أمن

مدينة المكلا اليمنية تسعى للنهوض بعد هزيمة القاعدة فيها

وكالة الصحافة الفرنسية

منذ طرد تنظيم القاعدة من ميناء المكلا على الساحل الجنوبي لليمن في نيسان/أبريل 2016، تم استعادة الأمن، لكن الأحوال المعيشية لا تزال تتسم بالتحدي.

يتدرب ضباط من خفر السواحل اليمني على اقتحام قارب بالقرب من ساحل مدينة المكلا في اليمن، بينما تسعى المدينة التي عانت الحروب إلى النهوض مجددا بمؤسسات الدولة بعد عامين على هزيمة تنظيم القاعدة.

يسود الهدوء في المكلا عاصمة محافظة حضرموت الآن في بلد مزقته الحرب، وتمثل ما يراه الكثيرون صورة لليمن ما بعد الحرب.

وفي حفل أقيم الأسبوع الماضي، تولى عشرات الضباط اليمنيين مسؤولية تأمين ساحل جنوب حضرموت الذي يمتد لمسافة 350 كيلو مترا، وهي منطقة مليئة بمهربي المخدرات والأسلحة.

وقام التحالف العربي أيضا بتقديم زوارق مجهزة بأسلحة وأجهزة اتصالات ورادارات إلى خفر السواحل الذين تلقوا تدريبات من مسؤولين سعوديين وإماراتيين وأميركيين.

قوات موالية للحكومة اليمنية على متن قوارب عسكرية في ميناء المكلا بمحافظة حضرموت يوم 29 تشرين الثاني/نوفمبر. [صالح العبيدي/وكالة الصحافة الفرنسية]

قوات موالية للحكومة اليمنية على متن قوارب عسكرية في ميناء المكلا بمحافظة حضرموت يوم 29 تشرين الثاني/نوفمبر. [صالح العبيدي/وكالة الصحافة الفرنسية]

قوات موالية للحكومة اليمنية تبدو في الصورة على متن قارب عسكري في ميناء المكلا يوم 29 تشرين الثاني/نوفمبر. [صالح العبيدي/وكالة الصحافة الفرنسية]

قوات موالية للحكومة اليمنية تبدو في الصورة على متن قارب عسكري في ميناء المكلا يوم 29 تشرين الثاني/نوفمبر. [صالح العبيدي/وكالة الصحافة الفرنسية]

وأكد السفير الأميركي إلى اليمن ماثيو تولر في الحفل أن "الإجابة الحقيقية على الأزمة الإنسانية تكمن في إنهاء النزاع بطريقة ستعيد مؤسسات الدولة".

وأضاف في الحفل الذي حضره أيضا السفير السعودي محمد آل جابر "لا يمكننا مواصلة رؤية استمرار اليمن في وضع الدولة الفاشلة".

يذكر أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب كان قد طُرد من المكلا في نيسان/أبريل 2016.

ولم يعد المسلحون الذين كانوا يرجمون النساء اللاتي يتهموهن بالزنا ويفرضون تفسيرهم الصارم للشريعة [الإسلامية] يجوبون كورنيش مدينة المكلا، ولم تعد ساحات المدينة تُستخدم في عمليات الإعدام العلنية.

ولكن المسؤولين يقرون أن الظروف التي سهلت سيطرة المسلحين على المدينة التي تعاني من فقر مدقع ويقطنها نحو 500 ألف نسمة، خاصة نقص الخدمات الأساسية والحكم، لا تزال سائدة.

أمن جيد وخدمات سيئة

وبالإضافة إلى الصيادين الذين يرتدون عباءات ملونة، تمتلئ شوارع مدينة المكلا بمتسولين ينقبون في النفايات التي امتلأت بها السلال، بينما تتدفق مياه الصرف الصحي الخام من مصارف مفتوحة.

ولا تزال آثار الحرب باقية في الأحياء السكنية، حيث توجد منازل كانت قد تعرضت للقصف. والبطالة متفشية في المدينة، وعلى الرغم من أن محافظة حضرموت غنية بالنفط، تعاني المكلا من انقطاع متكرر للتيار الكهربائي ونقص في الوقود.

