أمن

قدرات إف-22 رابتور تتجاوز مجال القتال الجوي

فريق عمل المشارق

مقاتلة من طراز إف-22 رابتور تابعة لسلاح الجو الأميركي تقترب من ذراع طائرة كيه سي-135 ستراتوتانكر في 14 آذار/مارس 2022. [سلاح الجو الأميركي]

مقاتلة من طراز إف-22 رابتور تابعة لسلاح الجو الأميركي تقترب من ذراع طائرة كيه سي-135 ستراتوتانكر في 14 آذار/مارس 2022. [سلاح الجو الأميركي]

صممت المقاتلة إف-22 رابتور أساسا للقتال الجوي واعتبرت لفترة طويلة أهم مقاتلة تفوق جوي أميركية، وهي قادرة على تنفيذ هجمات برية والتشويش على الرادارات وتنفيذ مهام مراقبة.

وهي قادرة أيضا على ضرب أهداف برية من ارتفاعات عالية أثناء التحليق على سرعات موجهة والاشتباك مع طائرات العدو، بحسب ما جاء في تقرير صدر عن مجلة بزنس إنسايدر في 18 أيار/مايو.

ويضم سلاح الجو الأميركي نحو 200 مقاتلة من طراز إف-22 أصبحت قيد الخدمة في العام 2005. واستخدمت لضرب أهداف تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في العراق وسوريا، وحين تراجعت وتيرة المعارك ضد التنظيم في البلدين، استخدمت لضرب أهداف أخرى في أفغانستان.

وانطلقت المقاتلة في مهامها القتالية في سوريا في أيلول/سبتمبر من العام 2014.

مقاتلات إف-22 رابتور تابعة لسلاح الجو الأميركي تصل إلى قاعدة الظفرة الجوية في الإمارات يوم 12 شباط/فبراير 2022. [سلاح الجو الأميركي]

مقاتلات إف-22 رابتور تابعة لسلاح الجو الأميركي تصل إلى قاعدة الظفرة الجوية في الإمارات يوم 12 شباط/فبراير 2022. [سلاح الجو الأميركي]

وتم استخدام المقاتلة في وقت سابق من العام الجاري لإسقاط منطاد تجسس صيني وجسم مجهول على ارتفاع عال في عمليتين منفصلتين.

وتعتبر هذه أكثر المقاتلات تطورا في العالم نظرا لقدرتها على تجنب الرصد من الرادارات وتستطيع التحليق على سرعات تفوق سرعة الصوت مرتين، كما تستطيع إطلاق قنابل موجهة بالليزر على بعد 25 كيلومترا من هدفها، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

وتتميز هذه المقاتلة بقدرة استثنائية على مهاجمة الأهداف على الأرض، بحسب ما جاء في ورقة حقائق أصدرها سلاح الجو الأميركي في آب/أغسطس 2022.

وفي التهيئة جو-أرض، تستطيع المقاتلة-القاذفة حمل وحدتين من الأسلحة الموجهة جو-أرض زنة كل منهما ألف رطل وصاروخين من طراز إيه آي إم-120 سي وصاروخين من طراز إيه آي إم-9، وذلك باستخدام إلكترونيات الطيران لتوجيه الصواريخ.

وتزود تقنيات التخفي الطائرة "بقدرة محسنة بشكل ملحوظ على البقاء والفتك في وجه التهديدات جو-جو وأرض-جو"، ما يسمح للمقاتلة إف-22 بحماية نفسها والأصول العسكرية الأخرى، بحسب ما ذكرته ورقة الحقائق.

وتهدف تقنية التخفي إلى خفض إمكانية رصد المنصات العسكرية من قبل أجهزة استشعار التهديدات وأنظمة الرصد.

والمقاتلة إف-22 قادرة أيضا على اكتشاف الدفاعات الجوية المعادية، ما يمكن أن يسمح للمقاتلات اللاحقة الأخرى بالاقتراب من أهداف أخرى، وفق ما ذكره الجيش الأميركي.

وأشار الجيش إلى أن المقاتلة-القاذفة قادرة على التشويش على رادارات التحكم بالنيران من مسافات قد تصل إلى 250 ميلا بحريا، كما أنها قادرة على تعطيل الرادارات من مسافات أقل.

ʼطواف فائقʻ

وتنتج محركات إف-22 قوة دفع أكثر من أية محركات مقاتلات أخرى، بحسب ورقة الحقائق الخاصة بسلاح الجو.

