أمن

المقاتلة سوخوي أداة غير فعالة بيد سلاح الجو الروسي

فريق عمل المشارق

أفراد طوارئ روس يرفعون ركام طائرة عسكرية طراز سوخوي سو-34 من موقع التحطم في ساحة منطقة سكنية في بلدة ييسك بجنوب غرب روسيا يوم 18 تشرين الأول/أكتوبر. وقالت روسيا إن 'عطلا فنيا' ربما كان السبب وراء تحطم الطائرة وارتطامها بعمارة سكنية في ييسك بالقرب من أوكرانيا. [وكالة الصحافة الفرنسية]

أفراد طوارئ روس يرفعون ركام طائرة عسكرية طراز سوخوي سو-34 من موقع التحطم في ساحة منطقة سكنية في بلدة ييسك بجنوب غرب روسيا يوم 18 تشرين الأول/أكتوبر. وقالت روسيا إن 'عطلا فنيا' ربما كان السبب وراء تحطم الطائرة وارتطامها بعمارة سكنية في ييسك بالقرب من أوكرانيا. [وكالة الصحافة الفرنسية]

تستمر روسيا في نشر طائراتها القاذفة-المقاتلة طراز سوخوي سو-34 في الخطوط الأمامية على الرغم من أنها أثبتت في الغالب عدم جدواها ضد الطائرات الغربية الحديثة وتكبدها خسائر فادحة في أوكرانيا.

وأورد عملاق التكنولوجيا الحكومي شركة روستيك، التي تمتلك شركة يو إيه سي يوم 1 حزيران/يونيو، إن الأخيرة سلمت دفعة جديدة من القاذفات طراز سو-34 إلى القوات الجوية الروسية.

وقال المكتب الصحافي لشركة يو إيه سي في بيان على قناته على تليغرام إن الشركة سلمت الطائرات "الرائعة" إلى وزارة الدفاع الروسية بعد مجموعة من الاختبارات الأرضية والجوية. لكن البيان لم يحدد عدد الطائرات التي تم تسليمها.

ويزعم البيان أن "الطائرة سو-34 تتميز بقدرات قتالية واسعة، ما يمكنها من استخدام ذخائر متقدمة تطلق من الجو وزيادة مدى الضرب ضد الأهداف البرية والبحرية وتوسيع أحوال ودقة دورات القذف".

طائرة روسية طراز سوخوي سو-34. [أرشيف]

طائرة روسية طراز سوخوي سو-34. [أرشيف]

ضابط صحافي من الجيش الأوكراني يعرض حطام طائرة روسية طراز سو-34 في نقطة تجميع للمركبات الروسية المدمرة بمصنع علف حيواني في بلدة ليمان التي تمت استعادتها مؤخرا بمنطقة دونتسك، يوم 5 تشرين الأول/أكتوبر. [ياسويوشي شيبا/وكالة الصحافة الفرنسية]

ضابط صحافي من الجيش الأوكراني يعرض حطام طائرة روسية طراز سو-34 في نقطة تجميع للمركبات الروسية المدمرة بمصنع علف حيواني في بلدة ليمان التي تمت استعادتها مؤخرا بمنطقة دونتسك، يوم 5 تشرين الأول/أكتوبر. [ياسويوشي شيبا/وكالة الصحافة الفرنسية]

وأضاف أن "قاذفات الخطوط الأمامية سو-34 تمثل جزءا رئيسا في القدرة الهجومية الجوية الروسية على الخطوط الأمامية".

ولطالما روجت روسيا للقاذفة-المقاتلة متعددة المهام الأسرع من الصوت، وذلك على الرغم من المشاكل التي واجهت تطويرها وتاريخها القتالي المخيب للآمال.

وتُعرف هذه الطائرة أيضا باسم "داكلينج" أو "هيلدوك" أو "بلاتيبوس" بسبب شكل أنفها وجسم الطائرة الأمامي.

وكانت طائرة المدى المتوسط هذه، التي تضم محركين ومقعدين متجاورين، قد اختبرت للمرة الأولى في عام 1990 وحققت وضع الاستخدام العملياتي في عام 2014، أي بعد 24 عاما.

