أكد خبراء تحدثوا لموقع ديارنا أن زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) أبو بكر البغدادي فقد قدرته على حشد العناصر.
وقالوا إن حملة "لبوا النداء" التي أطلقها التنظيم في ريف الرقة ودير الزور لحث الشباب على الالتحاق بصفوفه ضد قوات سوريا الديموقراطية، لم تلق آذاناً صاغية.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أكد في تقرير نشره في 9 حزيران/ يونيو فشل الحملة التي نتجت عن مطالبة البغدادي العناصر بالتوجه إلى الرقة و"الدفاع عن أرض الخلافة".
وبالرغم من الانتشار الواسع للمنشورات والإعلانات التي تروج لهذه الرسالة في المساجد، إلا أنها بالكاد لاقت استجابة من قبل سكان المنطقة.
وفي هذا السياق، قال الصحافي السوري محمد العبدالله إن هذا الأمر غير مستغرب، "فحقيقة التنظيم انكشفت ومزاعمه عن إقامة الدولة الإسلامية انكشفت حقيقتها هي الأخرى".
وأكد أن أخبار الفظائع التي ارتكبها التنظيم بحق المدنيين انتشرت وبات معروفة في كل بيت، كما أنه من غير المرجح أن ينصاع اليوم من رفض الانضمام لداعش في الماضي.
وأضاف "أصبح التحرر من سيطرة داعش مسألة وقت فقط في سوريا، حيث باتت الرقعة التي يسيطر عليها التنظيم ضيقة جداً".
وتابع أنه في ظل الظروف الراهنة، تُظهر دعوة البغدادي للمدنيين بالقتال في صفوفه بأنه "مصاب بجنون العظمة".
آذان غير صاغية
وبدوره، قال محي الدين العقيدي وهو ناشط إعلامي من ريف دير الزور، إن الأهالي في مناطق أخرى خاضعة لسيطرة التنظيم استقبلوا دعوة داعش بالكثير من السخرية واللامبالاة.
وأضاف لديارنا "لم يتم رصد أي استجابة للدعوات التي تم إطلاقها من خلال المساجد والمنشورات التي وزعت في الطرقات للقتال في صفوف التنظيم للدفاع عن الرقة".
وأشار العقيدي إلى أن التنظيم "فرض التعتيم الإعلامي على مناطق سيطرته ومنع أي طرق للتواصل أو الحصول على الأخبار المتعلقة بهزائمه، خوفاً من فقدانه السيطرة على المدنيين والعسكريين التابعين له".
داعش تفقد هالتها
إلا أن أخبار الهزائم وصلت إلى المدينة بكافة تفاصيلها، مع أخبار عن استخدام التنظيم للمدنيين كدروع بشرية.
ومن جانبه، قال المحلل العسكري والخبير في شؤون القاعدة اللواء المتقاعد في الجيش المصري عبد الكريم أحمد، إن فشل دعوة البغدادي لحمل السلاح "ليس بالأمر المفاجئ على الإطلاق، فالتنظيم فقد هيبته والهالة التي أحاط نفسه بها".
وواجه التنظيم انقسامات داخلية وانشقاقات بعد أن تراجع عدد من عناصر داعش عن دعمهم للبغدادي للالتحاق بصفوف القاعدة وغيرها من الجماعات المسلحة التي تعتنق فكراً متطرفاً مشابهاً.
وأشار أحمد في حديث لديارنا إلى أن من سيقاتل في صفوف داعش في هذه الفترة هم فقط "من العناصر الأجنبية والعربية الذين فقدوا الأمل بالعودة إلى بلدانهم".
وأوضح أن هؤلاء يضمون عناصر سوريين تورطوا بأعمال التعذيب والإعدام العلني "وانفضحت هوياتهم".
وتابع "أصبحت مسألة بقاء التنظيم مرتبطة بحياتهم شخصياً".
وأكد أحمد أن "فشل التنظيم بالمحافظة على دولته المزعومة لا شك أنه أصاب عناصره بالإحباط، وخصوصاً العناصر الأجنبية التي تركت بلدانها وأصبحت غالبيتهم على القوائم السوداء العالمية الخاصة بالإرهابيين".