حاصرت قوات سوريا الديموقراطية مدينة منبج شمال محافظة حلب يوم الجمعة، 10 حزيران/يونيو، في ضربة قاصمة لتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش).
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، إن المئات من المدنيين فروا من المدينة يوم الأحد بمساعدة قوات سوريا الديموقراطية التي "نقلتهم إلى مناطق أكثر أمنا".
وأضاف أن نحو "800 مدني فروا سيرا على الأقدام باتجاه المناطق التي يسيطر عليها تحالف قوات سوريا الديموقراطية جنوب البلدة".
وأكد مقتل ما لا يقل عن 223 مقاتل من داعش و28 من جنود قوات سوريا الديموقراطية منذ أن بدأ هجوم التحالف ضد منبج في 31 أيار/مايو.
ونجح التحالف المسلح حتى الأن بتحرير عدد كبير من القرى والمزارع المحيطة بمنجب، وباتت قواته على بعد بضعة كيلومترات من المدينة.
داعش محاصرة من ثلاث جهات
وفي حديث للشرفة، قال غسان ابراهيم وهو قائد فصيل في المجلس العسكري لمدينة منبج وريفها، إن قوات سوريا الديموقراطية وبالتنسيق التام مع الفصائل العسكرية التابعة لمجلس منبج العسكري، ستواصل العمليات العسكرية ضد داعش حتى تحرير المدينة وريفها بالكامل.
وأكد أن القوات البرية تنسق مع طيران التحالف الدولي وتتلقى دعمه الكامل من خلال استهداف مراكز داعش في المنطقة بغارات جوية.
وأضاف أن القوات أصبحت على مشارف مدينة منبج من ثلاث جهات بمسافات تتفاوت بين 5 و7 كيلومترات تقريبا، مشيرا إلى سقوط عشرات القتلى بين عناصر تنظيم داعش منذ بدء العملية.
وأضاف أن القوات أصبحت على مشارف مدينة منبج من ثلاث جهات بمسافات تتفاوت بين 5 و7 كيلومترات تقريبا، مشيرا إلى سقوط عشرات القتلى بين عناصر تنظيم داعش منذ بدء العملية. ، وأكد أن "40 قرية ومزرعة تابعة لريف منبج أصبحت بيد قوات سوريا الديموقراطية، ولم يتبق لعناصر داعش الا الجهة الجنوبية من مدينة منبج للفرار منها باتجاه مدينة الباب وبلدة الراعي، وذلك بعد السيطرة التامة على الجهات الشمالية والشرقية والغربية للمدينة".
ولفت إبراهيم إلى رصد هروب العديد من السيارات من المدينة، مرجحا أنها تنقل عوائل مقاتلي التنظيم تمهيدا لنقلهم إلى مدينتي جرابلس والرقة.
وقال إن "عناصر تنظيم داعش دخلوا إلى قرية الدادات مرتدين ثيابا عسكرية شبيهة بثياب قوات سوريا الديموقراطية، فما كان من الأهالي إلا أن خرجوا لاستقبالهم معبرين عن فرحتهم لخلاصهم من تنظيم داعش فأطلقوا النار عليهم بشكل عشوائي وسقط العديد منهم بين قتيل وجريح".
وأضاف أن قرية الدادات التي تقع على الطريق السريع وتربط بين منبج وجرابلس، باتت الأن تحت سيطرة قوات سوريا الديموقراطية.
وقال إن لمدينة منبج أهمية استراتيجية اذ تعتبر نقطة الوصل بين مدينة الرقة وبقية مناطق سيطرة داعش، خصوصا الباب جنوبا وجرابلس شمالا، وصولا إلى الحدود التركية – السورية.
ولهذا، أضاف إبراهيم، ستجعل السيطرة على منبج من مناطق سيطرة التنظيم المتبقية "جزرا منعزلة من السهل تحريرها".
تكريم القائد فيصل أبو ليلى
من جانبه، قال عبد الفتاح نصرالدين، وهو من عناصر كتائب شمس الشمال، إن العديد من عناصر قوات سوريا الديمقراطية سقطوا خلال المواجهات مع داعش إما خلال المعارك المباشرة أو بسبب القصف العنيف الذي استهدفهم أو بسبب الألغام الأرضية التي زرعها التنظيم قبيل وأثناء المعارك.
ولفت للشرفة إلى أن "أبرز هؤلاء الشهداء هو مؤسس وقائد قوات شمس الشمال فيصل أبو ليلى، واسمه الحقيقي هو فيصل عبدي سعدون، وهو أيضا من مؤسسي قوات سوريا الديمقراطية البارزين وكان له دور مهم أيضا بتأسيس مجلس منبج العسكري ".
وأضاف نصرالدين: "اكتسب الراحل شهرته كمقاتل شرس ضد تنظيم داعش بعد مشاركته اللافتة في معارك مدينة كوباني ودوره المهم في عملية تحريرها رغم تعرضه للإصابة أكثر من مرة برصاص عناصر التنظيم".
وتابع نصرالدين أن أبو ليلى استهدف بصاروخ حراري موجه خلال المعارك الجارية أثناء تواجده في قرية خفية ابو قلقل بريف منبج. وتم نقله إلى مستشفى السليمانية في العراق بواسطة مروحية عسكرية لتلقي العلاج، إلا أنه توفي متأثرا بجراحه في 5 حزيران/يونيو.
وقال إن الحملة الحالية لتحرير منبج تم تسميتها بـ "عملية القائد فيصل أبو ليلى"، تيمنا بالقائد الراحل.
مخاوف من معارك ضارية وسط المدينة
أما الصحافي السوري محمد الخطيب وهو عضو في مركز حلب الاعلامي، فقال إن قوات سوريا الديموقراطية وقات مجلس منبج العسكري تقدمت بشكل كبير باتجاه مدينة منبج بعد المساعدة الكبيرة التي تلقتها من طائرات التحالف الدولي.
وأشار للشرفة إلى أن "القوة الرئيسة لتنظيم داعش ليست في منطقة ريف منبج حيث تجري المعارك بل داخل المدينة حيث توجد تجمعات كبيرة لعناصر التنظيم بالإضافة إلى الأسلحة الثقيلة".
وأعرب الخطيب عن قلقه على الأوضاع الإنسانية للأهالي، حيث استطاع عدد من المدنيين الفرار إلى مناطق أخرى، لكن آخرين ما زالوا في قلب المدينة.
وتوقع أن تصبح المعارك داخل المدينة في حال اندلاعها أشرس وأقوى وتحولها إلى "حرب شوارع".
وأكد أن نتيجة هذه المعارك قد تكون سقوط عدد كبير من المدنيين، بالإضافة إلى موجة تهجير كبيرة قد تصيب السكان الذين يقارب عددهم أكثر من 120 ألف نسمة.