الخسائر

وكان الهدف من هذه الطائرة، التي طورت في الأصل للاستخدام في عمليات النشر التكتيكي ضد الأهداف البرية والبحرية، أن تحل محل القاذفة التكتيكية سو-24 والقاذفة الهجومية البحرية الاستراتيجية طويلة المدى طراز تو-22م اللتين يعود تاريخهما للحقبة السوفياتية.

إلا أن روسيا لم تتمكن من تصنيع إلا 148 طائرة قادرة على القيام بالعمليات لتحل محل أسطولها من الطائرات سو-24 الذي يتكون من أكثر من 1400.

والشيء الذي فاقم الأمور هو أن روسيا قد خسرت أكثر من 10 بالمائة من أسطولها طراز سو-34 في غزوها لأوكرانيا.

فمنذ بدء الغزو في شباط/فبراير 2022، خسرت القوات الجوية الروسية 21 طائرة على الأقل من هذا الطراز، أو ما يعادل سربين، وفقا لأوريكس، وهو موقع استخبارات مفتوح المصدر يجمع الأدلة على خسائر العتاد العسكري في أوكرانيا.

فالمقاتلة من طراز سو-34 على الأخص تكبدت في الأشهر الأخيرة خسائر فادحة عدة .

ففي 17 تشرين الأول/أكتوبر، تحطمت طائرة سو-34 ببناية سكنية أثناء رحلة تدريبية في مدينة ييسك بجنوب روسيا، حيث انفجرت عند ارتطامها بالبناية، ما أسفر عن مقتل 15 شخصا.

وفي أواخر شهر تشرين الثاني/نوفمبر، تم العثور على بقايا مقاتلة روسية طراز سو-34 في كوبيانسك بخاركيف بعد أن أسقطت القوات الأوكرانية الطائرة في أيلول/سبتمبر.

ويوم 25 كانون الثاني/يناير، أظهر شريط فيديو نشر على الإنترنت موقع تحطم طائرة أخرى من نفس الطراز أسقطت في موقع غير معلن في أوكرانيا.

وفي 3 آذار/مارس، أسفر حادث نيران صديقة فوق يناكييف في منطقة دونتسك عن خسارة طائرة أخرى من نفس الطراز وأحد أفراد الطاقم.

وفي 13 أيار/مايو، تحطمت طائرتان روسيتان طراز سو-34 وسو-35 في منطقة بريانسك في روسيا بالقرب من الحدود الأوكرانية.

وفي الأشهر الأخيرة، تعرضت طائرات من طراز سو-34 أيضا لعدد من الحوادث المحرجة.

ففي نيسان/أبريل على سبيل المثال، قصفت طائرة من هذا الطراز عن طريق الخطأ مدينة بيلغورود الروسية، ما خلف حفرة ضخمة في مركز المدينة.

القنابل 'الغبية' ونظام التموضع العالمي

يبدو أن الطائرات طراز سو-34 غير مجهزة إلى حد بعيد للقيام بأدوارها الهجومية البرية والجوية بصورة فعالة.

فبسبب نقص الذخائر محكمة التوجيه، تم تسليح الطائرات سو-34 بصورة كاملة بالقنابل "الغبية"، حسبما أورد موقع آفيشين غيك كلوب في آذار/مارس 2022.

وأضاف الموقع أن مقاتلة "الأدوار المتعددة" شوهدت بدون صاروخ جو-جو واحد على الرغم من وجود الأسلحة الاعتراضية الأوكرانية.

كما تم أيضا إعادة تجهيز الطائرات الروسية المسقطة طراز سو-34 بمستقبلات بدائية لنظام التموضع العالمي (جي بي إس) لأن أنظمة الملاحة الداخلية بها غير فعالة.

وكان وزير الدفاع البريطاني بن والاس قد قال في أيار/مايو 2022 إن "مستقبلات نظام التموضع العالمي وجدت مثبتة بشريط لاصق على لوحات العدادات في المقاتلات الروسية طراز سو-34 التي تم إسقاطها، حتى يتسنى للطيارين معرفة مكانهم وذلك نظرا للجودة السيئة لأنظمتهم".

