تكنولوجيا

المقاتلة الروسية سو-35 لا تضاهي بمواصفاتها الطائرات الحربية المنافسة

فريق عمل المشارق

متفرجون ينظرون إلى مقاتلة روسية من طراز سو-35 أثناء تحليقها خلال استعراض جوي في إسطنبول يوم 17 أيلول/سبتمبر 2019. [ياسين اكغول/وكالة الصحافة الفرنسية]

متفرجون ينظرون إلى مقاتلة روسية من طراز سو-35 أثناء تحليقها خلال استعراض جوي في إسطنبول يوم 17 أيلول/سبتمبر 2019. [ياسين اكغول/وكالة الصحافة الفرنسية]

تشير أدلة متزايدة إلى أن المقاتلة الروسية الصنع سو-35 ليست على قدر المساواة مع الكثير من الطائرات الحربية الأخرى وحتى تلك التي تم تصنيعها منذ عقود طويلة، وذلك رغم إدعاءات الكرملين بعكس ذلك.

وللرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزارة الدفاع التابعة له تاريخ حافل بالتفاخر بحداثة العتاد الروسي، ولكن كما أثبتته الحرب في أوكرانيا يمكن بسهولة التفوق على التكنولوجيا والعتاد العسكري الروسيين في ساحة المعركة.

وفي أوكرانيا التي غزتها روسيا بشكل غير قانوني منذ شباط/فبراير الماضي، أسقطت القوات الأوكرانية عددا من طائرات سو-35 في خطوة أحرجت القادة الروس.

وكشفت مؤسسة رند البحثية في تقرير صدر في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، احتمال أن تكون روسيا قد فقدت سربين من طائرات سو-35 في أوكرانيا. ويمكن أن يضم سربان ما يصل إلى 30 طائرة من الطائرات عالية الثمن.

مقاتلة روسية من طراز سو-35 تهبط في قاعدة حميميم العسكرية الروسية في محافظة اللاذقية السورية يوم 26 أيلول/سبتمبر 2019. [ماكسيم بوبوف/وكالة الصحافة الفرنسية]

مقاتلة روسية من طراز سو-35 تهبط في قاعدة حميميم العسكرية الروسية في محافظة اللاذقية السورية يوم 26 أيلول/سبتمبر 2019. [ماكسيم بوبوف/وكالة الصحافة الفرنسية]

وأشارت رند في المقال نفسه إلى أن "روسيا فشلت في الحصول على أدنى حد من التفوق التشغيلي أو التكتيكي على أرض المعركة من الجو".

ومن جانبها، توقعت وزارة الدفاع البريطانية في تشرين الثاني/نوفمبر أن تواجه القوات الجوية الروسية المزيد من المصاعب "في الأشهر القليلة المقبلة".

وقالت الوزارة على تويتر "من المحتمل أن تكون خسائر طائرات روسيا [في أوكرانيا] تفوق بشكل كبير قدرتها على تصنيع هياكل طائرات جديدة".

وأضافت أن "الوقت المطلوب لتدريب الطيارين الأكفاء يقلل بشكل إضافي من قدرة روسيا على تجديد قدرتها الجوية القتالية".

سو-35 مقارنة برافال

وتم تسليط الضوء على شوائب سو-35 بشكل أكبر عام 2021، عندما بدأت مصر مفاوضات لشراء الطائرة المقاتلة.

وبحسب العديد من التقارير والمحللين، فأن قدرات إلكترونيات الطيران المحدودة داخل المقاتلات الروسية سو-35 فلانكر-إي تعيق بشدة قدرتها على تنفيذ المهام الموكلة إلى طائرات الجيل الرابع.

وقال الكاتب المتخصص بشؤون الطيران توم كوبر بحسب مقال نشرته مجلة فوربس عام 2022، "طلبوا بعد ذلك طائرات سو-35، ليدركوا أنها مجهزة برادار يعمل على مجموعة الماسحات الإلكترونية الضوئية السلبية وسيتعين عليهم الانتظار لسنوات (ودفع المزيد من الأموال) حتى يتمكن الروس من تطوير رادار مناسب يعمل على مجموعة الماسحات الإلكترونية الضوئية الإيجابية".

