حزب الله يستغل [الفلسطينيين] لتحقيق المزيد من النفوذ والتوسع، بينما يدفع الناس ثمن ذلك لأن المانحين قلقون بشأن مصير مساعداتهم وأين تذهب بالنهاية".
من جانبه، قال أشرف خليل، وهو باحث فلسطيني بمركز المعلومات والأبحاث التابع لمؤسسة الملك الحسين بالأردن، إن الإيرانيين لم يقدموا أي شيء للفلسطينيين، حيث أن "مشاريع التعليم والصحة والتطوير كلها من مساهمات دول غربية وعربية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا واليابان ودول الخليج العربي".
وأضاف في حديث للمشارق أنه قبل إيقاف المساعدات الأميركية المقدمة لوكالة الأونروا، تولت الولايات المتحدة تمويل بناء مركز متكامل لتركيب الأطراف الصناعية غربي قطاع غزة لمساعدة ضحايا الحرب.
وذكر أن "الولايات المتحدة مولت أيضا مركزا لتعليم كبار السن ومركزا لتشغيل النساء بالخياطة"، وقدمت لوازم مدرسية للطلاب.
وأكد خليل أن دولا أخرى ساعدت في مشاريع أخرى، مثل حملات تلقيح الأطفال وترميم المنازل ومشاريع المياه والصرف الصحي.
وتساءل "السؤال الهام هنا هو: هل قامت إيران بتعويض هذا النقص؟"
وأجاب "بالتأكيد لا".
وأكد أن الإيرانيين ما زالوا يستخدمون الفلسطينيين "من أجل توسيع نفوذهم بالمنطقة وتكوين المليشيات التابعة لهم، وفي المقابل لم يأخذ الفلسطينيون منهم شيئا".
وحول السبل الكفيلة لمواجهة الأزمة المالية في قطاع غزة وداخل وكالة الأونروا نفسها، قال إن الحل يكمن في "إنهاء كل العلاقات" مع إيران.