والأنظمة الأخرى في الطائرة سو-34 تجعلها أيضا غير فعالة في حالة مواجهة الطائرات الغربية.

ونظرا لأن رادار الطائرة لا يستطيع رصد طائرة أخرى إلا على مسافة 75 ميلا (120 كم)، مقارنة بطائرات سلاح الجو الأميركي طراز إف-35 أو إف-22 التي تستطيع رصد الطائرات على مسافة 400 ميل (643 كم) ، فإنه يلزم أن ترافق مقاتلات أخرى الطائرة طراز سو-34.

إخفاق الأداء

ويعتبر أداء مدى الرادار ذلك أسوأ من الرادار الأصلي طراز AN/APG-70 في الطائرة إف-15ئي إيغل، التي قورنت هي نفسها بالطائرة سو-34 التي دخلت الخدمة في العام 1976.

فكلا الطائرتين مصممتان لأداء مهام جو-جو وجو-أرض، وكلاهما بها قمرة قيادة لفردي طاقم، لكن محللي الطيران يقولون إن المقارنات تنتهي عند ذلك الحد.

فالمقاتلة إف-15 نفذت ما يزيد عن 100 عملية قتالية بدون خسائر في العمليات القتالية الجوية، في حين أن الطائرة سو-34، مثلما شوهدت في أوكرانيا، ليست قادرة على القيام بعمليات قتالية جو-جو.

وعلاوة على ذلك، فإن نظام الملاحة بالطائرة إف-15 يستخدم جيروسكوب ليزري ونظام تموضع عالمي ليرصد باستمرار وضع الطائرة ويقدم المعلومات للحاسوب المركزي والنظم الأخرى، بما في ذلك خريطة متحركة رقمية في قمرتي الطيران.

ويتيح رادار الطائرة إف-15ئي الحديث المتخصص للطواقم الجوية رصد الأهداف الأرضية من مسافات بعيدة، بينما يمنح نظام ملاحة الارتفاع المنخفض والأشعة دون الحمراء للاستهداف الليلي للطائرة دقة لا مثيل لها في إطلاق الأسلحة ليلا أو نهارا وفي الطقس السيئ.

ولدى المقاتلة إف-15، التي نشرت للمرة الأولى في خضم الحرب الباردة، سجل قتالي استثنائي وقد أثبتت قوتها في أجواء الشرق الأوسط.

فقد استخدمت المقاتلة بصورة موسعة في حرب الخليج، حيث يرجع لها الفضل في تدمير 60 بالمائة من القوة الإجمالية للحرس الجمهوري العراقي.

ومنذ ذلك الحين، شاركت في العمليات ضد الجهات الفاعلة من غير الدول، بما في ذلك تنظيم 'الدولة الإسلامية' (داعش) ، في المنطقة الأوسع.

وفي آذار/مارس، وبعد ساعات من ضرب مسيرة إيرانية انتحارية قاعدة عسكرية أميركية في سوريا، نشرت القيادة المركزية الأميركية طائرة طراز إف-15ئي لتنفيذ ضربات انتقامية ضد الفصائل التي تدعم الحرس الثوري الإيراني.

هل أعجبك هذا المقال؟

2 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500

لو اللي كاتب المقال إسرائيلي يمكن يكون أكثر موضوعيه من هذا

الرد

تقرير كله مغالطات ، لان السو ٣٤ طائرة قاصفة فمن الطبيعي ان لا تحتوي رادار يكشف الطائرات من مديات بعيدة ، اما بخصوص السجل القالي للاف ١٥ فالعراق اسقط واحدة في عام ١٩٧٩ في المنطقة الغربية ، وأبلغت الحكومة السعودية عن إكتشاف الحطام داخل أراضيها ، الا ان طائرات هليكوبتر إسرائلية رفعت الحطام كله بعد ساعات قليلة من إسقاطها

الرد