وتعد سو-35 الطائرة الرئيسة الوحيدة من الجيل الرابع التي لا تمتلك خيار رادار يعمل على مجموعة الماسحات الإلكترونية الضوئية الإيجابية، علما أن هذه نسخة تالية أكثر تقدما وتعقيدا من تكنولوجيا مجموعة الماسحات الإلكترونية الضوئية السلبية الأصلية.

وتتمتع الرادارات العاملة على مجموعة الماسحات الإلكترونية الضوئية الإيجابية بمدى أطول وقدرة أعلى على اكتشاف الأهداف الأصغر ومقاومة أفضل للتشويش، مقارنة بالرادارات العاملة على مجموعة الماسحات الإلكترونية الضوئية السلبية.

ويعني ذلك أن طائرات الجيل الرابع الأخرى المجهزة برادارات عاملة على مجموعة الماسحات الإلكترونية الضوئية الإيجابية، قادرة على الأرجح على اكتشاف سو-35 والاشتباك معها خارج النطاق المرئي قبل أن تتمكن من الرد.

وقال كوبر "علاوة على ذلك، أجروا بعد ذلك اختبارا مستخدمين على ما يبدو أول طائرتين أو 3 طائرات سو-35 سلمت لمصر مقابل مقاتلات رافال التابعة لهم، واتضح أن تقنية رادار سو-35 العاملة على مجموعة الماسحات الإلكترونية الضوئية السلبية لا تضاهيها"، في إشارة إلى معركة وهمية أجرتها مصر عام 2021.

وأضاف أن الاختبار المصري أثبت أن نظام التدابير المضادة في رافال "تغلب بسهولة" على نظام رادار سو-35.

وتابع كوبر "ببساطة لم يكن هناك جدوى من دفع ثمن ما هو أدنى جودة من الطائرات الغربية من الجيل 4.5 المتاحة".

هذا وأشار محللون آخرون إلى التجربة التي مرت بها مصر.

فكتب المحلل في مجال الأمن الدولي سيباستيان روبلين لموقع بزنس إينسايدر في آب/أغسطس الماضي، أن "مفعول رادار مقاتلة سو-35 المهاجمة أبطل بمفعول التشويش الدفاعي الصادر عن مجموعة الحرب الإلكترونية طراز إف 3 آر سبكترا بالمقاتلة رافال... فتحركت رافال لاستهداف سو-35 وإسقاطها في المناورة التجريبية".

العجز عن مضاهاة مثيلاتها

يُذكر أن تفوق أنظمة الرادار العاملة على مجموعة الماسحات الإلكترونية الضوئية الإيجابية يعني أن سو-35 المجهزة بأنظمة رادار عاملة على مجموعة الماسحات الإلكترونية الضوئية السلبية، لديها فرصة ضئيلة بإلحاق الهزيمة بمقاتلة منافسة.

وعلى سبيل المثال، تتمتع مقاتلة إف-16 فايتينغ فالكون الأميركية مع تقنية رادارها العاملة على مجموعة الماسحات الإلكترونية الضوئية الإيجابية من نوع إيه إن/إيه بيه جي-83 بمزايا مهمة مقارنة بطائرة سو-35.

ويعود ذلك إلى مدى إيه إن/إيه بيه جي-83 الذي يبلغ 370 كيلومترا، مقارنة بمدى 200 كيلومتر لإيربيس-إيه في نطاق البحث العادي.

وتتمتع حتى مقاتلات إف-16 المجهزة برادار إيه إن/إيه بي جي-68 الأقدم وهي تقنية ابتكرت قبل عقود، بنطاق اكتشاف يبلغ 296 كيلومترا.

وفي ظروف أخرى عديدة، أثبتت سو-35 أنها لا تضاهي منافساتها من الطائرات المقاتلة.

وكتب المحلل في شؤون الطيران أبيروب سينغوبتا عام 2020، أن نظام التحكم في النيران للبحث والتعقب بالأشعة تحت الحمراء طراز أو أل أس-35 في المقاتلة سو-35 هو "النظام الأقل قوة في أية مقاتلة حديثة"، في إشارة إلى مقاتلات الجيل الرابع الأخرى المصنوعة في الولايات المتحدة وأوروبا.

