جيهان شيخ أحمد المتحدثة باسم عملية غضب الفرات في قوات سوريا الديموقراطية هي من أبرز المقاتلات اللواتي يحاربن تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش).
تأثرت ابنة الرقة منذ صغرها بسير العظماء من النساء، وقررت ان تكتب بدورها اسمها للتاريخ، فانتقلت من كونها فنانة موهوبة وعاشقة للحقوق والصحافة إلى قيادية بالقتال على الجبهات ضد داعش.
وعندما إندلعت الثورة السورية، كانت من بين النساء الأوائل المنضويات بوحدة حماية الشعب، وشاركت بتأسيس وحدات حماية المرأة في نيسان/ أبريل 2013.
وتعد وحدات حماية المرأة أول جيش نسائي في منطقة الشرق الأوسط، وإحدى مؤسسات قوات سوريا الديموقراطية التي أعلن عنها رسمياً بتشرين الأول/ أكتوبر 2015.
عن مسيرتها النضالية، وتطورات معركة الرقة ودور النساء فيها، تحدثت القيادية جيهان شيخ أحمد، وهي الآن تقود جيشاً من النساء على الخطوط الأمامية، في حوار خاص للمشارق.
المشارق: بداية، كيف تعرفين عن نفسك؟
أحمد: ولدت وكبرت بالرقة التي ترافقني كظلي أينما أكون اليوم.
كانت تسكن عائلتي بشارع إبراهيم هنانوغربي محطة القطار. كنا العائلة الكردية الوحيدة بالمنطقة، فترعرعت بين المكون العربي المتعدد، وهذا ما اغنى شخصيتي الثقافية.
درست الفنون الجميلة، ودّرست لسنوات عديدة بمدارس المدينة.
عشت طفولة سعيدة، أمضيت معظمها بقراءة سير العظماء، لاسيما النساء، فتأثرت بهن، وقررت أن أكون ذات يوم فخراً لكل إمرأة. ساعدتني القراءة على تكوين وعي مبكر.
المشارق: ما الذي دفعك للقتال والمشاركة بتأسيس وحدة حماية المرأة فقوات سوريا الديموقراطية؟
أحمد: الثورة بحد ذاتها، وما تلحقه داعش من ظلم بحق النساء والشعب.
إنضميت بداية في 2011 لوحدات حماية الشعب، وشاركت بقتال داعش والنصرة على جبهات أروج أفا، وأصبت إصابة بليغة بمعركة مدينة سريه كانيه [رأس العين] نهاية 2012.
وإنتقلت للعلاج بالرقة، ولأغادرها بعد دخول الجيش الحر لمنطقة الجزيرة فمدينة رأس العين.
وجدت ومجموعة من القياديات ضرورة تأسيس وحدة لحماية المرأة لرفع ظلم داعش عنها، ولمنحها الثقة بنفسها وقدراتها.
نظمنا مؤتمراً اكاديمياً في 2 نيسان/ أبريل 2013، إتخذنا فيه قرارات مهمة، منها إطلاق وحدة حماية المرأة وتطوير قدراتها، لتكون مشاركتها بالثورة فاعلة وريادية.
أردنا أن تثق المرأة بنفسها والتعرف على شخصيتها وتاريخها.
ما يحصل بسوريا وبمدينتي الرقة، وما ترفل به ذاكرتي من خيالات طفولية، عوامل تدفعني للقيام بكل ما أقوم به اليوم.
المشارق: ماذا أعطتك مشاركاتك كمقتالة وقيادية؟
أحمد: أعطتني كل الحملات التي شاركت بها للآن تجربة ميدانية قوية. أعطتني ثقة كبيرة بنفسي وبالمرأة الكردية والسورية.
كما عمقت إيديولوجيتي حول أهمية التعايش بين جميع مكونات الشعوب، لاسيما وأني خبرت ذلك.
المشارق: ما هي دوافعك للمشاركة بقوة بمعركة إستعادة الرقة وتحريرها من داعش؟
أحمد: كنت بالرقة حين دخلها الجيش الحر، وشهدت للمعاناة. غادرتها، وبقيت عائلتي التي عاشت لعامين تحت سيطرة داعش [...] وشهدت عائلتي على فظاعة داعش وقتلها وجلدها الأبرياء.
تأثرت كثيراً بما روته لي عائلتي بعد فرارها من الرقة لكوباني بعد تحريرنا لها.
روى لي أبن شقيقتي كيف كانت داعش يقطع رؤوس الناس. وأخبرتني شقيقتي أن عناصر داعش، وكقصاص، كانوا يجمعون الأطفال عنوة ليشهدوا على قطع الرؤوس، لزرع ثقافة الرعب والقتل بقلوبهم.