وجاء في الورقة أن "التصميم الديناميكي الهوائي المميز وقوة الدفع المعززة يسمحان للمقاتلة إف-22 بالتحليق على سرعات جوية أسرع من الصوت (أعلى من 1.5 ماخ) من دون استخدام حارق لاحق، وهي خاصية تعرف باسم الطواف الفائق".

ولفتت إلى أن "الطواف الفائق يقوم بتوسيع حزمة تشغيل إف-22 إلى حد كبير من حيث السرعة والنطاق مقارنة بالمقاتلات الأخرى الشغالة حاليا، علما أن هذه الأخيرة بحاجة إلى استخدام حارق لاحق يستهلك الوقود من أجل التحليق على سرعات تفوق سرعة الصوت".

وذكرت أن "التصميم الجوي المطور لمقاتلة إف-22 وأدوات التحكم بالطيران المتطورة وإمكانية توجيه الدفع ومعدل الدفع إلى الوزن العالي، كلها عناصر توفر القدرة على التفوق على كل الطائرات الحالية وطائرات الأجيال القادمة".

وتخفض القدرة على التخفي وإلكترونيات الطيران وخاصية الطواف الفائق من قدرات العدو على تعقب المقاتلة والاشتباك معها، وهو ما يؤدي إلى تعزيز ميزة عنصر المفاجأة في أية بيئة تكتيكية.

وبحسب قيادة القتال الجوي، يستخدم سلاح الجو الأميركي أصلا المقاتلات والقاذفات، بما في ذلك المقاتلة إف-22، من أجل تأمين "مستوى معين من الرصد والاستطلاع لأغراض استخبارية".

وأشارت القيادة إلى أن المقاتلة إف-22 قادرة على نقل البيانات الاستخبارية بالوقت الحقيقي بين طائرات أخرى والمحطات الأرضية.

استراتيجية تحديث

يُذكر أن شركتي بوينغ ولوكهيد مارتن قامتا بتطوير وبناء المقاتلة إف-22 في منتصف تسعينيات القرن الماضي. وكان الهدف أن تحل المقاتلة محل مقاتلة إف-15 بصفتها "مقاتلة سيطرة أمامية".

وبحسب بوينغ، تعد المقاتلة إف-22 "مقاتلة تكتيكية فائقة التطور تجمع بين القدرة على التخفي وإلكترونيات الطيران المدمجة والقدرة على المناورة".

وتم طرح إف-22 عام 2005 كحل لمواجهة التهديدات التي شكلتها المقاتلة شنيانغ جيه -11 الصينية والمقاتلتين ميج-29 فيلكروم وسو-27 فلانكر اللتين تعودان إلى الحقبة السوفيتية، حسبما ذكر موقع بزنس إنسايدر.

وقالت بوينغ إنه "بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، لم يتحقق أبدا الجيل التالي من المقاتلات السوفيتية التي كانت تهدف المقاتلة إلى السيطرة عليها في القتال الجوي".

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية عن قرار وقف إنتاج الطراز إف-22 في 187 طائرة بشهر نيسان/أبريل 2009، واستلم سلاح الجو الأميركي آخر مقاتلة من طراز إف-22 عام 2012.

ولكن أعمال التحديث والتطوير للطائرات الأحدث في الأسطول تواصلت.

ويستخدم برنامج إف-22 استراتيجية تحديث "مرنة" للقيام بصورة سريعة ومتواصلة بتطوير واختبار وتطبيق تحسينات تدريجية، بحسب ما ذكرت مجلة إير أند سبيس فورسز.

وقالت المجلة إن الاختبار التشغيلي لـ 5 طائرات تم تعديلها وتحديثها بتحسينات برمجية جديدة بدأ في العام 2018، ومن المنتظر طرحها على مستوى الأسطول خلال العام المالي 2023.

وتشمل الترقيات الإضافية تحسينات خاصة بسلامة المحرك والأداء والقدرة على الصيانة وتحسينات تكتيكية وقدرة ملاحة تحظر برامج تحديد المواقع.

هل أعجبك هذا المقال؟

1 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500

اكيد مقاتلة متميزة كل التميز والا لما امتنعت امريكا عن بيعها لأقرب حلفائها اسرائيل وبريطانيا رغم بيعها F35 لهما الزمن وحده سيكشف عن قدراتها المخيفة بعد أن تكون تقادمت نسبيا وخل محلها لغز آخر

الرد