وتستطيع المقاتلات استخدام البحث والتعقب بالأشعة تحت الحمراء للكشف عن توقيع الأشعة تحت الحمراء للأهداف، الذي يتألف من الحرارة التي تولدها المحركات والحرارة الاحتكاكية المولدة بين الجو والطائرة.

ولفت سينغوبتا إلى أن أو أل أس-35 يستخدم جهاز استشعار غير عاكس يعمل بالأشعة دون الحمراء ويحد إلى حد كبير من عدد الأهداف التي يستطيع تعقبها، مضيفا أن نظام بايرت للبحث والتعقب بالأشعة تحت الحمراء في الطائرة يوروفايتر تايفون يستطيع بحسب المعلومات تعقب ما يصل إلى 500 هدف.

وفي هذه الأثناء، تفتقر صواريخ آر-73 وآر-74 بالطائرة سو-35 أيضا إلى أجهزة البحث عن الأشعة تحت الحمراء، وهو ما يحد من قدرتها على إطلاق النار بدون الحاجة إلى توجيه الطرف الأمامي للمقاتلة نحو الهدف المحدد، بحسب ما كتب سينغوبتا.

وكتب روبلين في مقاله لبزنس إينسايدر، أن صاروخ آر-77 خارج مدى الرؤية البصرية الذي تستخدمه المقاتلة سو-35 يفتقر أيضا إلى المدى والموثوقية مقارنة بالصواريخ الغربية المنافسة له.

جيدة ولكن غير عظيمة

وأردف سينغوبتا أن "المقاتلة سو-35 هي حتما المقاتلة الأعلى قدرة في سلاح الجو الروسي... ولكن القول إنها على المستوى نفسه كمقاتلات إف-15إي وإف/إيه-18إي/إف تايفون أو رافال، ناهيك عن القول إنها ʼمتفوقةʻ على تلك المقاتلات، هو حديث يتجاوز الواقع".

وقال "يتم الترويج لها على أنها ʼخارقةʻ، وهو وصف لا يعكس الواقع إطلاقا".

وأضاف "يجب النظر إلى ما وراء الدعاية، فهي لا تتفوق في أي مجال باستثناء الاستعراضات الجوية ربما".

وفي الإطار نفسه، كتب المحلل في شؤون الطيران داريو ليون عام 2020 في مقال يشرح بالتفصيل مجموعة الشوائب التي لا تؤثر على الطائرات الغربية المنافسة، أن "سو-35 تحمل لقب أكثر الطائرات المقاتلة من الجيل 4++ المبالغ في حجم قدراتها".

ودفعت هذه الشوائب المختلفة بعدد من الدول حول العالم بينها مصر والجزائر وإندونيسيا، إلى إلغاء صفقات مع روسيا لشراء سو-35.

ويبدو أن الاستثناء الوحيد لذلك هو إيران التي من المقرر أن تستلم ما يصل إلى 20 طائرة من طراز سو-35 بحلول 21 آذار/مارس.

وقال مراقبون إن عزلة إيران الدولية المتزايدة وتحالفها العسكري المتوسع مع روسيا وميلها للوقوع في فخ دعاية الكرملين، هي وراء الأسباب التي دفعت البلاد إلى المضي قدما وعقد الصفقة.

هل أعجبك هذا المقال؟

4 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500

في الواقع، مشكلة الفساد المستشري في روسيا جعلت صناعتها الدفاعية دون جدوى. فعلى مدار ثلاثين عاما ومنذ انهيار الاتحاد السوفياتي، لم يقوموا بتطوير أي شيء رائع ولم يحرزوا أي تقدم كبير.

الرد

التقرير يشوفه الكثير من اللغط والمعلومات التي تفتقر للموضوعيه. الطائره سو ٣٥ مصنفه الطائره الثانيه بالعالم بعد السو باك ٥٧ وايضا الروسيه .وهذا مثبت فنيا وليس كلام هواه ومعلقين لا يملكون من المعلومه سوى نشر لأجل النشر للسوق الصحفي وتعبئة فراغ..الي متى سيبقى الإعلام العربي دون المستوى الهابط .

الرد

كثيرة هي الابواق الناعقه ضد الاحرار والاشراف لخدمة اسيادهم الاسرامريكيون...وابواق اخري غبيه لا تنعق الا بما تسمع من اعلام مضلل.

الرد

روسيا وإيران من الأنظمة الباءدة المتهالكة

الرد