ما سمعته منهم، وتعرض آلاف النساء لتهديدات داعش يشكلان دافعاً قوياً لأكون بواجهة المعركة المرتقبة. من واجبي الإنساني والوطني أن أكون بطليعة حملة الرقة، لأنها مدينتي التي أعرفها.
من واجبنا كوحدات حماية المرأة وقوات سوريا الديموقراطية تحريرهن، ورفع الظلم عنهن أينما كن، كما عن سائر المواطنين.
المشارق: كيف تصفين إستعدادتك لهذه المعركة؟
أحمد: أعيش لحظات تاريخية. تسبقني حماستي المفرطة إليها، لأنني لا أقبل بأن تكون مدينتي عاصمة لمخططات داعش المدمرة واللأخلاقية. أترقب الوقت لتحريرها، لأنها مدينة طفولتي ومدينة التعايش والسلام.
ما يحصل فيها اليوم مؤلم جداً، وسننتقم للمرأة والشعب. استعد لها بمعنويات عالية جداً، وبإصرار وحماس كبيرين، لا يمكن وصفهما بكلمات.
أفتخر بمشاركتي بالمعركة، ويفتخر بي أهالي الرقة من نساء ورجال.
وقد إلتقيت مؤخراً بسيدة فرت من فترة من الرقة، وقالت لي أنها تفتخر بنفسها لكونها إمرأة في كل مرة تراني.
يسعدني هذا الكلام، ويدفعني للمزيد من النضال من أجل المرأة ولتاريخها ولوطني وشعبي وأرضي.
سأترجم بمعركة الرقة تجارب السنوات الماضية، إذ تطورت عسكرياً وإيديولوجياً وسياسياً وثقافياً.
نستعد مع قوات سوريا الديموقراطية وبدعم دولي لحملة تاريخية، وسيكون لنا كنساء دور ريادي فيها.
المشارق: ماذا على صعيد المقاتلات عدداً وقدرات قتالية لحملة غضب الفرات؟
أحمد: يزداد عدد المقاتلات في كل مرة نحرر فيها قرى ومناطق كانت تحت سيطرة داعش.
وتشارك 10 آلاف إمرأة بالحملة، يقابلها عدد مماثل يتلق التدريب على إستعمال السلاح.
وإنضم لحملتنا خلال المراحل الثلاث من حملة غضب الفرات آلاف النساء بعمر النضوج، ويحملن السلاح.
إنهن متحمسات للمعركة، لدرجة أن إحدى الفتيات المحررة حديثاً، قالت إنها كما نحن حررناها، تريد تحرير غيرها من النساء.
وتخضع المنضويات حديثاً للحملة من القرى المحررة، لتدريبات عسكرية وكيفية إستعمال السلاح، بمقابل التدريب الأيديولوجي لتكون مشاركتهن فاعلة، ولخلق روح القيادة فيهن.
المشارق: ماذا في جديد تطورات معركة الرقة؟
أحمد: أنجزنا لليوم ثلاث مراحل منها، فحررنا ريف الرقة الشمالي والغربي والشرقي. قطعنا طريق الإمدادات لداعش والتي تربط دير الزور بالرقة، بهدف محاصرتها من الجهات الثلاث.
علماً أن طبيعة المنطقة الجغرافية صعبة، وتمتد على مساحة شاسعة.
كما قطعنا الطريق التي تربط الطريق الإستراتيجية بالموصل.
ويعمل رفاقنا راهناً على محورين، الأول محور أبو خشب إذ يمشطون قرى نهر الفرات بالريف الشرقي، ومحور بيرهبة بريف الرقة الشرقي، حيث تسجل إشتباكات عنيفة ببلدة الكرامة التي يتمركز فيها داعش.
ونعمل للإطباق على الجهة الرابعة من الرقة لتحريرها.
المشارق: ما الكلمة التي توجهينها للمرأة السورية إنطلاقاً مما تمثلينه اليوم بنظرهن؟
أحمد: أقول لها أن تفتخر بنفسها لما تمثله من فلسفة حياة حرة، وأن تكتشف ذاتها وما تتمتع به من قدرات ومؤهلات.
وأناشد المرأة السورية أينما كانت الإنضمام للثورة لصنعها.
ونريدها أن تكون رائدة ومشاركة بولادة سوريا الحرة التي ستتمثل فيها مكونات المجتمع.
وأقول لها إنها هي التي تلد وتعطي الحياة وتجسدها، وعليها الإنضمام للثورة بإرادتها وهويتها. إنها من يصنع الثورة والتاريخ وهي من سيكتب التاريخ الجديد.
حكي فاضي هل قلة الذكور في هذا الزمن تقود الامرأة الى سير المعارك شي فضيع
الرد1 تعليق