تحليل

روسيا تمتنع عن تسليم طائرات سو-35 لإيران بظل تكهنات بشأن صلابة تحالف الدولتين

فريق عمل المشارق

مقاتلة روسية من طراز سوخوي (سو-35) تقلع من قاعدة حميميم العسكرية الروسية في محافظة اللاذقية السورية يوم 26 أيلول/سبتمبر 2019. [مكسيم بوبوف/وكالة الصحافة الفرنسية]

مقاتلة روسية من طراز سوخوي (سو-35) تقلع من قاعدة حميميم العسكرية الروسية في محافظة اللاذقية السورية يوم 26 أيلول/سبتمبر 2019. [مكسيم بوبوف/وكالة الصحافة الفرنسية]

رغم الصفقة المرتقبة والمروج لها إلى حد كبير والتي أبرمها النظام الإيراني مع موسكو في وقت سابق من العام الجاري، ذكرت وسائل إعلام إيرانية في الأيام الأخيرة أن روسيا لن تسلم طائرات سوخوي-35 (سو-35) إلى إيران.

وكان مسؤولون إيرانيون قد أعلنوا في كانون الثاني/يناير أنهم طلبوا من روسيا 24 طائرة مقاتلة من طراز سوخوي-3 وأنهم سيستلمونها "في غضون 3 أشهر".

وتعد مقاتلات سو-35 نسخة عام 2013 من مجموعة طائرات سو-27. وقد تم تصنيع طراز سو-27 الأصلي في سبعينيات القرن الماضي ضمن مبادرة القوات الجوية السوفياتية.

وكان من المنتظر أن تصبح طائرات سو-35 أحدث طائرة مقاتلة في سلاح الجو الإيراني، بالإضافة إلى أول نظام طائرات جديد لهذه القوات منذ عام 1990 عندما اشترت إيران طائرات ميغ-29 وسو-24 من الاتحاد السوفياتي السابق.

آخر طائرات اشترتها إيران من روسيا كانت من طراز ميغ -29 وتم ذلك عام 1990. [همشهري أون لاين]

آخر طائرات اشترتها إيران من روسيا كانت من طراز ميغ -29 وتم ذلك عام 1990. [همشهري أون لاين]

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يجلس مع رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين في عام 2021. وأدت سياسة ’التوجه شرقا‘ التي انتهجتها إيران إلى تقريبها من روسيا. [President.ir]

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يجلس مع رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين في عام 2021. وأدت سياسة ’التوجه شرقا‘ التي انتهجتها إيران إلى تقريبها من روسيا. [President.ir]

وبحسب المعلومات، كانت طائرات سو-35 المعدة لتسلم إلى إيران قد طلبت من قبل مصر عام 2019 لكنها لم تستلمها.

واستمرت أخبار الصفقة التي أبرمتها طهران لشراء طائرات سو-35 من موسكو حتى شباط/فبراير، إذ قال مسؤولون عسكريون إيرانيون إن أسطول القوات الجوية الإيرانية قديم وتغيب عنه "مقاتلات الجيل الرابع والخامس".

وفي ذلك الوقت، صرح عضو المجلس الإيراني (البرلمان) شهريار حيدري وهو عضو في لجنة الأمن القومي على وجه اليقين أنه سيتم تسليم المقاتلات إلى إيران في وقت مبكر من العام الشمسي الجديد (الذي بدأ في 21 آذار/مارس).

وفي آذار/مارس ووسط ترقب وصول الطائرات، قالت الحكومة الإيرانية إنها "أبرمت مع روسيا صفقة لشراء 24 مقاتلة من طراز سو-35".

وتم إبرام الصفقة في عام 2018 خلال الولاية الثانية للرئيس الإيراني السابق حسن روحاني، ووفقا لبعض التقارير دفعت طهران حينها ثمن المقاتلات بالكامل.

وفي مقابلة تلفزيونية جرت في حزيران/يونيو، تناول قائد القوات الجوية الإيرانية العميد حميد وحيدي أسئلة وتكهنات حول مقاتلات سو-35.

وأضاف "نحن بحاجة إليها، لكننا لا نعرف متى ستضاف إلى أسطولنا لأن هذه المسألة يقررها مسؤولون رفيعو المستوى".

وكما هي الحال مع كل المسائل المتعلقة بالجمهورية الإسلامية، تبقى التفاصيل غامضة وسرية ما يفتح باب التكهنات على مصراعيه.