ويؤكد وزير النقل اليمني السابق بدر باسلمه الذي يقيم في المدينة أنه "في المكلا، الأمن جيد، لكن الخدمات سيئة".

ولا تزال هناك خلايا نائمة تابعة لتنظيم القاعدة، لكن محافظ حضرموت فرج البحسني يؤكد أنها لا تشكل خطرا كبيرا.

ومن جانبها، تقول اليزابيث كيندال، وهي خبيرة بشؤون اليمن في جامعة أكسفورد، "هناك سلام في المكلا، ولكنه سلام هش".

وأضافت"لم تعد الجماعات المسلحة قوية،بل أنها توارت أساسا عن الأنظار، ولكن هذا لا يعني أنها لن تعود، حيث أنها تستميل الشباب اليائس الذي يفتقر للفرص".

ويعتمد الاستقرار الدائم على إعادة البناء والتنمية، لكن يعاني اليمن أيضا من تدهور الاقتصاد بشكل كبير، مع انكماش النمو بنسبة 50 بالمائة منذ عام 2015، بحسب البنك الدولي. وانهارت العملة المحلية ما جعل اليمنيين غير قادرين على شراء المواد الغذائية ومياه الشرب.

ويقول الوزير باسلمه إنه "مع انخفاض الرواتب وارتفاع معدلات التضخم، فإن تركيز الأشخاص ينصب حول البقاء على قيد الحياة".

وتواجه الحكومة المحلية صعوبات في دفع رواتب الموظفين وتعتمد بشدة على السعودية والإمارات للحصول على الدعم المالي.

وما زال المطار الإقليمي مغلقًا أمام الحركة التجارية، ما يؤدي إلى خنق الأعمال التجارية.

الحد من الأسلحة

وكان مسلحو القاعدة قد اجتاحوا مدينة المكلا دون أية مقاومة تذكر في عام 2015 بينما كان التحالف العربي يركز على استهداف الحوثيين (أنصار الله) المدعومين من إيران.

وقال مسؤولون يمنيون إن المسلحين انسحبوا بسرعة إلى المناطق الجبلية في المحافظة مثلما سيطروا على المدينة، وذلك بعد أن نهبوا نحو 270 مليار ريال يمني (1.1 مليار دولار) من مصارف مدينة المكلا.

وقال محافظ حضرموت البحسني إن السلطات استعادت مجموعة من وثائق تنظيم القاعدة بعد أن غادر المدينة، والتي وفرت معلومات عن مخططات عن استراتيجية التنظيم العسكرية ومصادر دخله وتفاصيل عن مواقع تخزين الأسلحة.

وأشار إلى أنه تم تسليم الوثائق إلى السلطات الإماراتية التي دعمت الهجوم اليمني الرئيسي لاستعادة المكلا.

من ناحيته، أكد اللواء عبد الله أبو حاتم من قوات حرس الحدود اليمني أن "سيطرة القاعدة على هذا المكان كانت تفيد الحوثيين".

فمع أنهما فصيلان مختلفان، فقد كانا يستفيدان من اقتصاد الحرب باليمن، حيث سهلت سيطرة القاعدة على سواحل حضرموت المليئة بالثغراتعملية تهريب الأسلحة التي غالبًا ما ينتهي بها المطاف في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين.

وبعد طرد القاعدة، تحاول المكلا منع المدنيين من حمل السلاح، وهو أمر غريب في بلد له تقاليد طويلة من حمل الأسلحة.

وللمرة الأولى في اليمن، يُطلب من الزائرين الذين يدخلون مدينة المكلا تسليم أسلحتهمع لى واحد من نقاط التفتيش العديدة المنتشرة والتي تسيطر النساء على بعض منها، بحسب ما ذكر البحسني، الذي وصف المبادرة بأنها "ناجحة جدا".

هل أعجبك هذا المقال؟

1 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500

لادري كيف تسيغون الاخبار, كيف موالية للحكومة؟؟ هل هذا يعني بان هناك ماليشيات موالية ام انها قوة عسكرية تابعة للدولة؟؟ فلماذا التلاعب بالكلمات

الرد