وكانت إدارة الرئيس إبراهيم رئيسي متكتمة بشأن ما إذا كانت قد دفعت مالا لروسيا، ووسط نقص المعلومات المحلية نقلت وسائل إعلام إيرانية في الغالب الأخبار عن وسائل الإعلام الأجنبية، في حين نشرت وسائل الإعلام الفارسية المغتربة تقارير متضاربة حول هذه الصفقة.

’زوبعة في فنجان الشاي‘

ووسط كل الضجة والتكهنات التي أحاطت بعملية تسليم طائرات سو-35، أصبح من الواضح في تموز/يوليو أن المقاتلات التي طال انتظارها لن تصل إلى إيران، مع عدم تقديم الحكومة الإيرانية أو الروسية تفسيرا لذلك.

لكن في 20 تموز/يوليو، أجاب وزير الدفاع الإيراني محمد رضا أشتياني عن سؤال بشأن وصول المقاتلات بهذه الكلمات: "كوننا نملك قدرات معينة، قد لا نشعر بالحاجة إلى شراء [بعض] العتاد".

وذكر "حتى الدول الأخرى قد تأتي إلى إيران لشرائها"، مشيرا إلى أن "إيران من بين الدول المتفوقة في العالم من حيث التقنية والعلم والإنتاج والتصنيع والبحث وجميع الجوانب [المتعلقة بالقوات] الجوية".

وأردف قائلا "بما أن الظروف مناسبة لنا لإنتاج [الطائرات المقاتلة] محليا، فقد خلصنا إلى أننا قادرون على إنتاجها في البلاد".

وأضاف أنه مع ذلك، تدرس إيران خياراتها.

وفي هذا السياق، قال محلل عسكري مقيم في إيران للمشارق شريطة عدم الكشف عن هويته، إن "إيران تحاول شراء طائرات مقاتلة منذ عام 1990 بعد انتهاء الحرب الإيرانية-العراقية لكنها لم تتمكن من ذلك".

وأضاف "كان النظام على يقين بأن هذه صفقة منتهية وأثار الكثير من الضجة حولها في محاولة لجعل العالم يعتقد أنه أصبح قوة عظمى من خلال تحالفه مع روسيا".

وتابع أنه تبين أن كل ذلك ليس إلا زوبعة في فنجان شاي، قائلا إن بعض التقارير تفيد بأن روسيا قررت عدم تصدير طائرات سو-35 وتقنياتها وقطعها وخدماتها إلى إيران إلا أن أسباب فشل الصفقة لا تزال غير واضحة.

وذكر أنه ليس من الواضح حتى ما إذا كانت الصفقة قد فشلت أو ما إذا كانت روسيا رفضت ببساطة تسليم طائرات سو-35.

مشاكل في الجنة

ومن جانبه، عارض قائد القوات الجوية وحيدي شراء مقاتلات سو-35، لكن لم يتضح السبب وراء ذلك، وفقا لما نقلته صحيفة تعادل الإيرانية اليومية عن صحافي إيراني لم يذكر اسمه.

وقال الصحافي إن الحكومة الروسية أعلنت أيضا معارضتها لنقل تكنولوجيا سو-35 وقطع الغيار وطريقة إصلاحها إلى إيران على مدار الثلاثين عاما المقبلة، وإن كان ذلك لسبب مختلف وفقا للتقرير.

وقد يكون التسليم قد ألغي لأن الجيش الإيراني بحاجة منذ سنوات عدة إلى قطع غيار وإصلاحات وطالب بنقل التكنولوجيا إليه لكي يبدأ عمليات التصنيع والخدمات الخاصة به، كما قال بعض المراقبين.

ويأتي هذا الخلاف العلني في ظل تعزيز العلاقات بين إيران وروسيا خلال الحرب الروسية على أوكرانيا، مع تزويد طهران موسكو بطائرات مسيرة وتوقيعها اتفاقية لإنشاء منشأة لتصنيع الطائرات المسيرة في روسيا.

وبحسب ما ورد، زار وفد إيراني مدينة ييلابوغا الروسية في 5 كانون الثاني/يناير وتفقد "موقعا فارغا" حيث سيتم بناء منشأة لإنتاج الطائرات المسيرة.

وكان من المقرر أن تنتج المنشأة 6000 طائرة من نوع متقدم من شاهد-136، وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال ووسائل إعلام إيرانية.

إلى هذا، تأتي عملية شراء الطائرات المتوقفة في وقت تسعى فيه إيران إلى الاستفادة من التهاء روسيا بحربها على أوكرانيا لتصبح لها اليد العليا في سوريا حيث الدولتان حليفتان ولكنهما متنافستان أيضا.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500